هاني الأسمر: لا خلافات بين والدي الراحل وأحمد عدوية
حنجرة ذهبية وصل بها المطرب المصري الراحل حسن الأسمر، إلى الجمهور من محبي الطرب الشعبي الأصيل، ليضع لمساته السحرية على عشرات الأغاني، وانطلاقًا من نجاحه الغنائي خطفته كاميرا السينما ومن ثم خشبة المسرح ليسجّل حضورًا لافتًا في كثير من الأعمال الفنية.
عُرفت الأفراح الشعبية طريقها إلى حياة حسن الأسمر في بداية حياته، إذ انطلق بالغناء فيها وكان يزداد حضورًا وتواجدًا بها يومًا بعد يوم، حتى وضع أمامه القدر شخصًا أعجب بصوته خلال غنائه في أحد الأفراح، ليتحمس ويغامر لإنتاج أول ألبوم له، الذي كان يحمل اسم "توهان"، إلا أن هذا الألبوم لم يحقق نجاحًا أو يباع منه نسخة واحدة، بحسب ما أكده نجله هاني حسن الأسمر لـ"موقع القاهرة الإخبارية".
نجاح أول ألبوماته بعد فشله في توزيع نسخة واحدة
أكد هاني الأسمر، أن خيبة الأمل أصابت والده ومنتج الألبوم الذي شعر بضياع الأموال هباءً على الأرض، غير أن أحد أصدقاء والده قرر أن يأخذ عبوة كبيرة مليئة بشرائط الألبوم ووزعها على سائقي الميكروباص في سوق العتبة بقلب القاهرة، لتبدأ من هذه اللحظة شهرة حسن الأسمر وتعلّق أغنية "توهان" في أذهان الجميع، فكانت من أكثر أغاني الألبوم التي نالت إعجابهم.
كانت شهرة الأسمر تزداد يومًا بعد يوم، مع توالي تقديم الأغنيات، التي اتسمت أغلبها باللون الحزين، عبّر فيها عن المواطن البسيط، فقدم عشرات الأغاني والألبومات الفنية، مثل "اشكي لمين، الله يسامحك، ياه، يا مزعلين حبيبي، الواد ده إيه، ادلع يا حلو، بابا يا بابا"، وغيرها الكثير، كما اشتهر بتقديم المواويل الشعبية مثل "موال السنين 2000، موال سألوني، الليل والنهار، بعتب عليك"، وغيرها من المواويل.
غرام بالتمثيل
بعد أن ذاع صيته، لم تأتِ خطوة التمثيل صدفة في حياة حسن الأسمر، لأنه كان مُغرمًا بالفن والتمثيل بحسب ما أكده نجله هاني حسن الأسمر، قائلًا: "كان والدي يحب التمثيل منذ الصغر، وجاءت له الفرصة في فيلم "طابونة حمزة" عام 1984، الذي قدّم فيه أغنية، ثم ظهر كممثل بجانب الغناء وبعدها قدم الكثير من الأدوار المختلفة في السينما والمسرح والتلفزيون مثل فيلم "ليلة ساخنة، بوابة إبليس، عيون الصقر، درب الرهبة"، بالإضافة إلى مسلسلات مثل "أرابيسك، جحا، قمر"، وقدّم بالمسرح "باللو باللو، حمري جمري، والخواف".
"كتاب حياتي يا عين".. كانت هذه الأغنية هي ذروة التوهج الفني في حياة حسن الأسمر، بحسب ما أكده نجله، قائلًا: "هذه الأغنية حققت نجاحًا منقطع النظير، وتوهج فني لا مثيل له".
حقيقة الخلاف مع أحمد عدوية
شهدت فترة انتشار حسن الأسمر وازدياد شعبيته، اختفاء المطرب أحمد عدوية، فأعتقد البعض أن ثمة خلاف بين الثنائي، إلا أن هاني الأسمر يؤكد أن علاقة طيبة جمعت بين والده وعدوية، قوامها الحب والاحترام، إذ لم يكن هناك خلافات كما يدعي البعض، وأن كلها أرزاق مكتوبة عند ربنا".
لم تتوقف موهبة حسن الأسمر عند الغناء والتمثيل، لكن لحن لنفسه نحو 30 أغنية، منها "كتاب حياتي، سألوني، اعملك إيه، حلويات، ومش هسيبك"، لكنه في الوقت نفسه رفض التلحين لغيره وبرر نجله السبب وراء ذلك قائلًا: "والدي كان يرى أنه بتلحينه لنفسه سيكون مسؤولًا عن نجاح الأغنية أو فشلها، لكنه يخشى التلحين لغيره فتفشل الأغنية ليُتهم بأنه كان سببًا في ذلك، حتى لا يظن أحد أنه قدّم لحنًا لغيره بهدف إسقاطه، لذا كان يتجنب الوقوع في هذا المأزق".
رحيل في شهر ميلاده
كتب القدر للأسمر أن يرحل في الشهر نفسه الذي ولد فيه، إذ توفي في مثل هذا اليوم 7 أغسطس عام 2011، عن عمر ناهز 59 عامًا، إذ يؤكد نجله خطأ تاريخ مولد والده المدون على موقع "ويكيبيديا" الشهير، إذ أشار إلى أن وفاة والده كان بمثابة صدمة نظرًا لرحيله فجأة، وأنه ظل مخلصًا لعمله حتى آخر نفس في حياته، وقدم رباعيات وأدعية لموسم رمضان، بجانب ظهوره في أحد الإعلانات التجارية.
عاش "الأسمر" راضيًا بحياته ساعيًا لتطوير نفسه ويحب شغله، ولذلك نجح بشكل كبير في عمله ووصل للطبقة البسيطة والعمال لأنه كان بسيطًا، بهذا الحديث يلخص نجله مشوار حياة والده، الذي يؤكد أنه ورث عنه "الجدعنة والشهامة، التدقيق في الاختيارات والتخطيط الجيد، وحب العمل".