مع مرور عام على ضم روسيا 4 مناطق أوكرانية جديدة إلى أراضيها -"دونيتسك ولوجانسك وزابورجيا وخيرسون- عمدت موسكو إلى تأكيد سيطرتها على المقاطعات الأربعة، بإقرار التجنيد الخريفي فيها.
ومن جهته، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطابًا، بمناسبة الذكرى الأولى لضم هذه المناطق، قائلًا إنها نجحت في جعل روسيا أقوى.
وقال "بوتين"، مهنئًا الشعب الروسي بالذكرى الأولى لضم تلك المناطق، إنه قبل عام، وتحديدًا في 30 ديسمبر، جرى توقيع اتفاقيات انضمام 4 مناطق جديدة في روسيا ككيانات اتحادية، مُضيفًا: "اتخذ الملايين من سكان دونباس ومقاطعتي زابوريجيا وخيرسون قرارهم أن يكونوا مع وطنهم، وبفضل سكان المناطق الجديدة روسيا أصبحت أقوى".
وأكد بوتين في كلمته، أنه لا أحد قادر على كسر إرادة الملايين، مُشيدًا بشجاعة أهالي المدن الجديدة قائلًا إنهم اتخذوا قرارهم الذي وصفه بـ "الواعي والمنتظر"، خلال الاستفتاءات الدولية.
في 30 سبتمبر 2022، وقع "بوتين" على معاهدات ضم المناطق الأربع خلال حفل كبير أقيم في الكرملين، وذلك بعد عمليات "استفتاء" نددت بها دول غربية وأوكرانيا.
التعبئة العسكرية
وقال فلاديمير تسيمليانسكي، نائب قائد مديرية التعبئة والتنظيم في هيئة الأركان الروسية، خلال مؤتمر صحفي الجمعة، إن بعض المناطق أقصى شمال روسيا، ستشهد انطلاق عملية التجنيد، لافتًا إلى أن عملية ضم الجنود ستبدأ في الأول من أكتوبر في جميع أنحاء روسيا الاتحادية، واستثناء بعض المناطق في أقصى الشمال، ليبدأ في الأول من نوفمبر، وأنها ستتم في نوفمبر المقبل، بسبب الاختلافات الجغرافية.
وتبلغ مدة التجنيد 12 شهرًا، ويبدأ خروج المجندين من نقاط التجميع، بداية من 16 أكتوبر، لكنه أكد أن المجندين الجدد من عموم روسيا لن يذهبوا إلى مناطق انتشار القوات الروسية في ساحة والمعركة، مؤكدًا أنهم لن يشاركوا في أي مهام تتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وبحسب القانون الروسي، يشمل التجنيد الخريفي 2023، المناطق الأربع المنضمة حديثًا، ليكون التجنيد الأول بها، إذ لم تشهد تجنيدًا ربيعيًا، وفي السياق أكد تسيمليانسكي على عدم وجود خطط لتجنيد إضافي.
مرسوم عسكري
ووقع الرئيس الروسي أمس الجمعة، مرسومًا عسكريًا بشأن تحضير موسم التجنيد الخريفي 2023، للمواطنين الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عامًا، بنحو 130 ألف مجند، وبحسب المرسوم فهو يشمل الذين ليسوا ضمن قوات الاحتياط، وفقًا للقانون الاتحادي.
ودخل المرسوم الذي نشر على الموقع الإلكتروني، بداية من أمس الجمعة 29 سبتمبر، على أن تكون مدة الخدمة 12 شهرًا.
فاجنر تعود إلى الجبهة
وفي سياق مُتصل، عادت مجموعة "فاجنر" إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، تحت راية وزارة الدفاع الروسية، وبقيادة المقاتل الشرس أندريه تروشيف، الذي عيّنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مسؤولًا عن وحدات المقاتلين المتطوعين في أوكرانيا.
وطلب بوتين، من "تروشيف" الانخراط في تدريب وحدات من المتطوعين قادرة على شن مهمات قتالية مختلفة في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بحسب بيان الكرملين.
تروشيف أصبح رسميًا، بديلًا لـ"بريجوجين"، الذي لقي مصرعه في تحطم طائرة نهاية أغسطس، بعدما قاد تمردًا لفترة وجيزة على القيادة العسكرية.
مهلة وزير الدفاع
أمهل الرئيس الروسي، وزير دفاعه، سيرجي شويجو، شهرًا واحدًا لوقف هجوم القوات الأوكرانية المُضاد، بحسب مصادر داخل الكرملين.
وأكدت المصادر، أن بوتين أعطى شويجو، مهلة تنتهي في أكتوبر المقبل، لتحسين وضع القوات الروسية على الجبهة، ووقف الهجمات الأوكرانية المضادة، واستعادة زمام المبادرة، بحسب تقرير أعده محللون عسكريون تابعون لمعهد دراسات الحرب، ومقره الولايات المتحدة.