يحتفل المسلمون في لبنان، كل عام في 12 من شهر ربيع الأول الهجري، بالمولد النبوي (مولد النبي محمد بن عبد الله)، ويتصدر مشهد الاحتفال توزيع الحلويات في الشوارع وصوت المدائح النبوية، التي تصدح من مكبرات الصوت، إلا أن الاحتفال بالذكرى في مدينة صيدا جنوبي لبنان، له نكهة خاصة.
لا تزال "النوبة" تقام في المدينة، وهي مسيرة لفرقة "زاوية الدقور الرفاعية" الصوفية، في الشوارع والأزقة ترفع فيها الرايات الخضراء على وقع قرع الطبول والصنوج والمدائح.
وانطلقت، صباح اليوم الأربعاء، المسيرة من أمام الزاوية الرفاعية آخر الزوايا الصوفية في صيدا القديمة، وتابعها الأهالي من شرفات ونوافذ منازلهم ومحالهم، وبعض منهم رش ماء الورد عليهم وبعضهم الآخر نثر الأرز.
وفي هذا السياق، قال الشيخ المتصوف صالح خاسكية، أن الاحتفال بهذا الشكل هو من أيام جده، الذي كان من أصحاب الطرق الرفاعية والقادرية والنقشبندية، وأضاف: "ونحن هنا في الزاوية الرفاعية نخرج بالـ"نوبة" في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم".
وينسب المتصوفون ضرب "الشيش" إلى الشيخ أحمد الرفاعي، وهو من أقطاب الصوفية وذلك بهدف إثبات قوة إيمانه، وبعضهم الآخر ينسبها إلى "الرسول محمد في إحدى الغزوات، حيث مسح بالسيخ صدر أحد الجرحى فشفاه".
وقال عضو الزاوية الرفاعية ماجد عبدو: "أجدادنا ضربوا "الشيش"، والبعض يعتبرها بدعة، أما نحن فلا إشكال لدينا، وبالعكس نتبادل المحبة مع الناس ونأتي إلى الزاوية لذكر الله ورسوله، بالإضافة إلى أدعية وتعبّد".
الجدير بالذكر أن الزوايا كانت منتشرة في مدينة صيدا قديما، وأبرزها زاوية "آل جلال الدين"، زاوية "آل البابا"، زاوية "الشيخ محمود المغربي" الملقب بالكبي، زاوية "آل الزعتري القادرية"، زاوية "آل الدَّقور"، زاوية "آل كالو"، جميعها اندثرت اليوم وبقيت زاوية "آل دقور" الرفاعية تقوم بدورها، أما "جلال الدين" و"الزعتري" مقفلتين.