بينما يسعى الأوروبيون إلى التوصل لاتفاق، فيما يتعلق بتحديد سقف لأسعار الغاز الروسي، وتهديد موسكو بحظر تصدير الوقود لأي دولة تقدم على تلك الخطوة، يبقى مصير خطوط نقل الغاز الروسي للقارة العجوز، محل تساؤل.
ومثلت إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الجزء الأكبر من واردات أوروبا قبل الحرب الأوكرانية، إذ كانت موسكو تسد احتياجات القارة العجوز من الغاز بنسبة 45%، لكنها تراجعت بصورة كبيرة، خاصة مع توقف التدفقات من خط أنابيب "نورد ستريم 1" في سبتمبر، بعد تعرضه للتخريب.
وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تقليص اعتمادها على الغاز الروسي، حتى التوقف نهائيًا عن استيراده بحلول عام 2027، بحسب وكالة "بلومبرج". وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، وافقت دول القارة العجوز على خفض الطلب على الغاز بنسبة 15%. في حين تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى التوصل لاتفاق حول وضع سقف لأسعار الغاز الروسي، في خطوة قد تدفع موسكو إلى قطع إمدادات الوقود إلى القارة العجوز، مما يثير التساؤلات حول مصير خطوط الإمداد.
وتمد روسيا الغاز إلى أوروبا عبر الخطوط التالية:
نورد ستريم 1
أكبر خط أنابيب غاز روسي إلى أوروبا من ناحية الكمية التي تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويًا. ويمتد هذا الخط المزدوج عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا.
نورد ستريم 2
هو خط أنابيب ثان مزدوج بالحجم نفسه، تم إنشاؤه في عام 2021، لكن ألمانيا رفضت اعتماد تشغيله بعد أن أعلنت موسكو الحرب على أوكرانيا.
يامال-أوروبا
هذا الخط تبلغ طاقته 33 مليار متر مكعب، ويمكن أن يعمل في الاتجاه المعاكس أيضا، ويمتد من روسيا عبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا. وعمل في معظم الوقت في الاتجاه العكسي، أي في اتجاه الشرق منذ ديسمبر 2021، مرسلا الغاز من ألمانيا إلى بولندا.
أوكرانيا
خطوط أنابيب تصل طاقتها إلى 32 مليار متر مكعب سنويا، من شبكة خطوط أنابيب الصداقة للغاز التي تمتد من روسيا عبر أوكرانيا للشحن إلى أوروبا عبر سلوفاكيا.
ترك ستريم
يعبر هذا الخط المزدوج الذي تبلغ طاقته 31.5 مليار متر مكعب البحر الأسود إلى تركيا لإمداد السوق التركية وجنوب أوروبا.
بلو ستريم
يعبر هذا الخط أيضا البحر الأسود إلى تركيا وتبلغ طاقته 16 مليار متر مكعب.
ابتعاد أوروبا عن الغاز الروسي يكلفها 1.7 تريليون دولار
وتشير التقديرات إلى أن أوروبا ستكون الخاسر الأكبر في حال الاستغناء عن الغاز الروسي، إذ قال معهد التنبؤ الاقتصادي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في بيان، إن ابتعاد أوروبا عن الغاز الروسي سيكلفها ما يتراوح بين 1 - 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2025، وهو ما يعادل أربعة أضعاف خسائر روسيا على الأقل، بحسب صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية.
وقال رئيس مختبر التنبؤ بمجمع الوقود والطاقة، بمعهد التنبؤ الاقتصادي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاليري سيميكاشيف: "سيكون هناك تأثير على أوروبا لخفض استخدام الغاز، في الفترة ما بين 2022-2025، فقد يتم إغلاق العديد من الشركات، وقد تصبح صناعات غير مربحة، مثل تصنيع الأسمدة النيتروجينية، وصناعة الألومنيوم والصلب الكهربائي".