الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هل يفقد مكارثي منصبه بعد أزمة الإغلاق الحكومي؟

  • مشاركة :
post-title
كيفين مكارثي

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

ربما نجح رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفين مكارثي، في تجنب الإغلاق الحكومي، عبر اتفاق مؤقت، لكنه في المقابل، بات يواجه شبح فقدانه لرئاسة المجلس بقوة، إذ أثار تعاونه مع الديمقراطيين لتمرير الاتفاق، غضبًا للنواب المتشددين من حزبه الجمهوري.

وقال النائب الجمهوري المتشدّد، مات جايتس، إنه سيقدم مقترحًا لإقالة مكارثي من منصبه كرئيس لمجلس النواب الأمريكي، والذي يسيطر عليه الجمهوريون بأغلبية ضئيلة للغاية.

الاتفاق الذي توصل إليه مكارثي مع الديمقراطيين لتجنب الإغلاق الحكومي بشكل مؤقت، فجر غضب النواب المتشددين لعدم تضمين مطالبهم بخصوص تخفيض النفقات، في الاتفاق المرحلي الذي تم تمريره ليل السبت من الكونجرس ثم من رئيس البلاد جو بايدن.

ولا تقتصر أهمية رئاسة مجلس النواب على داخل المجلس فقط، إذ يعد مكارثي ثالث شخصية في التسلسل الهرمي للسلطة في الولايات المتحدة، بعد الرئيس جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، إذ يتولى إدارة شؤون البلاد حال عجز الرئيس ونائبته عن ذلك.

ماذا قال الجمهوري المتشدد مات جايتس؟

قال جايتس، إنه يعتزم التقدم باقتراح للإطاحة بمكارثي هذا الأسبوع، مضيفًا: "أعتقد أن علينا أن نمضي قدمًا مع قيادة جديدة يمكن أن تكون محل ثقة"، إلا أنه أشار إلى عدم تأكد "تكتل الحرية" من تمكنه من الإطاحة برئيس المجلس، خاصة بعد انفتاح مكارثي على الديموقراطيين للمصادقة على مشروع قانون يحظى بدعم الحزبين.

وتابع: "السبيل الوحيد لبقاء كيفن مكارثي رئيسًا لمجلس النواب في نهاية الأسبوع المقبل يكمن في أن ينقذه الديمقراطيون"، مُشيرًا إلى أنهم "الآن سيفعلون ذلك على الأرجح".

فوز بشق الأنفس

لم يكن فوز مكارثي برئاسة مجلس النواب سهلًا، تطلب الأمر عددًا قياسيًا من الدورات بلغ 15 دورة، واضطر لتقديم تنازلات إلى تكتل اليمين المتطرف في حزبه، وبين تلك المطالب، تعديل النظام الداخلي بما يتيح لعضو واحد طلب التصويت على انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.

ماذا قال مكارثي عن محاولة إقالته؟

بدا مكارثي واثقًا من نفسه الأحد، بعد الحديث عن اقتراح إقالته، وقال في تصريح لشبكة "سي إن إن"، إنه سيصمد، مُشددًا على أنه "إذا كان "جايتس" مستاء لأنه حاول دفعنا إلى إغلاق حكومي حرصت على عدم حصوله، فدعونا نخض تلك المعركة".

في المقابل، بدأ مؤيدو مكارثي من داخل حزبه التعبير عن دعمهم، وقال النائب الجمهوري مايك لولر، لشبكة "إي بي سي"، إن ما فعله مكارثي "كان العمل الوحيد الذي ينم عن حس بالمسؤولية".

أما النائبة اليسارية الديمقراطية، ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، فقالت إنها ستصوت "بالتأكيد" لصالح الإطاحة برئيس المجلس، مُشيرة إلى أنه "ليس على الديمقراطيين إنقاذ الجمهوريين من أنفسهم".

ونجح مكارثي في الحصول على موافقة أعضاء مجلس النواب، على تمرير تمويل مرحلي، لتجنب الإغلاق الحكومي، الذي حدث 21 مرة سابقة في الولايات المتحدة، آخرها كان في عهد ترامب عام 2019.

تمويل طارئ

ووافق مجلسا النواب والشيوخ على تبني إجراء لتمويل طارئ، لمدة 45 يومًا لتجاوز الأزمة، قبل ساعات من الموعد النهائي لإغلاق الحكومة الفيدرالية، إذ وافق مجلس النواب، على الاقتراح الذي قدمه رئيسه، كيفين مكارثي، بـ335 صوتًا مقابل 91، كما صوت مجلس الشيوخ، لصالح التمويل المؤقت، بأغلبية 88 صوتًا مقابل 9 أصوات فقط.

ومن شأن مشروع القانون أن يبقي الحكومة مفتوحة حتى 17 نوفمبر، ويتضمن مساعدات الكوارث الطبيعية ولكن ليس تمويلًا إضافيًا لأوكرانيا أو أمن الحدود، كما يتضمن إجراءً لإبقاء إدارة الطيران الفيدرالية عاملة.

دعم أوكرانيا

ووقع بايدن الاتفاق، لكنه أكد أن دعم أوكرانيا لن يتوقف، مُشيرًا إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين، توصلوا لاتفاق حول دعم أوكرانيا، بعد أن أبقى الكونجرس المساعدات لكييف خارج نطاق مشروع القانون الذي يتم توقيعه لتجنب الإغلاق.

ويرغب بايدن في توقيع قانون منفصل، بـ24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.

وقال بايدن إنه سئم من سياسة "حافة الهاوية"، بعد تجنب الإغلاق الحكومي في الساعات الأخيرة.