الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استراتيجية أوكرانية لاستعادة القرم.. لماذا تكثف كييف ضرباتها على شبه الجزيرة؟

  • مشاركة :
post-title
طائرة إطفاء تحلق فوق جسر كيرتش الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

في أعقاب الهجوم على ميناء سيفاستوبول بالقرم، مثّل أكثر الضربات طموحًا لكييف منذ بدء الحرب، كشفت أوكرانيا أخيرًا عن استراتيجية متكاملة لاستعادة السيطرة على شبه الجزيرة، التي ضمتها روسيا منذ 2014، في تحرك على ما يبدو أكثر طموحًا في ظل هجوم مضاد يسير بوتيرة ليست وفق ما كان مأمولًا.

والهجوم واسع النطاق على قاعدة إصلاح بحرية روسية في شبه جزيرة القرم، ليلة الأربعاء، أسفر عن إتلاف سفينتين حربيتين روسيتين وإصابة 24 شخصًا، ما أجبر روسيا، الخميس، على إغلاق جسر كيرتش الرابط بين شبه الجزيرة والبر الرئيسي الروسي، بعد أن أسقطت الدفاعات الروسية 11 طائرة دون طيار أوكرانية فوق شبه الجزيرة.

هجوم على جسر كيرتش

استراتيجية لاستعادة القرم

وكشف ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، اليوم الخميس، عن استراتيجية أوكرانيا لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، التي تتركز في ثلاث مهام رئيسية، بحسب ما نقلت "أوكرينفورم".

وقال بودولياك، في منشور، اليوم، على وسائل التواصل الاجتماعي: "أولًا نحن بحاجة إلى فتح السماء فوق شبه الجزيرة حتى نتمكن من تدمير البنية التحتية العسكرية والمستودعات الروسية بشكل فعّال، ولهذا الغرض تُدمر الأنظمة المضادة للصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك تريومف.

وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر أمني أوكراني إن كييف دمرت مُجمع الدفاع الجوي الروسي تريومف، بالقرب من بلدة يفباتوريا، في شبه جزيرة القرم التي ضمتها في هجوم وقع خلال الليل، حسبما أوردت وكالة "أوكرينفورم" المحلية الأوكرانية.

وأضاف: "ثانيًا نحن بحاجة إلى وقف الإمداد المستمر واسع النطاق بالموارد والاحتياطيات إلى منطقة الأعمال العدائية النشطة". ولتحقيق هذا الغرض، تُدمر لوجستيات النقل، بما في ذلك الأشياء غير القانونية مثل الجسور في مضيق كيرتش.

وتابع: "ثالثًا نحن بحاجة إلى طرد فلول أسطول البحر الأسود الروسي من المياه الإقليمية لشبه جزيرة القرم وخارجها وإعادة وضع البحر الأسود".

وأوضح أنه لهذا الغرض تُصلح البنية التحتية وتُدمر السفن الحربية الروسية".

لقطة وقت الهجوم على سيفاستوبول

الأهمية الاستراتيجية لهجمات القرم

سواء نجحت كييف في استعادة شبه الجزيرة أو تعرقلت، تُكمن الأهمية الاستراتيجية في تنفيذ هذه الضربات في إلحاق الضرر بالسفن البحرية الروسية والقواعد المتمركزة في شبه جزيرة القرم.

ومنذ انهيار اتفاق الحبوب، يوليو الماضي، تستخدم روسيا أسطولها في البحر الأسود لمحاصرة موانئ أوكرانيا ومنع شحنات الحبوب.

إضافة إلى استخدام الأسطول لضرب الأراضي الأوكرانية من البحر، لا سيما تلك الضربات التي استهدفت مرافق تخزين الحبوب الأوكرانية والبنية التحتية للموانئ في أوديسا جنوب البلاد.

ومن خلال شن ضرباتها الخاصة أخيرًا على السفن الحربية الروسية والقواعد البحرية في سيفاستوبول، تهدف كييف إلى الحد من الإمكانات العملياتية للبحرية الروسية.

ومنذ أن بدأت العملية العسكرية الروسية، فبراير من العام الماضي، تحوّل جسر كيرتش إلى شريان حياة وإمداد عسكري للقوات الروسية في ساحة المعركة.

العلم الروسي وفي الخلفية جسر كيرتش

أهمية رمزية

وينطوي الأمر أيضًا على قيمة رمزية، إذ تسعى كييف من خلال نجاح هذه الضربات إلى الإضرار بهيبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ضم شبه الجزيرة في عام 2014.

وتحديدًا يُعد جسر كيرتش مكمن هذه الرمزية، إذ تفاخر بوتين ببنائه – وهو الأطول في أوروبا ويمتد على مسافة 12 ميلًا- بتكلفة بلغت نحو 3.7 مليار دولار، وينظر إليه في الأوساط الروسية بأنه "بناء القرن"، ويوم افتتاحه في عام 2018، قاد بوتين قافلة فوق الجسر في عرض منتصر للوطنية الروسية.

ومنذ تخلت أوكرانيا عن موقفها الدفاعي في الحرب وبدأت في الهجوم، حرصت على استهداف الجسر، وفي الثامن من أكتوبر من العام الماضي، الذي تزامن مع بلوغ بوتين السبعين من عمره، تعرض الجسر لتدمير جزئي عندما انفجرت شاحنة وقود وألحقت أضرارًا بجزء كبير من الطريق، وحينها نشر سكرتير مجلس الدفاع الأوكراني مقطع فيديو يظهر الجسر المحترق إلى جانب مقطع فيديو لمارلين مونرو وهي تغني "عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس" في إشارة إلى أن ما حدث هدية أوكرانيا لبوتين في عيد ميلاده السبعين.

واستخدمت أوكرانيا طائرات بحرية تجريبية دون طيار لشن هجوم ثانٍ ناجح على الجسر، يوليو الماضي، ما أظهر مرة أخرى مدى صعوبة الدفاع عن الرابط الروسي الوحيد بشبه الجزيرة.

"ستورم شادو" بطلة الهجوم الطموح

أما هجوم سبتمبر، الأخير، الأكثر طموحًا، فأكدت مصادر عسكرية أن أوكرانيا استخدمت صواريخ كروز البريطانية "ستورم شادو" كجزء من هجومها، أمس الأربعاء، على مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، بحسب تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، ومن جهتها لم تعلق كييف على "الوسائل المستخدمة" في الضربة.