بعد نحو أسبوعين من كشف النقاب عن خطة طموحة لاستعادة شبه جزيرة القرم، أعلنت كييف، أمس الاثنين، مقتل قائد الأسطول الروسي في هجومها الصاروخي الأخير على سيباستوبول، والذي كشف عن صعوبات تواجهها الدفاعات الجوية الروسية في صد الضربات المنتظمة على القرم.
مزاعم كييف
الجيش الأوكراني، أشار إلى مقتل قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود في ضربة مركبة، قبل ثلاثة أيام، ألحقت أضرارًا كبيرة بمقرّ البحرية في سيباستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم.
وذكرت الخدمة الإعلامية التابعة للقوات الخاصة في الجيش الأوكراني في بيان عبر حسابها على "تيليجرام" إنه بعد ضربة صاروخية نفذتها على مقر أسطول البحر الأسود الروسي "قُتل 34 ضابطًا بينهم قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود". وفق ما نقلت "فرانس برس".
ولم يصدر تأكيد عن وفاة الأدميرال حتى الآن من الجانب الروسي.
وشن الجيش الأوكراني، الجمعة الماضي، هجومًا بالطائرات المسيّرة والصواريخ الجوالة على شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014. وقالت روسيا، حينها، إن عسكريًا واحدًا فقط في عداد المفقودين بعد الهجوم الذي ألحق أضرارًا بمقر البحرية الروسية في البحر الأسود.
وعُين سوكولوف قائدا لأسطول البحر الأسود في سبتمبر 2022، بعد أن عزل سلفه من المنصب بعد غرق طراد الصواريخ موسكفا، وهي السفينة الرئيسية بأسطول البحر الأسود الروسي، بعد شهور قليلة من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وفق تقارير إعلامية نقلت عنها "د ب أ" الألمانية.
استراتيجية استعادة القرم
وقبل نحو أسبوعين، كشفت أوكرانيا، عن استراتيجية متكاملة لاستعادة السيطرة على شبه الجزيرة، التي ضمتها روسيا منذ 2014، في تحرك طموح في ظل هجوم مضاد يسير بوتيرة ليست وفق ما كان مأمولًا.
وجاء الإعلان عشية هجوم واسع النطاق على قاعدة إصلاح بحرية روسية في القرم، أسفر عن إتلاف سفينتين حربيتين روسيتين وإصابة 24 شخصًا، ما أجبر روسيا، على إغلاق جسر كيرتش الرابط بين شبه الجزيرة والبر الرئيسي الروسي، بعد أن أسقطت الدفاعات الروسية 11 طائرة دون طيار أوكرانية فوق شبه الجزيرة.
والاستراتيجية الأوكرانية لاستعادة القرم، تتركز في ثلاث مهام رئيسة وفق ما أعلن ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني.
وكتب بودولياك، في منشور سابق، له على موقع "تيليجرام" نقلته وكالة "أوكرينفورم" المحلية الأوكرانية "أولًا نحن بحاجة إلى فتح السماء فوق شبه الجزيرة حتى نتمكن من تدمير البنية التحتية العسكرية والمستودعات الروسية بشكل فعّال، ولهذا الغرض تُدمر الأنظمة المضادة للصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك تريومف وهو مجمع الدفاع الجوي الروسي والذي أعلنت كييف تدميره مؤخرًا في بلده يفباتوريا في القرم.
وأضاف: "ثانيًا نحن بحاجة إلى وقف الإمداد المستمر واسع النطاق بالموارد والاحتياطيات إلى منطقة الأعمال العدائية النشطة". ولتحقيق هذا الغرض، تُدمر لوجستيات النقل، بما في ذلك الأشياء غير القانونية مثل الجسور في مضيق كيرتش.
وتابع: "ثالثًا نحن بحاجة إلى طرد فلول أسطول البحر الأسود الروسي من المياه الإقليمية لشبه جزيرة القرم وخارجها، وإعادة وضع البحر الأسود".
ومنذ أن بدأت العملية العسكرية الروسية، في فبراير من العام الماضي، تحوّل جسر كيرتش إلى شريان حياة وإمداد عسكري للقوات الروسية في ساحة المعركة.