اجتذب ملف الإسكان، وتحديدًا بناء المدن الجديدة، اهتمامًا بالغًا من الدولة المصرية على مدى السنوات العشر الماضية، استطاعت خلالها بناء العديد من المدن الجديدة الذكية، كانت بمثابة حجر الأساس في وضع حلولٍ جذرية لمعاناة المواطنين طوال الأعوام الماضية.
إن تجربة إنشاء المدن الجديدة في مصر، هي أكبر وأنجح تجربة من نوعها في العالم؛ خاصة وأنه لا توجد دولة في العالم نفذت هذا الكم من المدن الجديدة في هذه الفترة الزمنية القصيرة، فالبناء ليس هدفًا في ذاته؛ فالأهداف الاقتصادية والتنموية هي الأساس للتوسع العمراني، لاستيعاب الزيادة السكانية، وإيجاد فرص عمل جديدة، وتوفير الاحتياجات والأنشطة الأساسية للمواطنين، إذ أن مساحة المعمور الحالي أصبحت غير قادرة على تلبية الاحتياجات الاقتصادية في ظل الزيادة السكانية المطردة،
ولا يقتصر مفهوم التنمية العمرانية على إنشاء المدن والمساكن فقط، بل يمتد ليشمل جميع أوجه التنمية في المجالات المختلفة "الزراعة – الصناعة – التعليم – السياحة – وغيرها"، فالعمران هو "وعاء التنمية".
ومثّلت المدن الجديدة حلًا سحريًا يُحقق للحكومة المصرية عدة مستهدفات في آنٍ واحد، فبخلاف إسهامها الفعّال في توفير وحدات سكنية متكاملة الخدمات للمواطنين، حققت أيضًا التوسع العمراني الذي سعت إليه مصر منذ عقود طويلة لمواجهة الزيادة السكانية.
العاصمة الإدارية الجديدة
تظل العاصمة الإدارية أحد أهم منجزات الحكومة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا سيما وأنها تجمع بين عدة مميزات تشمل الاستدامة، والمدينة الذكية والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى مدينة للأعمال.
وراعت العاصمة الإدارية في مدينتها المخصصة للسكن والحياة مساحات مختلفة الكثافة، بواقع 35% إسكان عالي الكثافة، و50% للمتوسط، و15% للمنخفض، بحسب بيانات وزارة الإسكان المصرية.
وتستخدم المدينة محددات الاستدامة في الطاقة وتدوير المخلفات، إذ تُغطى 70% من أسطح المباني بوحدات الطاقة الشمسية، كما تتصل أحياء المدينة من خلال شبكة ممرات للمشاة والدراجات، فيما تخصص 40% من شبكة الطرق للمشاة والدراجات.
وتتوفر بالعاصمة الإدارية المصرية جميع شبكات النقل والمواصلات، على غرار القطار والمترو والترام والحافلات والتاكسي والتروللي، كما تُقدم جميع خدمات المدينة إلكترونيًا، كما تُغطى المدينة بشبكة المعلومات العالمية.
العلمين الجديدة
قدمت مصر للعالم أجمع، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، درة جديدة للسياحة والترفيه على البحر المتوسط، إذ تتسع المدينة -التي تمتد على مساحة 48 فدانًا- لـ3 ملايين نسمة.
وتمتد المنطقة الساحلية للمدينة على مساحة 7770 فدانًا، وتوفر 20 ألف غرفة فندقية، وذلك من خلال 14 حيًا سكنيًا متعدد المستويات.
كما تحتوي العلمين الجديدة على مناطق صناعية على مساحة 5000 فدان، وأخرى لوجيستية على مساحة 3000 فدان، وتجارية وخدمية على مساحة 5000 فدان.
المنصورة الجديدة
تعد المنصورة الجديدة إحدى مدن الجيل الرابع المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بطول 15 كيلومترًا ومساحة إجمالية تصل إلى 5913 فدانًا.
وتضم المرحلة الأولى 19 ألف وحدة سكنية من خلال 58 عمارة إسكان ذي طابع ساحلي، وإسكان سكن مصر بعدد 196 عمارة، وإسكان جنة بعدد 468 عمارة، وفيلات تطل على البحر بعدد 1180 وحدة.
كما تشمل جامعة المنصورة الجديدة ومدرستين للتعليم الأساسي و8 أسواق، ومركزًا طبيًا، وقسم شرطة ووحدة إطفاء بالإضافة إلى المرحلة الأولى من محطة تحلية مياه البحر بطاقة 40 ألف م3/ يوم.
توشكى الجديدة
تبلغ مساحة مدينة توشكى 3000 فدان، وتستوعب 80 ألف نسمة، وتوفر 30 ألـف فرصة عـمل، كما أنها تتكامل مع القرى الريفية المحيطة بالمشروع.
وتضم المدينة العديد من الخدمات، والصناعات الخفيفة، والتصنيع الزراعي، والأنشطة الترفيهية، ويجري حاليًا تنفيذ المرحلة الأولى لاستيعاب 17 ألف نسمة، بتكلفة 500 مليون جنيه، والتي تشمل إنشاء 1000 وحدة سكنية ومراكز خدمات.
رشيد الجديدة
وضعت الحكومة المصرية تصورًا عامًا لمدينة رشيد الجديدة على مساحة إجمالية 3185 فدانًا، تشمل موقعًا للمنطقة الترفيهية بمساحة 69.5 فدان، بالإضافة إلى جامعة رشيد الجديدة، وموقعًا لمبنى الخدمات الحكومية، وآخر للإسكان.
سلام - شرق بورسعيد
تبلغ المساحة الإجمالية لمدينة سلام - شرق بورسعيد الجديدة 16 ألف فدان، ومن المتوقع أن تستوعب نحو 1.25 مليون نسمة.
ويجري تنفيذ المرحلة الأولى على مساحة 205 أفدنة، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ 4340 وحدة إسكان اجتماعي شاملة أعمال المرافق والخدمات، بالإضافة إلى محطة تحلية مياه البحر بطاقة 150 ألف م3/ يوم.