كشفت وكالة "بلومبرج" اليوم السبت، أن مسؤولًا كبيرًا في وزارة الدفاع الأمريكية كشف سعي الولايات المتحدة للحصول على توضيحات من بولندا بشأن مساعدتها لأوكرانيا. وذكر التقرير أن بولندا، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، سبق أن ذكرت أنها قد توقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وقالت "بلومبرج"، إن المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، نفي ما قالته وارسو، وأكد أن بولندا لا تزال ملتزمة بدعم أوكرانيا، لكن موقف البلاد الدقيق غير واضح.
رؤية ضبابية
ذكر تقرير أمريكي، أن رئيس وزراء بولندا، مورافيتسكي أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن بولندا توقفت عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة. ونقلت وكالة "فرانس برس" أول أمس عن متحدث باسم الحكومة البولندية قوله، إن بولندا تعهدت بالوفاء باتفاقات توريد الأسلحة الموجودة مع أوكرانيا.
زاد هذا الإجراء من التوترات بين وارسو وكييف، وقالت وكالة "بلومبرج"، إنه على الرغم من أن الجانبين دعا فيما بعد إلى تخفيف التوتر، لكن هذا الخلاف العلني جعل الناس يشككون فجأة في التضامن الذي يحدد علاقات البلدين، "هذا الخلاف الذي بدأ بشأن نقل الحبوب من أوكرانيا، أصبح عبئًا سياسيًا على بولندا، وقد يضر بالتضامن بين أوروبا وأوكرانيا في مواجهة روسيا".
كانت وزارة الخارجية الأوكرانية في وقت سابق، قالت إنها استدعت السفير البولندي في كييف، بارتوش تسيخوتسكي، بعدما أدلى بتصريحات وصف فيها الأوكرانيين بأنهم "ناكرون للجميل".
الدعم مستمر
ومع ذلك، قالت "بلومبرج" أيضًا، إن المسؤول الأمريكي أكد، أن الخلاف لم يؤد إلى حدوث شقاق في التضامن بين حلفاء دعم أوكرانيا. وكشف دبلوماسي أوروبي، أن الدبلوماسيين البولنديين طمأنوا زملاءهم الأجانب سرًا بأن بولندا ستستمر في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، حتى لو كان حجمه صغيرًا.
السبب الرئيسي
قال مصدر مطلع أيضًا، إن فقدان دعم بولندا قد يضر بأوكرانيا في مواجهة روسيا، لأن ذلك يؤدي إلى تقويض تضامن حلف شمال الأطلسي. وقالت "فرانس برس"، إن التوتر الحالي بين بولندا وأوكرانيا نشأ جراء تمديد وارسو لحظر استيراد الحبوب من أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "ول ستريت جورنال" الأمريكية في 15 يوليو، أن المفوضية الأوروبية أعلنت في ذلك اليوم أنها لا تعتزم تمديد حظر استيراد بعض المنتجات الزراعية من أوكرانيا التي تطبق على بولندا المجر وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا، لكن بولندا والمجر وسلوفاكيا رفضت فورًا هذا القرار. وبموجب اتفاق تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام مع المفوضية الأوروبية، حظرت هذه الدول الخمس استيراد محاصيل زراعية من أوكرانيا تشمل القمح والذرة، وسمحت فقط بنقلها عبر أراضيها إلى وجهات أخرى.
كان المزارعون في دول أوكرانيا المجاورة يشتكون من فائض المحاصيل الذي خفّض أسعار المنتجات الزراعية، ما أدى إلى إفلاسهم. وقال رئيس الوزراء البولندي في 15 يوليو، إن وارسو ستمدد حظر استيراد المنتجات الزراعية من أوكرانيا، على الرغم من عدم حصولها على موافقة المفوضية الأوروبية. وأضاف أن هذا التصرف يتماشى مع مصالح المزارعين البولنديين. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن بعض "الأصدقاء" في أوروبا يتظاهرون بالتضامن على المسرح السياسي، لكنهم في الواقع يخلقون ظروفًا لاتخاذ إجراءات من قبل موسكو.