الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب" الخريطة القياسية".. خلافات وتوترات جديدة في بحر الصين الجنوبي

  • مشاركة :
post-title
صورة موضوعية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تصاعدت التوترات في بحر الصين الجنوبي، خاصة بعد إصدار الصين "الخريطة القياسية"، التي تدعي فيها سيادتها على بحر الصين الجنوبي.

تاريخ وحقوق صينية

وتقول الصين، إن الخريطة تستند إلى ما يُسمى "خط التسع قطع"، وهو خط متقطع يحيط بمنطقة تشمل نحو 90% من بحر الصين الجنوبي، وظهر هذا الخط لأول مرة في خرائط صادرة عن حكومة الصين، عام 1947، لكن لم يتم تحديد إحداثياته أو تفسيره بشكل واضح، إذ تقول الصين إن هذا الخط يعكس تاريخها وثقافتها وحقوقها في استغلال الموارد بالمنطقة.

خلافات ورفض 

قوبلت تلك الخريطة بالرفض، بل وأثارت غضب جيرانها وشركائها في محيط بحر الصين، واتهمت الهند وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا والفلبين، الصين بأنها تحاول التوسع، كما أكدت تلك الدول أن مطالبات الصين لا تستند على أساس قانوني، وتتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي تحدد حقوق وواجبات الدول في المساحات المائية.

الفلبين: الخطوة تثير التوترات

رفض أعضاء مجلس الشيوخ الفلبيني، الخريطة الجديدة للصين واعتبروهاتعطي بكين نفوذًا ليس من حقها في بحر الصين الجنوبي، وقال خوان ميجيل، رئيس المجلس، في تصريحات لشبكة "سي إن إن"، اليوم الخميس، إن إقدام الصين على مثل هذه الخطوة لن يؤدي إلا إلى إثارة التوترات في المنطقة، خاصة من قبل الدول التي تطالب بسيادتها على أراضيها، وإنه في هذا الصدد أبطل قرار التحكيم الدولي، عام 2016، مطالب بكين لتوسعة رقعتها في بحر الصين الجنوبي وحكمت لصالح الفلبين.

ماليزيا: أزمة بحر الصين الجنوبي

قال زامبري عبدالقادر، وزير الخارجية الماليزي، اليوم الخميس، إن بلاده سترسل مذكرة احتجاج للصين بعدما نشرت خريطة جديدة طالبت فيها بالسيادة الكاملة على بحر الصين الجنوبي، حسبما ذكرت صحيفة "ذا ستار" الماليزية.

وفي وقت سابق، رفضت وزارة الخارجية الماليزية، الاعتراف بمطالبة بكين في بحر الصين الجنوبي، كما اتهمت ماليزيا الخريطة الصينية بأنها تتعدى على المناطق البحرية للبلاد في منطقتي "صباح وساراواك".

وقالت وكالة الأنباء الوطنية "برناما"، إن الوزارة شددت على رفض ماليزيا استمرار مطالبات أي طرف أجنبي بالسيادة والولاية على المناطق البحرية في بحر الصين الجنوبي، استنادًا إلى خريطة ماليزيا، عام 1979، فيما وصفت "الوكالة" أزمة بحر الصين الجنوبي بأنها "حساسة ومعقدة".

الهند: توجد مناطق هندية   

حسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن السلطات الهندية أرسلت الثلاثاء الماضي، احتجاجًا للصين، بعد إعلانها الخريطة الجديدة لبحر الصين الجنوبي، وترى نيودلهي، أن خريطة الصين الجديدة تدعي ملكية أراضٍ ترى الهند أنها تخضع لسيادتها.

ومن جانبه؛ قال شرى أريندام باجشي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندي: "قدمنا احتجاجات لبكين عبر القنوات الدبلوماسية بشأن ما يُسمى "الخريطة القياسية" للصين، عام 2023"، كما أكدت الهند أن المنطقتين على الخريطة التي نشرتها شبكة "جلوبال تايمز" الصينية، سيادة بكين عليهما، ينتميان للهند، الأولى هي ولاية براديش، شمال شرق الهند، والثانية منطقة أكساي تشين الكشميرية.

بكين: مبالغات من جانب الهند 

وردًا على احتجاجات الهند، طالبت بكين نيودلهي بالامتناع عن "المبالغة في تفسير" هذه الخطوة، ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هذه الخريطة، بأنها ممارسة روتينية للصين لتحقيق سيادتها وفقًا للقانون.

وأعرب وانج ونبين عن أمله في أن تتمكن الأطراف المعنية في الحفاظ على الموضوعية والهدوء بتفسير القضية، مضيفًا أن الخريطة القياسية الجديدة تظهر أحقية بكين لبعض المناطق في بحر الصين الجنوبي، وشدد خلال مؤتمر صحفي، على التزام الصين بالحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وحل النزاعات من خلال الحوار والتشاور.

ظهرت بوادر تلك الخريطة قبل الإعلان عنها رسميًا في فيلم "باربي"، إذ ظهر خلال الفيلم خريطة لبحر الصين الجنوبي تتضمن خط الفواصل التسع، الذي تستخدمه الصين لإثبات مطالبها الإقليمية في المنطقة، لذلك اتخذت فيتنام وغيرها من الدول إجراءات لمنع الفيلم من العرض، بسبب احتوائه على مشهد يعتبر مخالفًا للقانون والسيادة الوطنية، ووفقًا للإعلام الحكومي الفيتنامي فإن المشهد يشكل "إساءة لسيادة فيتنام وأمنها القومي"، ولا يمكن عرض الفيلم إلا بعد حذف المشهد أو تعديله.