الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجوم دامٍ واعتقالات وحصار.. الحادث الأسوأ منذ سنوات بين كوسوفو وصربيا

  • مشاركة :
post-title
مجموعة من المسلحين الملثمين أمام دير بانجسكا - "موقع إن تي في" الألماني

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

حالة من القلق، والترقب تعيشها كل من صربيا وكوسوفو، تعيد التوتر مجددًا إلى منطقة البلقان، بعد إعلان الشرطة في العاصمة بريشتينا تدمير مجموعة قتالية صربية، وصفتها بــ"الإرهابية"، بعد مقتل عدة أشخاص ومحاصرة دير أرثوذكسي صربي، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

وتطايرت الاتهامات المتبادلة بين البلدين، اللذين يعيشان أجواء محتقنة، ولا تهدأ الأجواء إلا فترات قليلة، حتى تشتعل الأمور بينهما على خلفية نزاع تاريخي، لم ينته حتى هذه اللحظة.

وكان القتال الذي وقع، أمس الأحد، أسوأ حادث في العلاقات المتوترة بين كوسوفو وصربيا منذ سنوات، منذ انفصلت كوسوفو، التي يسكنها الألبان بشكل شبه حصري عن صربيا.

إطلاق نار وقتلى وعملية إرهابية

وبعد قتال عنيف أسفر عن أربعة قتلى على الأقل، فككت شرطة كوسوفو فرقة قتالية تنشط في الشمال الذي يسكنه الصرب، بحسب ما أعلنه وزير داخلية كوسوفو جيلال سفيكلا.

وهاجمت المجموعة، المدعومة على ما يبدو من صربيا المجاورة، ضباط شرطة كوسوفو في قرية بانجسكا بالقرب من ميتروفيتشا في وقت مبكر من صباح أمس الأحد وسيطرت بشكل مؤقت على دير أرثوذكسي صربي.

وفي الاشتباك المسلح الأول، قتل المهاجمون ضابط شرطة وأصابوا آخر، واستمر القتال بين رجال الميليشيات غير النظامية والشرطة التي وصلت مع تعزيزات طوال أمس الأحد.

اتهامات لـ"صرب كوسوفو"

واعتقلت الشرطة اثنين من المهاجمين المسلحين وأربعة من المساعدين المشتبه بهم، وفتح مكتب المدعي العام في بريشتينا إجراءات ضدها للاشتباه في ارتكابها جرائم إرهابية.

وعثرت الشرطة على مخابئ أسلحة ذات أبعاد هائلة في المنطقة المحيطة بدير بانجسكا، وينتمي بعض الأشخاص الذين تم القبض عليهم إلى منظمة "الدفاع المدني" المتشددة لصرب كوسوفو، ووفقًا للنتائج التي توصل إليها المدعون العامون في كوسوفو، فإن هذا الأمر يخضع لسيطرة الحكومة الصربية وتمويله وتجهيزه بسخاء بالأسلحة.

ووصف رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي ما حدث في بانجسكا بأنه عمل إرهابي، قائلاً: "الجريمة المنظمة تهاجم دولتنا بدعم سياسي ومالي ولوجستي من بلجراد الرسمية".

ونشرت حكومة كوسوفو صورًا تُظهر رجالًا يحملون أسلحة مشاة قتالية وسترات واقية من الرصاص، بالإضافة إلى سيارة جيب ومركبة نقل مدرعة.

ويبدو أن دورية شرطة كوسوفو تم استدراجها أولاً إلى كمين، ثم اكتشف الضباط شاحنتين لا تحملان أي علامات على جسر يمنع الوصول إلى بانجسكا، وعندما وصل المزيد من رجال الشرطة، فتح المهاجمون النار عليهم.

صربيا تحمّل كوسوفو المسؤولية

وزعم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي في بلجراد، مساء الأحد، أن كورتي -رئيس وزراء كوسوفو- وحده هو المسؤول عن المواجهة الدموية.

وقال: "كورتي" يستفز الصرب في كوسوفو وللأسف وقع بعض الصرب ضحية لهذه الاستفزازات، وأن مقتل ضابط شرطة كوسوفو أمر يستحق الشجب، ولا أحد يحتاج إلى شيء من هذا القبيل، وخاصة الشعب الصربي".

 وأضاف فوتشيتش: "لأولئك الذين يعتقدون أن هذا سيجعل صربيا تعترف بكوسوفو، أقول إن هذا لم يقويني وحدي بل الأمة بأكملها، وإننا لن نعترف أبدًا باستقلال كوسوفو حتى لو قتلتمونا جميعًا".

100 دولة تعترف بكوسوفو

وانفصلت كوسوفو، التي يسكنها الألبان بشكل شبه حصري، عن صربيا بمساعدة حلف شمال الأطلسي في عام 1999 بعد جرائم الحرب الصربية ضد السكان المدنيين الألبان في كوسوفو، وأعلنت الاستقلال في عام 2008.

وتعترف أكثر من 100 دولة، من بينها ألمانيا، باستقلال كوسوفو، في حين لا تعترف صربيا وروسيا والصين وخمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بذلك.

نظرة على التاريخ

في 17 فبراير 2008، أعلنت كوسوفو "جنوب شرق أوروبا" استقلالها، وبعد بضعة أشهر أصبح لديها دستورها الخاص واعترف بها أكثر من 110 دول، كدولة مستقلة.

كانت كوسوفو تنتمي إلى صربيا قبل الحربين العالميتين، ويقطنها 1.8 مليون شخص، معظمهم من أصل ألباني، بينما يقطنها نحو 120.000 من السكان من الصرب، ويعيش نحو 50 ألفًا منهم في شمال البلاد.

وفي عام 1945، أصبحت مقاطعة ذاتية الحكم تابعة لجمهورية صربيا داخل جمهورية يوجوسلافيا الشعبية الفيدرالية، ومع مرور الوقت زادت نسبة السكان من أصل ألباني في كوسوفو، بشكل حاد على مدى العقود، بينما نشأت في الوقت نفسه أزمة اقتصادية عميقة في الإقليم.

بعد وفاة جوزيف تيتو، رئيس جمهورية يوغوسلافيا، مايو 1980، دعا الألبان العرقيون إلى أن تتمتع كوسوفو بوضع جمهورية منفصلة داخل يوجوسلافيا.