يستعد القيادي في الحزب الديمقراطي روبرت كينيدي جونيور للإعلان عن ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة كمستقل، بدلاً من متابعة محاولته طويلة الأمد للإطاحة بالرئيس جو بايدن كمرشح للحزب الديمقراطي، وهو تحول قد يعقد الانتخابات الرئاسية التي تجرى العام المقبل.
كانت بعض استطلاعات الرأي أظهرت في أواخر الربيع حصول كينيدي على ما يصل إلى 20% من الدعم الديمقراطي، إلا أنه حظوظه تراجعت مع اهتمامه بوجهات النظر المتعلقة بمحاربة لقاحات فيروس كورونا، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
ونشر كينيدي، وهو ناشط مناهض للقاحات وعضو في عائلة سياسية أمريكية شهيرة، مقطعًا مصورًا على موقع يوتيوب، أمس الجمعة، طلب فيه من الأمريكيين الانضمام إليه في "إعلان مهم" في فيلادلفيا في 9 أكتوبر. وقال: "سأتحدث عن تغيير جذري في السياسة الأمريكية"، منددًا بالفساد في "كلا الحزبين".
من هو روبرت كينيدي جونيور؟
روبرت هو ابن شقيق الرئيس السابق جون كينيدي، الذي اغتيل عام 1963، وابن السناتور الأمريكي السابق روبرت كينيدي، الذي اغتيل عام 1968 خلال محاولته خوض انتخابات الرئاسة.
ولد كينيدي في 17 يناير 1954 بالعاصمة واشنطن، ودرس القانون في جامعة هارفارد، كما التحق بعد ذلك بكلية الحقوق بجامعة فيرجينيا. وبعد دراسته، أدى كينيدي جونيور اليمين كمساعد للمدعي العام لمنطقة مانهاتن، لكنه استقال بعد فشله في امتحان المحاماة في عام 1983، وفي العام التالي، انضم كمحقق إلى المجموعة البيئية Riverkeeper.
ونجح كينيدي (69 عامًا)، وهو محامٍ بيئي ومروج بارز لنظريات المؤامرة، في بناء أتباع من الناخبين الساخطين من كلا الحزبين والمتشككين في المؤسسات الطبية والعلمية. وكثيرًا ما يظهر كينيدي في وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة للتعبير عن "قلقه" بشأن اللقاحات، رغم أن معظم هذه المواقع تدعي أيضًا أن ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ من صنع الإنسان، ما هي إلا أساطير أو مؤامرات حكومية.
وبينما قال كينيدي في أبريل الماضي إنه سيتحدى بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات ضد المرشح الجمهوري المتوقع أن يكون الرئيس السابق دونالد ترامب، أعرب الديمقراطيون عن قلقهم من أن أي محاولة من طرف ثالث قد تؤدي إلى إبعاد الأصوات عن بايدن (80 عامًا) الذي يواجه مخاوف بشأن الاقتصاد وعمره، في المنافسة المتوقعة ضد ترامب (77 عامًا).
ترامب المرشح الأقوى
ولا يزال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الأقوى في مواجهة بايدن. وفي نوفمبر الماضي، أعلن ترامب اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة للمرة الثالثة، من شرفة منزله في منتجع "مار إيه لاجو" في بالم بيتش بولاية فلوريدا.
وجاء إعلان ترامب الذي يعد الأول رسميًا، بعد أسبوع واحد فقط، من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي لعام 2022، وركز في خطابيه على الجريمة والهجرة والتعليم، وأعلن قدرته على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة فقط، مستهدفًا كعادته أداء الرئيس جو بايدن وإدارته.
وستكون الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2024 هي الانتخابات الرئاسية الـ60 التي تجري كل أربع سنوات، والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024. وتأتي الانتخابات العامة بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها. ومن المقرر أن يتم تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في 20 يناير 2025.