في اكتشاف جديد للذكاء الاصطناعي، الذي لا يزال يستمر في إيجاد حلول كثيرة لمشكلات ظلت معقدة على مر السنين، استطاعت رقائق إلكترونية مساعدة رجل مشلول في العودة إلى تحريك أجزاء من جسده، في خطوة تشكل طفرة في عالم الطب وصفها العلماء بإنجاز طبي كان خيالًا علميًا.
مشلول يسترد حركته
استعاد رجل سويسري يبلغ من العمر 46 عامًا، أصيب بالشلل بعد سقوطه على الجليد، بعض الحركة بعد إجراء عملية جراحية، هي الأولى من نوعها في العالم، بعد ما تم تركيب شريحة في دماغه تستخدم الذكاء الاصطناعي لقراءة أفكاره ونواياه في التحرك، ونقلها إلى زرع آخر في بطنه يحفز العضلات الصحيحة لتحريك أجزاء من جسده كما يريدها دماغه.
ووصفت شركة Onward الهولندية المبتكرة للرقائق، في بيان لها، الطريقة التي تعمل بها الشريحة بأنها "الحركة المدفوعة بالفكر".
وقالت الشركة: "في حين أنه لا يزال من السابق لأوانه تقديم النتائج الكاملة، يسعدنا أن نعلن أن التكنولوجيا تعمل كما هو متوقع ويبدو أنها نجحت في إعادة تنشيط ذراعيه ويديه وأصابعه المشلولة".
وقال الدكتور جوسلين بلوخ، جراح الأعصاب السويسري المشارك في العملية الجراحية: "نزيل القليل من العظام ويتم استبدالها بمجموعة من الأقطاب الكهربائية ثم يتم غلق الجلد، لتعمل هذه الزرعة لاسلكيًا وتنشط تحفيز النخاع الشوكي من أجل الحركة"، وفقًا لشبكة "CNN"
عملية مماثلة سابقة
في وقت سابق من الصيف الماضي، قام جراحان بإجراء عملية بتركيب أجهزة مماثلة لرجل هولندي يدعى جيرت جان أوسكام، كان قد فقد القدرة على استخدام ساقيه في حادث دراجة، لمساعدته على المشي بشكل طبيعي مرة أخرى. وقال "أوسكام" خلال حديثه لشبكة CNN عن قصة حول الذكاء الاصطناعي: "الآن، أصبحت الغرسات قادرة على التقاط أفكاري حول المشي وقادرة على الانتقال إلى جهاز التحفيز الموجود في أسفل ظهري".
وقال الدكتور كورتين، الطبيب المشارك في العملية الجراحية، إن النتائج كانت غير متوقعة.. "ما نكتشفه هو أنه عند استخدام هذا النظام لفترة طويلة من الزمن، من خلال التدريب، تبدأ الألياف العصبية في النمو مرة أخرى. لذلك نقوم بإصلاح الجهاز العصبي بهذه التكنولوجيا. كان ذلك بمثابة الحلم".
تخوفات من قراءة الأفكار
ويقول العلماء إن استعادة وظيفة الذراعين واليدين أصعب من استعادة القدرة على المشي، ويثير بعض علماء الأخلاق مخاوف من إمكانية استخدام تكنولوجيا قراءة الأفكار هذه بشكل ضار لغزو خصوصية الأشخاص، فيما رد كل من كورتين وبلوخ إلى أن الغرسة الخاصة بهما لا تفك سوى الأفكار المتعلقة بالحركة.
وأضاف كورتين: "نحن لا نفهم ما يكفي عن الشفرة العصبية لاستخلاص أفكار الشخص، ربما ستشاهدون ذلك يحدث ولكن ليس بعد".