بإعلان غير مسبوق لأكبر الدول الداعمة لها، تواجه أوكرانيا أزمة جديدة من نوعها منذ بدء حربها مع روسيا، والتي تتمثل في مخاوف من تخلي الدول الحلفاء عن تقديم الدعم لها، الأمر الذي قد يتسبب في هزيمة حتمية للدولة التي لا تزال تحاول الصمود في ساحات المواجهة على مدار أكثر من عام ونصف العام.
تغيير موقف بولندا
وتغير مشهد الدعم المُكثف الذي كانت تتلقاه أوكرانيا في بداية حربها مع روسيا، وتأتي بولندا من بين هذه الدول، إذ كانت داعمًا قويًا ومدتها بالعون الكامل، فكثيرًا ما كانت وارسو سباقة في إرسال المساعدات والمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية، ودافعت بحماس عن هذا الدعم، وقالت إنه ضروري لحماية بولندا نفسها من أي عدوان روسي مستقبلي.
إلا أنها تغير موقفها بشكل فجائي، إذ أعلنت توقفها عن تسليح أوكرانيا مُصرحة بأنها تهدف إلى تعزيز قوتها الدفاعية الخاصة، وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، الأربعاء إن بلاده توقفت عن تسليح أوكرانيا؛ لكي تركز على تعزيز قوتها الدفاعية الخاصة، وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من استدعاء وارسو السفير الأوكراني، وسط خلاف بين البلدين بشأن صادرات الحبوب.
وكان تصاعد حدة الخلاف بين وارسو وكييف في الأيام الأخيرة؛ بسبب الحظر الذي فرضته بولندا على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها. وردًا على سؤال من أحد الصحفيين حول ما إذا كانت وارسو ستواصل دعم كييف عسكريًا، على الرغم من الخلاف حول صادرات الحبوب، قال مورافيتسكي "توقفنا عن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا؛ لأننا نقوم الآن بتسليح بولندا بأسلحة أكثر حداثة"، وفقًا للوكالة الفرنسية.
يُذكر أن بولندا تُعد من طليعة الدول الداعمة لأوكرانيا، ومن أبرز مزوديها بالأسلحة، فضلًا عن استضافتها نحو مليون لاجئ أوكراني والذين قد استفادوا بالفعل جراء العديد من المساعدات الحكومية.
الغرب سئم من زيلينسكي
وفي سياقٍ مماثلٍ، صرّح الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، في الجلسة العامة للاجتماع الجمهوري حول التنمية الزراعية، بأن الغرب سئم من الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ويريد استنزافه.
وأوضح لوكاشينكو أن "بولندا اليوم ليست وحدها أداة لسحق أوكرانيا المسكينة"، مُؤكدًا على وجود توجيهات خارجية لتدمير البلد، قائلًا: "لقد أعطوا بالفعل الضوء الأخضر من الخارج، أي أنه من الضروري استنزاف زيلينسكي هذا، لقد سئموا منه".
كما أشار لوكاشينكو إلى الحاجة للدفاع عن بيلاروسيا نفسها، قائلًا: "لا نعرف ما يُمكن توقعه من هؤلاء السياسيين المسعورين في بولندا".
وأشار رئيس الدولة البيلاروسية، في الوقت نفسه، إلى أن "العالم أصبح هشًا لدرجة أن أي حركة مهما كانت صغيرة، يُمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها".
محاولات زيلينسكي للحفاظ على الدعم
وفي محاولة لضمان استمرار الدعم الأمريكي، حذّر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي اتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، جمهوريي الكونجرس المتردّدين في إقرار حزمة جديدة من المساعدات الكبرى لأوكرانيا، من أن بلاده تواجه خطر خسارة الحرب أمام روسيا في حال توقّف تدفّق الدعم.
وحذر الجمهوريين المتردّدين في إقرار حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا قائلًا: "نواجه خطر خسارة الحرب أمام روسيا إذا توقّف الدعم". كذلك، اتجه بعدها إلى كندا حيث وصل إلى العاصمة أوتاوا في وقت متأخر من مساء الخميس، وكان في استقباله رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الذي أكد له "دعم كندا الثابت" في نزاعه مع روسيا.