انهار أحد أهم المساجد التاريخية في منطقة بولي، شمال غرب غانا، بعد غزو من النمل الأبيض وتساقط الأمطار الغزيرة، وسط خوف وترقب من قبل المسؤولين، الذين يشعرون بخيبة أمل كبيرة، بسبب فقدان أحد أهم المعالم التاريخية في البلاد، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي".
تاريخ المسجد
يعود تاريخ بناء مسجد "بولي" -أحد المساجد التاريخية في غانا- إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، وقد تم تشييد المسجد من الطين والخشب، ويتميز بطراز معماري فريد يحمل تأثيرات سودانية، ويشبه "بولي" مسجد لارابانكا الشهير في مدينة تامالي، عاصمة المنطقة الشمالية في غانا، ويعتبر جزءًا من التراث الثقافي والديني للمجتمعات المحلية في منطقة "بولي".
أسباب وعوامل الانهيار
تعرض المسجد للإهمال والتدهور على مدى سنوات، دون أن يتلقى الصيانة اللازمة، ما عرضه للغزو من قبل النمل الأبيض، الذي أكل العوارض والقوائم الخشبية التي تحمل سقف المسجد، بالإضافة إلى تعرضه لأضرار ناتجة عن استخدام مواد بناء حديثة كالأسمنت في أعمال الترميم، ما زاد من ثقل السقف وضعف قوته.
وتعرض "بولي" أيضًا لأمطار غزيرة الأحد الماضي، ما أدى إلى انهيار سقفه بالكامل، وتضرر جزء من جدرانه، لذلك فإن انهيار المسجد كان مفاجئًا وغير متوقع، لكنه لم يخلف أي إصابات أو خسائر بشرية.
ردود الفعل
كانت ردود الفعل مُتباينة بين حزن وصدمة وغضب وإحباط من قبل السكان المحليين والمؤسسات المعنية، إذ أصدرت سلطات الآثار في غانا بيانًا تُعبر فيه عن أسفها لحادث انهيار المسجد، وتؤكد أهمية حفظ التراث الثقافي والديني للبلاد.
ونصحت سلطات الآثار السكان المحليين بعدم هدم ما تبقى من المسجد، وإبقائه كشاهد على التاريخ، وعدم استبداله بمسجد جديد.
وأضافت أنها تعمل على إيجاد حلول لترميم المسجد، بمساعدة من مختصين محليين يعرفون طرازه المعماري وطريقة بنائه.
ودعت سلطات الآثار إلى ضرورة توفير الموارد والدعم اللازمين لحماية المساجد التاريخية في غانا، وتحسين ظروفها وصيانتها.