خلال الساعات الأخيرة، تصاعدت مخاوف تايوان من تحركات الصين، والتي وصفتها بأنها "غير عادية"، فيما حذر وزير دفاعها تشو كو تشنج، من أن تزايد وتيرة الأنشطة العسكرية الصينية حول الجزيرة، في الأونة الأخيرة "ينذر بالخطر" ويزيد من احتمالية خروج الأحداث عن نطاق السيطرة، ووقوع اشتباك "عرضي".
وبحسب تايوان، نفذ الصين خلال الأسبوعين الماضيين تدريبات مكثفة بالقرب من الجزيرة، بحرًا وجوًا، بمشاركة مقاتلات وطائرات مسيرة، وسفن حربية وقاذفات قنابل إلى جانب حاملة الطائرات الصينية "شاندونج".
ووصف وزير الدفاع التايواني تلك التحركات بأنها "غير طبيعية"، وقال أمام اليوان التشريعي -أعلى هيئة تشريعية- أن الجيش التايواني يراقب نشاطًا غير عادي لجيش التحرير الشعبي، في مضيق تايوان.
وأوضح أن أحدث البيانات الاستخباراتية تشير إلى أن تصرفات الصين "غريبة"، إذ يتدرب جيش التحرير الشعبي على القيام بعملية برمائية في خليج "داتشنجوان"، في مقاطعة فوجيان، بمشاركة تشكيلات على مستوى الكتيبة، مشيرًا إلى أن الإدارة لا يمكنها نشر جميع البيانات المتاحة حتى لا تثير ذعرًا غير ضروري.
تحليق مستمر للطائرات
واليوم، قالت وزارة الدفاع التايوانية، إنها رصدت 24 طائرة تابعة لسلاح الجو الصيني خلال الـ24 ساعة الماضية، والاثنين الماضي، أعلنت الوزارة كذلك عن ظهور 103 طائرات عسكرية بالقرب من الجزيرة، ووصفتها بأنها أكبر عملية منذ أغسطس من العام الماضي، عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي في ذلك الوقت ناسي بيلوسي تايبيه.
قال وزير الدفاع إن ما يقلق تايوان للغاية، هو احتمالية وقوع حادث عرضي يثير صراعًا على نطاق أوسع، مضيفًا أن مخاطر الأنشطة التي تشمل الطائرات والسفن والأسلحة ستزداد ويجب على الجانبين الانتباه بحسب "رويترز".
البنتاجون يحذر
وقبل يومين، قال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأمريكية، أمام الكونجرس، إن أي حصار صيني لجزيرة تايوان "سيكون بمثابة مخاطرة كبيرة بالنسبة لبكين"، كما أن الغزو العسكري سيكون صعبًا للغاية.
وقال إيلي راتنر مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إن حصار تايوان سيكون بمثابة مخاطرة كبيرة، ومن المرجح أن يفشل، مضيفًا: "سيكون هناك خطر كبير للتصعيد بالنسبة للصين، إذ سيتعين عليها التفكير في ما إذا كانت مستعدة للبدء في مهاجمة السفن التجارية بنهاية المطاف".
وأضاف أن الحصار سيكون مدمرًا للمجتمع الدولي، وقد يؤدي إلى رد فعل قوي وواسع النطاق منه، وهو ما تحاول بكين تجنبه في الغالب.
أما جوزيف ماكجي نائب مدير هيئة الأركان المشتركة، فقال إن الحديث عن حصار أسهل بكثير من تنفيذه فعليًا، مشيرًا إلى طبيعة التضاريس الجبلية للجزيرة وممرها المائي الذي يفصلها عن البر الرئيسي للصين، مؤكدًا أن أي عمليات بحرية وجوية ستكون معقدة للغاية، وأنه سيكون على الصين حشد عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من القوات على الساحل الشرقي، وهي ستكون إشارة واضحة.
قصة الخلاف حول تايوان
تعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها، وقال الرئيس الصيني شي جين بينج، سابقًا، إن بلاده لن تتنازل إطلاقا عن حق استخدام القوة في تايوان، كحل أخير، وما قالته وزارة الخارجية الصينية، التي وصفت قضية تايوان بأنها شأن داخلي صيني، وأنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في الطريقة التي سيتم حل تلك القضية بها.
وتقع تايوان، على بُعد نحو 100 ميل من ساحل جنوب شرقي الصين، ضمن "سلسلة الجزر الأولى"، التي تبدأ شمال اليابان، وكانت تعرف باسم "جمهورية الصين الوطنية"، وكانت جزءًا من دولة الصين الشعبية الكبرى قبل عام 1949.
كانت تايوان تابعة للصين حتى عام 1859، ثم خضعت للسيطرة اليابانية وفقًا لمعاهدة "سيمونسكي"، ثم عادت لسيطرة الصين بعد هزيمة اليابان بالحرب العالمية الثانية عام 1945، ويمكنك معرفة المزيد عن تاريخ أزمة تايوان بالضغط هنـــا.