الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخاوف التطهير العرقي تدفع "أرمن كاراباخ" للنزوح الجماعي

  • مشاركة :
post-title
نزوح جماعي للأرمن من كاراباخ

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

دفع الخوف من "التطهير العرقي"، أرمن إقليم ناجورنو كاراباخ، إلى بدء نزوح جماعي، بداية من أمس الأحد، تحرك المئات بالسيارات تجاه أرمينيا، بعد هزيمة القوات الانفصالية، على يد أذربيجان، لتكتب تلك الهزيمة نهاية الصراع الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.

وأعلنت الحكومة الأرمينية، مساء الأحد، أن 1050 شخصًا عبروا إلى أرمينيا بالفعل، قادمين من الإقليم، ولا يمثل هذا الرقم إلا نسبة ضئيلة من عدد الأرمن الذين يعيشون في إقليم ناجورنو كاراباخ، إلا أن قيادة إقليم ناجورنو كاراباخ، قالت إنهم سيعبرون أيضًا إلى أرمينيا، لأنهم لا يريدون العيش تحت سيادة أذربيجان، كما أنهم يخشون "التطهير العرقي".

ويقودنا تحدث الأرمن في كاراباخ عن التطهير العرقي، لإعطاء نبذة عنه، فهو استبعاد منهجي أو إزالة قسرية لواحدة أو أكثر من الجماعات العرقية في إقليم معين من خلال الاستخدام المفرط للقوة والقتل الجماعي والترهيب، وغيرها من الطرق العنيفة.

ويطلق التطهير العرقي على عملية استعمال العنف والسلاح من قبل جهة تتسم بالقوة ضد جهة أضعف، ويشمل جرائم تؤدي إلى قتل أناس؛ بهدف إبادة وجودهم في منطقة معينة، وتطلق المنظمات الحقوقية العالمية على هذه الجرائم تسميات عدة من أبرزها الإبادة وجرائم الحرب والترحيل، وتصنف هذه الجرائم على أنها جرائم ضد الإنسانية، بحسب "دويتشه فيله".

نزوح جماعي

بحسب مراسل "رويترز"، في إقليم كاراباخ، أوضح أن الأرمن توجهوا بسياراتهم عبر ممر لاتشين تجاه الحدود مع أرمينيا.

ويأتي نزوح الأرمن الجماعي، بعد عملية عسكرية خاطفة، سيطرت بها أذربيجان على الإقليم، ورغم تأكيدها أنها ستضمن حقوق الأرمن وأنها ستدمج المنطقة في باقي البلاد، أظهر الأرمن خوفًا من القمع.

وقال دافيد بابايان، وهو مستشار رئيس "جمهورية آرتساخ"، المعلنة من جانب الانفصاليين، وغير المعترف بها دوليًا، والمعروفة باسم إقليم كاراباخ، إن شعب الأرمن لا يريد العيش كجزء من أذربيجان، و99% منهم يفضلون مغادرة ما وصفه بـ"أرضنا التاريخية"، مضيفًا: "مصير شعبنا المسكين سيسطره التاريخ كعار ووصمة على جبين الأرمن والعالم المتحضر بأسره، المسؤولون عن مصيرنا هذا سيحاسبون يومًا ما أمام الله على خطاياهم".

دعوات للاستقالة
نيكول باشينيان

ويواجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان، دعوات للاستقالة لفشله في إنقاذ إقليم كاراباخ، والذي قال إن النزوح الجماعي أمر لا مفر منه، خاصة أن أرمن ناجورنو كاراباخ عرضة للتطهير العرقي.

وتابع: "إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناجورنو كاراباخ في منازلهم والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي، فالاحتمال يتزايد بأن الأرمن في ناجورنو كاراباخ سيطردون من أرضهم، باعتبار هذا السبيل الوحيد للخلاص".

تاريخ أزمة كاراباخ

تقع كاراباخ، والتي يطلق عليها الأرمن اسم آرتساخ، داخل أراضي أذربيجان، وسيطر عليها على مدى قرون الفرس والروس والسوفيت، وطالبت كل من أرمينيا وأذربيجان بالسيادة عليها، بعد سقوط الإمبراطورية الروسية عام 1917، وتم تصنيفها على أنها منطقة تتمتع بالحكم الذاتي.

مع أفول الحكم السوفيتي، دارت معركة شرسة، وتخلص الأرمن من سيطرة أذربيجان، واستولوا على أراضٍ مجاورة، فيما عرف باسم "حرب كاراباخ الأولى"، وقتل نحو 30 ألفًا وشرد أكثر من مليون شخص معظمهم من أذربيجان، بين عامي 1988 و1994.

وفي عام 2020، انتصرت أذربيجان بعد مناوشات استمرت لعقود، فيما عرف باسم "حرب كاراباخ الثانية"، والتي استمرت 44 يومًا، واستعادت خلالها السيطرة على مناطق في كاراباخ ومحيطها، قبل أن تنتهي باتفاق سلام بوساطة روسية، اتهمت أرمينيا روسيا بالفشل في تنفذه.