الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تداعيات الحرب.. تصعيد أوكراني بالقرم في مواجهة قوة روسيا البحرية

  • مشاركة :
post-title
محاولة تفجير جسر القرم ـ أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

دخل الصراع بين أوكرانيا وروسيا مرحلة جديدة، مع تزايد الأعمال العدائية في شبه جزيرة القرم، وبحسب مجلة "إيكونومست" البريطانية، تستهدف القوات الأوكرانية بشكل منهجي الأصول العسكرية الروسية في المنطقة، ويمثل هذا التصعيد تطورًا كبيرًا في الأزمة بين البلدين.

المسيرات

وخلال الصيف، كثفت أوكرانيا هجماتها على شبه جزيرة القرم، مستخدمة طائرات مُسيرة محلية الصنع وصواريخ كروز من الخارج؛ لضرب القواعد العسكرية والمطارات ومراكز القيادة، والجدير بالذكر أن هذه العمليات نجحت في تدمير أصول روسية مهمة، بما في ذلك سفينة إنزال برمائية ونظام دفاع جوي متطور من طراز "إس-400".

هدفان أوكرانيان رئيسيان

وبحسب تحليل للمجلة البريطانية، تعمل هذه الهجمات بمثابة إجراءات مساعدة تدعم هدفين أوكرانيين رئيسيين، أولًا، الإسهام في الهجوم البري المضاد لأوكرانيا في منطقة "زابوريجيا"، شمال شرق شبه جزيرة القرم، ومن خلال إضعاف القوة الجوية الروسية وطرق الإمدادات اللوجستية، تعمل أوكرانيا على إضعاف القوات الروسية في المنطقة، وثانيًا، تخوض أوكرانيا معركة بحرية في البحر الأسود، والهدف هو حرمان روسيا من احتكار المنطقة واستعادة السيطرة على طرق الشحن الحيوية.

استراتيجية الحرمان من البحر

وتستهدف القوات الأوكرانية السفن الحربية الروسية، بهدف إبعادها عن المواقع الاستراتيجية، ما يجعل من الصعب على روسيا ضرب الموانئ والمدن والممرات البحرية الرئيسية، وبدأت استراتيجية الحرمان من البحر هذه بإغراق السفينة الروسية الرائدة موسكفا في أبريل 2022، وأدت منذ ذلك الحين إلى غرق أو إتلاف ما لا يقل عن 19 سفينة روسية.

ممر بحري جديد

وتتوقف المصالح الاقتصادية لأوكرانيا على إنشاء ممر بحري جديد داخل وخارج ميناء أوديسا، حيث يعتمد سلامة هذا الطريق على عاملين، هما المقامرة بأن روسيا سوف تتجنب استهداف السفن المدنية التي تبحر تحت أعلام محايدة، والتهديد بالانتقام إذا لم يكن ذلك كافيًا، ويبدو أن التهديد الأخير أصبح ملموسًا أكثر، في ظل نجاح القدرات البحرية الأوكرانية، التي تعتمد على الطائرات المسيرة والصواريخ والمدفعية، في دفع السفن الحربية الروسية بعيدًا عن ميناء أوديسا.

ثغرة أمنية

اعترفت أوكرانيا منذ فترة طويلة بأن شبه جزيرة القرم تُشكل نقطة ضعف بالنسبة لروسيا، فهي ضرورية لاستعراض القوة والحفاظ على الأراضي المحتلة، ولكنها عرضة للعزلة، وقد أصبحت الظروف الأخيرة أكثر إلحاحًا لاستغلال هذه الثغرة الأمنية، وفي حين أن الهجوم البري المضاد لم يضع شبه جزيرة القرم في مرمى المدفعية من الشمال، فإن أوكرانيا تهدف إلى إظهار النتائج من خلال وسائل بديلة.

روسيا لها اليد العليا في البحر

وبينما تستمر أوكرانيا في إحراز النجاحات ضد خصمها الأكثر قوة، فإن نقطة التحول في الصراع تظل غير مؤكدة، وتقوم روسيا بتعديل تكتيكاتها من خلال نقل بعض سفنها إلى موانئ أكثر أمانًا، ومع ذلك، فإن ارتباط روسيا بشبه جزيرة القرم وأهميتها النفسية قد يضمن استمرار الوجود الروسي هناك، وأشارت "إيكونومست" إلى أن أوكرانيا قد نجحت في خفض "نسبة القوة البحرية" الروسية بشكل كبير، لكنها لا تزال متأخرة عن الركب، وعلى الرغم من هذه التطورات، لا تزال روسيا لها اليد العليا في المسرح البحري.