شهدت الصين عدة نزاعات حدودية مع دول آسيا، خاصة في منطقتي شرق وجنوب شرق آسيا. إذ تخوض الصين صراعات مع الهند وبوتان ونيبال وباكستان على أجزاء من جبال الهملايا، كذلك تخوض صراعات مع تايوان واليابان وكوريا الجنوبية على جزر في بحر الصين الشرقي (شرق آسيا). أما في جنوب شرق آسيا، فتخوض الصين صراعات مع فيتنام والفلبين وماليزيا وإندونيسيا وبروناي على جزر في بحر الصين الجنوبي، وتري الصين سيادتها على هذه المناطق بناء على التاريخ والثقافة، لكن دول المنطقة ترفض هذه المطالب باستناد إلى القانون الدولي.
وفي إطار المحاولات والجهود الدولية لطي الخلافات والبحث عن أرضية مشتركة للتعاون، جاء تنظيم الصين لبطولة دورة الألعاب الآسيوية التي أعلن الرئيس شي جين بينج، افتتاحها اليوم السبت، فرصة جيدة لبحث التقارب مع قادة دول آسيا، وبالفعل عقد الرئيس الصيني قممًا ثنائية مع العديد من قادة دول آسيا. حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية.
أهمية خاصة
قال تشنج شيزونج، الأستاذ الزائر بجامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون الصينية، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، إن هذه ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها الصين دورة الألعاب الآسيوية، لكن تتميز هذه المرة بمشاركة أكثر من 12 ألف رياضي من 45 دولة ومنطقة آسيوية، وهي أكبر دورة آسيوية من حيث الحجم والتغطية في التاريخ.
نفوذ الصين يتزايد
وأضاف "تشنج"، أن ما يضفي تميزًا وأهمية على هذه الدورة هو زيارة العديد من قادة الدول الآسيوية الصين لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية، مثل الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس وزراء كوريا الجنوبية هان دو سو، ورئيس وزراء نيبال براتشاندا، وملك كمبوديا سيهاموني، ما يدل على أن قادة الدول الآسيوية يولون أهمية كبيرة للعلاقات مع الصين، وأيضًا يدل على أن نفوذ الصين في آسيا والعالم يزداد يومًا بعد يوم.
وأشار إلى أن نجاح تنظيم هذه الدورة الآسيوية، يمكن أن يجعل الناس في العالم يشعرون بقوة التضامن والصداقة، وله معنى إيجابي لآسيا بأكملها وللعالم.
تحديات غير مسبوقة
وقال "تشنج"، إن بيئة التعاون والتنمية في آسيا تواجه تحديات غير مسبوقة في الوقت الحاضر، بسبب تخريب القوى الخارجية، وظهور بعض التشققات المحتملة داخل آسيا، وغيمة "الحرب الباردة الجديدة" تقترب تدريجيًا. لذلك، تقف آسيا على مفترق طرق وفي مفصل تاريخي، أين تذهب وأين تأتي منها، تحدد مصير آسيا في المستقبل. وتابع، ملاعب دورة الألعاب الآسيوية في هانجتشو، في الواقع تشير إلى اتجاه التقدم لآسيا، وهو التحدي والتعاون.
مجتمع مصير مشترك
وأوضح تشنج شيزونج، الأستاذ الزائر بجامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون الصينية، إن التطور السريع للاقتصاد الصيني والتقدم المستمر في بناء "الحزام والطريق"، يؤثران بشكل مهم على آسيا والعالم. مضيفًا، أن بكين لم تنسَ دائمًا المسؤولية المهمة كدولة كبرى في آسيا والعالم، ففي حين أنها تدعم بنشاط شعوب آسيا في تقوية جسدهم وصحتهم، فإنها تتبع دائمًا مفهوم سياسة خارجية حول المحیطین یتَّخذون موقفًا حمیمًا وصادقًا ومتبادل الفائدة والتسامح، وتعمل مع الدول الآسيوية، وخاصة الدول المجاورة، على بناء مجتمع مصير مشترك لآسيا.
طي الخلافات
وفيما يتعلق بالقمة المهمة التي عقدت اليوم بين الرئيس الصيني ورئيس وزراء كوريا الجنوبية، قال "تشنج"، إن بكين وسول جارتان قريبتان وشريكتان تعاونيتان مهمتان. مؤكدًا أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 31 عامًا، تطورت العلاقات بين البلدين بسرعة، وحقق التعاون بين البلدين منافع مهمة للشعبين. مشيرًا إلى أنه من المصلحة المشتركة للبلدين أن تعالج الصين وكوريا الجنوبية خلافاتهما بشكل مناسب ومواصلة التعاون الودي، كما أن ذلك يساعد على السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأضاف، أن هناك شيئًا مشتركًا مهمًا بين الصين وكوريا الجنوبية، وهو أن كلاً منهما يدعو للحفاظ على التعددية ونظام التجارة الحرة العالمي. مشددًا على أن كلا الجانبين على استعداد لبذل جهود مشتركة لتعزيز تنمية النظام الدولي في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية.
ووسط تلك التوترات والصراعات المتشابكة، كشف سفير كوريا الجنوبية لدى اليابان يون دو كمين، أن هناك محاولات لعقد قمة ثلاثية بين "بكين وطوكيو وسول" هذا الشهر، لبحث إنهاء الخلافات وتعزيز التعاون المشترك. مؤكدًا أن المحادثات تسير بشكل جيد.