الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تأثيرات "الإغلاق" الأمريكي المحتملة.. توقف رواتب العسكريين

  • مشاركة :
post-title
رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

أصبح الإغلاق الحكومي الأمريكي الوشيك، أمرًا أكثر احتمالًا، لكنه لا يزال يمثل مشكلة كبيرة، وعلى الرغم من أن عمليات الإغلاق كانت أقل في العقدين الماضيين مقارنة بالثمانينات والتسعينات، إلا إنها تتميز الآن بفترات طويلة وديناميكيات سياسية غريبة.

خلافات جمهورية

وبحسب مجلة "إيكونومست" البريطانية، على عكس الماضي، أدت الخلافات الحزبية إلى عمليات إغلاق، فإن المأزق الحالي ينبع من خلافات داخلية داخل كتلة الجمهوريين في مجلس النواب، وليس الانقسامات بين الديمقراطيين والجمهوريين.

فجوات تمويلية وإغلاقات

وتابعت المجلة أنه يتم تخصيص نحو ثلثي الإنفاق الفيدرالي لبرامج الاستحقاقات الإلزامية، ما يترك الإنفاق التقديري خاضعًا للاعتماد السنوي، وفي حين تبدو العملية واضحة من الناحية النظرية، إذ يقترح الرئيس الميزانية ويتفاوض الكونجرس، ويتم التوقيع على التشريع ليصبح قانونًا قبل بدء السنة المالية الجديدة في الأول من أكتوبر، إلا إنه لم يتم الوفاء بهذا الموعد النهائي إلا ثلاث مرات خلال الـ50 عامًا الماضية، وغالبًا ما يتم اتخاذ قرارات مؤقتة للحفاظ على مستويات التمويل الحالية، ما يؤدي إلى فجوات في التمويل وإغلاقات لاحقة منذ الثمانينات.

اشتباكات وخلافات

وتاريخيًا، بدأت عمليات الإغلاق بسبب الاشتباكات بين الرؤساء والأحزاب المعارضة في الكونجرس، إذ واجه الرئيس الأسبق رونالد ريجان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد من المؤسسات، في حين اشتبك الجمهوريون بقيادة رئيس مجلس النواب نيوت جينجريتش مع الرئيس بيل كلينتون مرتين، وفي الوقت الحاضر، ينشأ المأزق من الخلاف الداخلي بين الجمهوريين في مجلس النواب، وعلى الرغم من وجود رئيس ديمقراطي، فإن الجمهوريين حريصون على خفض الإنفاق الفيدرالي، وهو الإجماع الذي تضاءل خلال عهد ترامب، غير أن رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ناضل من أجل حشد حزبه لإعادة فتح مفاوضات الإنفاق، بعد التوصل إلى اتفاق بشأن سقف الديون في وقت سابق من هذا العام.

أصبح الوضع الحالي معقدًا بشكل خاص، وفي محاولة لاسترضاء المحافظين المتشددين، اتبع مكارثي مشروعات قوانين منفصلة للاعتمادات المالية وسياسات منفصلة، أدت إلى خفض الإنفاق بشكل كبير وتقدم سياسات غير ذات صلة، مثل إنفاذ قوانين الهجرة، وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن تحظى هذه الإجراءات بموافقة مجلس الشيوخ أو الحصول على موافقة الرئيس بايدن، إلا أنها تجعل الإغلاق أمرًا لا مفر منه تقريبًا.

توقف رواتب العسكريين

ومع استمرار المواجهة، تشتد التداعيات، عندما يبدأ الإغلاق، يمكن للبيت الأبيض أن يقرر ما الذي سيظل قيد التشغيل، لكن العديد من الخدمات ستتوقف تلقائيًا، وبينما سيظل المتقاعدون يحصلون على المزايا، لن يحصل العسكريون على رواتبهم دون اتخاذ إجراء تشريعي، وبينما تمتلك بعض البرامج الفيدرالية أموالًا للطوارئ، لكن مدة هذا الإغلاق تظل غير مؤكدة.

ويبدو أن حل الصراع لا يزال بعيد المنال، ونقلت المجلة عن بول وينفري، المسؤول السابق في الكونجرس، أنه بعد عدة أسابيع، أصبح تأثير الخلافات الإغلاق المحتمل محسوسا، حيث يواجه موظفو الكونجرس ضغوطًا مالية بسبب عدم دفع الأجور، وتمتد آثار الإغلاق إلى ما هو أبعد من المواقف السياسية، فتؤثر على حياة الأفراد اليومية وتسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل.