استعرضت تايوان أول غواصة محلية الصنع، في إطار خطة التسلح التي وضعتها قبل 7 سنوات، بعد تزايد التهديد الصيني لـ"تايبيه" باحتمالية التدخل العسكري، في ظل التدريب على تطويق تايوان واختراق المجال الجوي في أكثر من مناسبة.
وأمرت رئيسة تايوان بإنشاء أسطول غواصات قبل 7 سنوات، لـتخرج إلى النور الغواصة "هاي كون" مُجهزة بتكنولوجيا عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
إنجاز "هاي كون" يخضع للاختبار
وقالت رئيسة تايوان تساي إنج وين، في موقع حوض بناء السفن بكاوشيونج جنوب البلاد: "لقد فعلنا ذلك ويعد تصنيع الغواصات في تايوان إجراءً ملموسًا للدفاع بقوة عن البلاد".
وأضافت أنه في السابق كان بناء الغواصات يعتبر مستحيلًا، وبحسب "تساي" فإن الغواصة التي أطلقت عليها اسم "هاي كون"، ستصبح جزءًا دائمًا من البحرية في عام 2025، وسط وعود أن يتجاوز أداء الغواصة الجديدة سابقيها.
منذ نوفمبر 2020، عمل ألف شخص على "هاي كون"، الذي يبلغ طولها 70 مترًا وعرضها 8 أمتار، وفي الأشهر المقبلة ستخضع الغواصة لعدة اختبارات، ووفقًا للخطة ينبغي تسليمها إلى البحرية، نهاية 2024.
غواصات تايوان ضد النفوذ الصيني
ووفقًا لهوانج شو كوانج من برنامج الغواصات التايوانية فإن أسطولًا مُكونًا من 10 غواصات سيكون كافيًا لجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للصينيين لتوسيع نفوذهم في المحيط الهادئ، ولا يفصل بين الجمهورية الشعبية التي يحكمها الحزب الشيوعي وتايوان الديمقراطية سوى مضيق تايوان.
خطة التسليح قبل 7 سنوات
وأطلقت "تساي" خطة طموحة في عام 2016 لتايوان، لإنتاج ثماني غواصات لتعزيز الدفاع الوطني وتحديث الجيش، وقدمت الحكومة نحو 49 مليار دولار تايواني (نحو 1.45 مليار يورو) لـ"هاي كون"، ومن المتوقع إضافة غواصة أخرى إلى البحرية بحلول عام 2027.
وتعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها، على الرغم من أن الدولة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 23 مليون نسمة، وهددت بكين تايوان باحتمالية الهجوم عليها في أي وقت، وتنشر وزارة الدفاع التايوانية تقارير شبه يومية عن التدريبات العسكرية الصينية قبالة سواحلها.
تهديد بالقوة
لم يستبعد الرئيس الصيني شي جين بينج، ضم الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر، في الوقت الذي يتزامن مع إرسال بشكل مُنتظم سفن حربية عبر الخط المتوسط لمضيق تايوان، ما يخلق منطقة عازلة بين الجانبين.
وتخترق الطائرات المقاتلة من الصين أيضًا منطقة الدفاع الجوي التايوانية، التي يقول الخبراء إنها استراتيجية للترهيب والاستنزاف.
وقبل شهرين رصدت تقارير صادرة عن وزارة الدفاع التايوانية، ما مجموعه 16 سفينة حربية حول الجزيرة، خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدريبات قتالية، وهو ما يُعد تهديدًا من البحرية الصينية أكثر من أي وقت مضى.
ويأتي تواجد السفن الحربية الصينية قبالة الجزيرة، بعد تدريبات نفذتها القوات الجوية الصينية في بداية يوليو، بعد أن دخلت 73 طائرة حربية صينية المجال الجوي التايواني في ثلاثة أيام، بالإضافة إلى عبور الخط المركزي لمضيق "فورموزا"، الذي يفصل المجال الجوي للصين وتايوان، ويعد حدودًا غير رسمية احترمتها الصين.
نظرة على التاريخ
تقع جزيرة تايوان في شرق آسيا على بعد نحو 130 كيلومترًا من البر الرئيسي الصيني، وتبلغ مساحتها تقريبًا مساحة سويسرا.
وفي القرن الـ17 كانت تايوان مستعمرة إسبانية وهولندية، وبعد ذلك بقليل أصبحت إمبراطورية نصبت نفسها لجنرال صيني مُتمرد لوقت قصير.
وبعد نهاية الحرب الصينية اليابانية الأولى في عام 1895، انتقلت الجزيرة، التي كانت تسمى آنذاك فورموزا، إلى القوة المنتصرة لليابان.
واحتج السكان وأسسوا تايوان، بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، سقطت الجزيرة في يد الصين عام 1945.
وانتهت الحرب الأهلية الصينية في الأول من أكتوبر عام 1949، وأعلن ماو تسي تونج، الثوري الشيوعي، جمهورية الصين الشعبية، ومن ذلك الوقت حكمت تايوان نفسها.