الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القوى الناعمة.. منطقة تنافس جديدة بين الولايات المتحدة والصين

  • مشاركة :
post-title
تنافس القوى الناعمة بين الصين والولايات المتحدة - تعبيرية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

في إطار المنافسة المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، أصبحت القوى الناعمة ساحة معركة حاسمة، إذ يُمارَس النفوذ من خلال الثقافة والقيم والسياسة الخارجية.

ولفتت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى الحاجة الملحة للفوز في سباق القوى الناعمة هذا، وهي مهمة يمكن تحقيقها من خلال ما أسمته المجلة بالإجراءات الاستراتيجية، والاستفادة من نقاط القوة الأمريكية مع الاعتراف بنقاط الضعف.

دمج القوى الناعمة 

وتابعت المجلة أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على دمج القوى الناعمة في الأهداف الاستراتيجية، مع الاعتراف بأهمية الحلفاء والشركاء، إذ إن تعزيز العلاقات في منطقة المحيط الهادئ، وتنويع سلاسل التوريد، والتركيز على استراتيجيات الاستثمار الخارجي أمر بالغ الأهمية، وأوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قطعت خطوات كبيرة بتحسين العلاقات مع دول مثل فيتنام، وتعزيز التعاون الثلاثي مع اليابان وكوريا الجنوبية، وتحصين التحالفات، مما يدل على الاستخدام الاستراتيجي للقوة الناعمة لمواجهة نفوذ الصين.

ضمان التمويل

وتابعت المجلة أنه يجب ضمان التمويل المستمر لمبادرات القوى الناعمة، وبينما يتم إعطاء الأولوية للبرامج العسكرية، تواجه وكالات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة تمويل التنمية، والوكالة الأمريكية للإعلام العالمي خفض في الميزانية، ومع التهديد بإغلاق الحكومة الذي يلوح في الأفق، فلا يجوز المساس ببرامج القوة الناعمة، فإن حماية هذه البرامج، بدءًا من التبادلات بين الأشخاص وحتى مبادرات أزمة المناخ، أمر حيوي للحفاظ على وجود قوي للولايات المتحدة على مستوى العالم.

نقاط القوة الأمريكية

وأضافت المجلة أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تركز على نقاط قوتها، حيث تسلط التصورات العالمية الضوء على القيادة والابتكار والثقافة الأمريكية كأصول، وتابعت أنه تم الاعتراف بمساهمات الولايات المتحدة في السلام والاستقرار العالميين من قبل 61% من المشاركين في استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث، بالإضافة إلى ذلك، تحظى الإنجازات التكنولوجية والجامعات الأمريكية بتقدير كبير، ويعتبرها 70% الأفضل عالميًا، وتستمر الولايات المتحدة في كونها قوة ثقافية، حيث يقدر أكثر من 70% منهم الثقافة والترفيه الأمريكيين.

ولخصت المجلة الأمريكية تحليلها بأنه من أجل تأمين النصر في منافسة القوى الناعمة هذه، يتعين على الولايات المتحدة دمج جهود قوتها الناعمة في مبادرات استراتيجية، وحماية التمويل، والاستفادة من نقاط قوتها العالمية، كما أن التأكيد على التعاون مع الحلفاء والشركاء، وتنويع سلاسل التوريد، والحفاظ على الدعم المالي المستمر لبرامج القوة الناعمة، يشكل خطوات أساسية في هذا السباق. 

ومن خلال القيام بذلك، تستطيع الولايات المتحدة الحفاظ على نفوذها، ومواجهة التقدم الذي أحرزته الصين، وتشكيل الخطاب العالمي لصالحها.