الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رحل بأحلامه| علاء ولي الدين.. ناظر مدرسة الضحك

  • مشاركة :
post-title
علاء ولي الدين

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

"ببراءة الأطفال وطموح الملائكة وخفة الريشة على القلوب، ومحبة أسرت الجميع"، هكذا عاش الفنان المصري الراحل علاء ولي الدين، ضيفًا خفيفًا على الحياة، فرغم قصر عمره الفني، ولكنه صنع فارقًا وأحدث أعمق التأثير في كل من حوله، فلم يختلف أحد على موهبته وخفة ظله وقدرته على احتواء كل من حوله. 

تبنأ بالوفاة

"أنا هموت قريب، واشتريت مدفن جديد، وأحضرت المسك الذي تغسلونني به"، بهذه الجملة تنبأ علاء ولي الدين بوفاته، التي سرعان ما تحققت بالفعل، حيث توفي فجأة في شبابه عن عمر ناهز الـ 39 عامًا يوم 11 فبراير عام 2003، إثر إصابته بمرض السكري، فكان رحيله صدمة لكل أصدقائه وجمهوره. 

كسر جمود البطولة

شكّل علاء ولي الدين - الذي ولد في 11 من أغسطس عام 1963 وليس اليوم 29 سبتمبر من العام ذاته، بحسب تأكيد شقيقه، حالة استثنائية وفريدة في تاريخ الفن المصري ليس فقط بشكله وكسره جمود احتكار البطولة على وسامة ورشاقة الجسم، ولكن قدرته على تجاوز أحزانه وتحديات الحياة بعد أن رفضته لجنة اختبارات التمثيل وقالت له "اشتغل بلياتشو" إلا أنه لم يستسلم وأسر القلوب بشخصيته وابتسامته الصادقة التي رسمها على الشفاه.

مسؤولية مبكرة

"حائط سقط فوق ظهري"، هكذا وصف علاء ولي الدين سماع خبر وفاة والده فجأة، وتحمله المسؤولية في عمر مبكر، ورغم الحزن الذي سيطر على قلبه ولكنه كان يبعث التفاؤل في نفوس كل من حوله بخفة ظله وضحكته البريئة التي لم تفارق وجهه الطفولي.

فيلم عبود على الحدود
عمق التأثير

أثبت علاء ولي الدين أن قصر العمر لا يمنع من ترك عمق الأثر، فرغم مشواره القصير في الحياة ولكنه قدم للفن أعمالًا تركت بصمتها الخاصة، وسبق كثير من أبناء جيله وتصدر البطولة في السينما أو المسرح، فكان فيلم "عبود على الحدود" انطلاقته الحقيقية في عالم البطولة المطلقة عام 1999، فحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، لينطلق بعدها لعالم التلفزيون والمسرح بأعمال كثيرة مثل "حكيم عيون، لما بابا ينام، ألاباندا، حلق حوش، سمكة وأربع قروش"، وغيرها الكثير.

ناظر الكوميديا

"عاشور، صلاح الدين، جواهر" ثلاث شخصيات من أجيال مختلفة ظهر بها علاء ولي الدين، في فيلم "الناظر"، ليثبت قدرته على التقمص والإبداع، فارتبط هذا الفيلم بجزء من ذكرياتنا، وحفظ وترديد إيفيهاته مثل "عاشور عاشور عاشور، ابعد عني أنا واكلة كرمب وممكن أبهدلك، وكسة توكسك"، وغيرها من الإيفيهات الكوميدية التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب وعاشت عبر السنين.

شعور بالرهبة تملّك علاء بعد أن عرض عليه المخرج شريف عرفة تقديم شخصية "جواهر" في فيلم "الناظر" الذي يعد واحدًا من علامات السينما المصرية، ليسرد علاء كواليس هذا الأمر قائلا: "شخصية جواهر رئيسية ومهمة بالفيلم وكنت أفكر من يستطيع تقمصها، ففوجئت بأن "شريف" يؤكد لي أنني سأقدمها وهو ما أثار تعجبي، لخوفي ألا تعجب الناس، وبعد طرح الفيلم، اكتشفت أن الشخصية وصلت للجمهور وتشبه كثير من أقاربهم"، ولهذا كان يرى أن سر وصول نجوم الكوميديا لقلوب الجمهور هو أنهم يشبهون الناس في الشارع.

علاقات قوية جمعت بين علاء ولي الدين وأصدقائه مثل الفنانين "محمد هنيدي، أشرف عبد الباقي، وأحمد حلمي، كريم عبد العزيز"، كما وقف أمام الزعيم عادل إمام في عدد من الأفلام مثل "بخيت وعديلة، النوم في العسل، المنسي، الإرهاب والكباب".

أحلام رحلت معه

ثمة أحلام كُتب لها ألا تتحقق في حياة علاء ولي الدين، منها حلم الزواج وإنجاب أطفال، واستكمال فيلمه "عربي تعريفة"، إذ رحل أثناء تصويره، ولم يخرج للنور حتى الآن، وطموحات أخرى كان يخطط لها ولكن القدر لم يسعفه لتحقيقها، فغيبه الموت، ليرحل ومعه جزء من طفولتنا وشبابنا، وذكريات صنعها بشخصيته المتفردة وخفة ظله، ليستحق عن جدارة لقب "ناظر مدرسة الضحك".