في زيارة رمزية هي الأولى للحلفاء الأوروبيين خارج الكتلة وفي منطقة حرب، عزم دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي على التقليل من مخاوف كييف بشأن توتر سياسي بات جليًا بالداخل، حول دعم التكتل طويل الأمد لأوكرانيا، الأمر الذي وجده زيلينسكي خطوة نحو تعزيز قيادة أوروبا لاستدعاء المزيد من الإجراءات لاستعادة أوكرانيا وحدة أراضيها.
التزام أوروبي واضح
وخلال اجتماع غير رسمي مع الدبلوماسيين الأوكرانيين، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي ترأس زيارة غير معلنة للوفد الأوروبي إلى كييف، يوم الاثنين، إنها أظهرت "التزام الاتحاد الأوروبي الواضح تجاه أوكرانيا في حربها المستمرة منذ 19 شهرًا".
وأكد بوريل على "وحدة الاتحاد الأوروبي" في دعمه لأوكرانيا، دافعًا بعدم تخلي أي دولة عضو في الاتحاد عن التزاماتها تجاه كييف قال "لا أرى أي دولة عضو تتخلى عن التزاماتها"، وفق ما ذكرت "إيه بي سي" الأمريكية، نقلًا عن تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي.
وأصر بوريل، على التزام الاتحاد الأوروبي بـ"المشاركة المستدامة" مع أوكرانيا. وقال: "تصميمنا ثابت وسيستمر".
أقوى التزام أمني
وبينما عدّد بوريل علامات أخرى على التزام الاتحاد الأوروبي تجاه كييف، شملت المساعدة في الدفاع السيبراني وإزالة الألغام لتمكين أوكرانيا من التعافي بعد الحرب، وإصلاح تطبيق القانون الأوكراني للقضاء على الفساد، إلا أنه وجد في منحها عضوية الكتلة "أقوى التزام أمني".
قال بوريل، إن "أقوى التزام أمني للاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا هو منحها عضوية الكتلة".
ومع كل قرية وكل متر تحرره أوكرانيا من سيطرة الروس فإنها تمهد به الطريق إلى الاتحاد الأوروبي، في تقدير وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، وفق تصريح أدلت به للصحفيين في كييف.
وأوكرانيا مصممة على المضي قدمًا بأقصى سرعة نحو عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي، وتدفع بالأخذ في الاعتبار جميع الإصلاحات التي نفذتها وتواصل تنفيذها لبلوغ هذا الأمر.
مستقبل وحدة أوروبا
وتأتي الزيارة وما ترمي إليه من معانٍ، في أعقاب مخاوف أوروبية بشأن مستقبل وحدتها، تحققت بفوز رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو في الانتخابات التي جرت مؤخرًا في سلوفاكيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، والمعروف بأنه يحمل أجندة مؤيدة للكرملين في هذه الحرب، الأمر الذي آثار التساؤلات حول استمرار دعم الاتحاد الأوروبي لكييف.
وينظر إلى فوز فيكو برئاسة حكومة سلوفاكايا على أنه سيأخذ ببوصلة البلاد التي لطالما دعمت كييف في حربها الدائرة، إلى اتجاه مغاير غالبًا صوب الالتزام بدعوة للسلام إن لم يكن إلى الكرملين.
وأشارت تقارير أوروبية إلى ما يمكن أن تجلبه هذه الدولة الصغيرة في أوروبا الشرقية من التوتر إلى مناقشات الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا، كما سبق وحدث مع موقف فاتر تمسكت به المجر في بعض الأحيان تجاه كييف حيث جادلت ضد توريد الأسلحة إلى أوكرانيا أو تزويدها بالمساعدة الاقتصادية.
ويعد فيكو حليفًا وثيقًا لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، لا سيما عندما يتعلق الأمر بانتقاد الاتحاد الأوروبي. وأخيرًا تم تداول العديد من التكهنات بشأن عودة فيكو للسلطة، وما من شأنه أن يثير المخاوف إذا تحالف وأوربان معًا ليمثلا عقبة أمام قرارات التكتل بشأن دعم كييف.
وفي تصريحات سابقة، ألقى فيكو باللوم على "النازيين والفاشيين الأوكرانيين" في استفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودفعه إلى شن الحرب، التي بدأت منذ 24 فبراير 2022. كما حافظت بودابست على علاقات وثيقة مع موسكو.
تعزيز قيادة أوروبا
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس في كييف، خطوة جديدة نحو تعزيز قيادة أوروبا، مؤكدًا أن الأمر لا يقتصر فقط على كون الزيارة مظهرًا مهمًا للتضامن مع أوكرانيا.
وخلال مشاركته في الاجتماع، دعا زيينسكي الشركاء الأوروبيين إلى اتخاذ المزيد من الخطوات "الدفاعية والدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والمتعلقة بالعقوبات" إضافة إلى التأكيد على وحدة قيادة أوروبا لتعزيز الأرضية المشتركة مع بلاده. بحسب ما أوردت وكالة "أوكرينفورم" الحكومة الأوكرانية.
وقال زيلينسكي: "كلما زاد النشاط والقيادة والمبادرات التي نظهرها، قلت فرص روسيا في التكيف مع ضغوطنا المشتركة".
وحث الرئيس الأوكراني كبار دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي على عدة خطوات مهمة تمثلت في الدعم الدفاعي النشط لأوكرانيا من خلال توريد الأسلحة والقذائف وتوسيع نطاق التدريب للقوات الأوكرانية وزيادة القدرات الإنتاجية المشتركة لصناعة الدفاع، وإشراك أكبر عدد ممكن من زعماء العالم ودوله في تنفيذ صيغة السلام التي تتمسك بها كييف، والموافقة على أداة مالية لأوكرانيا، وتوجيه الأصول الروسية المجمدة للتعافي من أضرار الحرب. بحسب أوكرينفورم.
وربط زيلينسكي بين الخطوات القوية التي تتخذها أوكرانيا والاتحاد الأوروبي معًا، وانتهاء الحرب الدائرة في وقت أقرب، كما رهن استعادة أوكرانيا وحدة أراضيها بضمان السلام الموثوق لأوروبا بأكملها.