قال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، "لقد كانت أوقاتًا طيبة ومثمرة.. تلك التي قضيناها معًا، على مدار الأيام الماضية.. ونحن نسرد حكاية الوطن. الوطن الذي نعمل من أجله جميعًا.. وواجهنا من أجل رفعته التحديات.. وحققنا له بفضل الله الإنجاز".
ووجه "السيسي" حديثه إلى المصريين في كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر "حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز": "لقد حققنا معًا -نحن المصريين- ملحمة تاريخية، حين تجاوزنا اليأس والإحباط.. واسترددنا مصرنا العزيزة، من براثن جماعة الظلام والغدر.. ثم تجاوزنا التحدي، لكي نعيد بناء دولتنا العظيمة.. ليتحقق لأبنائها الكرامة والعدالة والتنمية".
وتابع "واجهنا إرهابًا غاشمًا، أراد النيل من عزائمنا.. وارتوت أرضنا الطيبة، بدماء الشهداء الأبرار، من خيرة أبناء مصر".
وذكر الرئيس المصري "لم تلن عزائمنا أو تضعف، أمام كل هذه التحديات.. بل أعلن أبناء مصر وبناتها عن أنفسهم.. وخاضوا معركة بناء مصر.. فحققوا لها الإنجاز.. محققين المجد والفخر الوطن".
واستطرد خلال كلمته "وقد كانت إرادة المصريين –وما زالت– هي المحرك الرئيسي، والباعث الأساسي، لاستكمال الحلم في بناء دولتنا العصرية الحديثة.. التي تليق بما قدمه شعب مصر من تضحيات".
واستكمل "السيسي" كلمته "شعب مصر العظيم، نحن على أعتاب جمهوريتنا الجديدة.. التي تسعى لاستكمال مسيرة بقاء الدولة.. وإعادة بنائها على أسس الحداثة والديمقراطية.. فإننا نجدد العهد معًا، على العمل من أجل استكمال أحلامنا، لمصرنا العزيزة.. وطننا الغالي المروي بدماء الشهداء وتضحيات كل المصريين وطنًا عظيمًا قويًا.. قائمًا على أسس العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، ودولة المؤسسات، التي تحقق لمواطنيها الحياة الكريمة.. ولأجل أحلامنا سنعمل معًا على تحقيقها".
وأشار الرئيس المصري "قد تابعت باهتمام بالغ.. حالة الحوار الوطني، التي كانت في شكلها الأولي، مبشرة وباعثة على الاستمرار فيها.. وقد وجهت الحكومة والأجهزة المعنية بالدولة، للعمل على بحث ودراسة حزمة المخرجات، التي أفرزها الحوار".
وأكد "أنني أعتزم الاستمرار في هذه الحالة الحوارية، وكذا الاستمرار في تطوير وتنمية الحياة السياسية والحزبية.. لتتحقق للدولة مسارات وبدائل ورؤى متعددة، وبشكل دائم".
ونوه السيسي "بعد أن تابعنا خلال فعاليات هذا المؤتمر، من أرقام وحقائق عن واقع الدولة المصرية.. كيف كان.. وكيف أصبح.. فإننا نجدد العهد، بأنه سيكون واقعًا يفيض بالخير والسلام، والمحبة لكل المصريين بإذن الله، فلا خوف على أمة، يتعانق هلال مسجدها مع صليب كنيستها.. ولا تنكسر أمة، تجرد شبابها من الهوى، إلا عشق الوطن كشباب مصر.. ولا تسقط أمة، حافظت سيداتها على صوت الضمير الوطني. "
وشدد الرئيس المصري "فيقيني في أمتنا، أنها لا تخاف ولا تنكسر ولا تسقط.. بل تعلو فوق تحدياتها، لتصنع للمجد أهرامًا، وللحضارة تاريخًا".
وأردف "أقول لكم بلسان صادق، كما عاهدتكم.. بأنني حين لبيت نداء المصريين، وتوليت المسؤولية التي حملوني إياها، لم أكن أملك خزائن الأرض، أو جوامع الوعود الوردية.. لم أكن أملك سوى إيماني بالله وبمصر، وانحيازي لإرادتكم، والعمل بتجرد وإخلاص.. حاملًا معي شرف العسكرية المصرية، ويكفيني بها وسامًا على صدري واجهت معكم وبكم كل التحديات والأزمات.. وعبرنا معًا جسور الأمل."
وأفاد الرئيس المصري "اليوم.. ونحن بصدد استحقاق انتخابي؛ لتولى مسؤولية إدارة الدولة المصرية، فإنني كما تعاهدت معكم، منذ سنوات عشر مضت.. لا أبادر إلا باستدعاء المصريين.. الذين أدعوهم بدعوة صادقة، أن يجعلوا هذه الانتخابات بداية حقيقية، لحياة سياسية مفعمة بالحيوية.. تشهد تعددية وتنوعًا واختلافًا، دون تجاوز أو تجريح."
وتحدث "السيسي" قائلًا "كمواطن مصري، قبل أن أكون رئيسًا.. كانت سعادتي بالغة، بهذا التنوع في المرشحين.. الذين بادروا لتولي المسؤولية.. لهم جميعًا مني كل التقدير والاحترام.. فالاختلاف سنة الله في خلقه، وحقيقة لا يمكن إنكارها.. والتنوع هو ثراء حقيقي، يدلل على خصوبة أمتنا وقدرتها على البقاء".
وأكد "إنني قد بذلت الجهد وصدقت العهد، قدر ما استطعت.. وتجردت للوطن، مخلصًا له العمل والنوايا".
وواصل "السيسي" كلمته "كما لبيت نداء المصريين من قبل.. فإنني ألبى اليوم، نداءهم مرة أخرى.. وعقدت العزم على ترشيح نفسي لكم، لاستكمال الحلم في مدة رئاسية جديدة.. أعدكم بإذن الله بأن تكون امتدادًا لسعينا المشترك، من أجل مصر وشعبه"، و"أدعو كل المصريين إلى المشاركة في هذا المشهد الديمقراطي.. ليختاروا بضميرهم الوطني المتجرد من يصلح والله يولي من يصلح".
واختتم السيسي كلمته "تلك دعوتي الصادقة.. وهذه إرادة المصريين.. التي أحترمها، وأعمل بها ولها. شعب مصر العظيم، إن نبتة الأمل تزدهر دائمًا بالعمل.. والصدق في القول والتجرد في العمل، هما السبيل الذي نبلغ به الحلم معا بإذن الله".