خيّم التوتر على غرب البلقان، بعد الأحداث المتسارعة التي جرت قبل نحو أسبوع بين صربيا وكوسوفو، ووسط مخاوف من هجوم صربي دعت وزيرة خارجية كوسوفو جيرفالا شوارتز الاتحاد الأوروبي إلى تجميد موقف صربيا كدولة مرشحة للانضمام إليه.
وتثير الأزمة في غرب البلقان قلقًا دوليًا، فيما يتعلق بالتوترات المتجددة في كوسوفو، لذا تحذر وزيرة خارجية كوسوفو دونيكا جيرفالا شوارتز الآن من حرب جديدة في البلقان، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
حرب جديدة
وقالت الوزيرة: "إذا تسامح المجتمع الدولي مع تصرفات صربيا، فستكون هناك حرب جديدة، تريد صربيا خلق حقائق لإجبار كوسوفو على التفاوض بشأن القضايا الإقليمية في بروكسل، ولحسن الحظ أن المحاولة فشلت، لكننا لا نعرف ما هي الخطط للمستقبل".
وردًا على التوترات المستمرة بين كوسوفو وصربيا، أرسل حلف شمال الأطلسي "الناتو" 200 جندي بريطاني آخر إلى منطقة البلقان، ومن المفترض أن يعززوا الوحدة البريطانية المكونة من 400 جندي من قوة حفظ السلام في كوسوفو.
وأعلن الناتو أنه سيعزز قوة الحماية التي يقودها في كوسوفو، ووافق مجلس شمال الأطلسي، وهو هيئة اتخاذ القرار الرئيسية في المنظمة، على إرسال قوات عسكرية إضافية إلى الدولة الصغيرة.
تصعيد العنف
من جانبها ألقت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني، باللوم على جارته الشمالية صربيا ورئيسها ألكسندر فوتشيتش في تصعيد العنف في شمال البلاد، قائلة: "إن صربيا لا تزال لديها مطالبات إقليمية في كوسوفو وتحاول تطبيق "نموذج القرم"، في إشارة إلى تصرفات روسيا في أوكرانيا".
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008، لكن صربيا لا تعترف بذلك.
وحدث أسوأ تصعيد للعنف منذ عدة أشهر في شمال كوسوفو، في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن فتح 30 مسلحًا ملثمًا النار على ضباط شرطة كوسوفو في قرية ليست بعيدة عن الحدود مع صربيا، ثم احتلوا ديرًا أرثوذكسيًا صربيًا.
وبحسب تقارير الشرطة، قُتل ضابط شرطة وثلاثة مهاجمين في تبادل إطلاق النار، وقال أحد أعضاء أحد الأحزاب الرئيسية لصرب كوسوفو، عبر محاميه، إنه نظم المجموعة دون علم بلجراد.
وتشارك 28 دولة في عملية "قوة كوسوفو" التابعة للأمم المتحدة، ثمانية منها ليست أعضاء في حلف شمال الأطلسي، ويبلغ قوامها نحو 3400 جندي.
ويعيش نحو 50 ألف صربي في شمال كوسوفو، لكن أكثر من 90% من إجمالي سكان كوسوفو هم من الألبان العرقيين، ويلقي الجانبان اللوم على بعضهما البعض في التصعيد الأخير.