فرضت الصين نفسها على الساحة الدولية كقوة عظمى تناطح أمريكا والاتحاد الأوروبي معتمدة على وفرة الأيدي العاملة وقوتها الاقتصادية، بل حظيت على مكانة دولية مرموقة بين الكبار.
وبحسب تقرير لوكالة "رويترز"، رفضت الكتلة الغربية بقيادة أمريكا وحلفائها في المنطقة، هذا التوجه، كما تعمدت واشنطن إثارة التوترات لبكين في المنطقة عن طريق تعزيز تعاونها العسكري مع تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وعززت تواجدها العسكري في بحر الصين الجنوبي عن طريق بناء العديد من القواعد العسكرية.
تحديث الجيش الصيني
وفي ظل تصاعد التوترات في منطقة المحيط الهندي والهادئ، خاصة مضيق تايوان، أحرزت الصين تقدمًا مستمرًا في تحديث قواتها المسلحة، إذ طوّرت سفنها وطائراتها الحربية، بل وعززت من قدرات وكفاءة جنودها القتالية، وفي هذا الإطار، أطلق الرئيس الصيني شي جين بينج، رؤية 2040 للجيش الصيني، التي تهدف إلى تحويله لقوة عسكرية رائدة في العالم بحلول 2027، خلال افتتاح المؤتمر الوطني 20 للحزب الشيوعي الصيني، ويولي "شي" اهتمامًا كبيرًا بتطوير معدات وأسلحة جديدة للجيش، مثل محرك طائرة هليكوبتر جديد، وفرقاطات أكبر وأكثر تقدمًا، ومحرك أقوى للمقاتلات التي تتميز بتكنولوجيا "شبحية"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
محرك طائرة هليكوبتر جديد
عرضت الصين محرك طائرة هليكوبتر "توربوشافت" بقوة 1100 كيلووات في معرض للطائرات الهليكوبتر في تيانجين، الأسبوع الماضي، وقال خبير عسكري صيني لوكالة "رويترز"، إن المحرك عالي القدرة، الذي عُرض لأول مرة، يشكل عاملًا رئيسيًا في تطوير الصين لطائرات هليكوبتر متوسطة وثقيلة الوزن. ولا تزال الصين مُتخلفة عن تطوير طائرات هليكوبتر كبيرة، التي يمكنها حمل المزيد من الأسلحة والشحنات، كما يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في نقل الأفراد والمعدات بسيناريوهات الصراع.
فرقاطات أكبر وأكثر تقدمًا
أطلقت الصين نسخة أكبر وأكثر تقدمًا من أكبر فرقاطاتها، نهاية أغسطس، وفقًا لتقارير إعلامية صادرة عن الدولة وهونج كونج، التي استشهدت بخبراء أكدوا أن الفرقاطة الجديدة من طراز "بي 54" يمكن أن تكون مجهزة بنظام دفع كهربائي متكامل، وجهاز رادار أكثر تقدمًا مع قدرة أفضل على الكشف، ونظام طاقة يجمع بين الديزل والغاز يجعلها أصعب في الكشف.
وتزن الفرقاطة الجديدة نحو 6000 طن متري - أثقل بـ2000 طن من "054A" الحالية، كما أنها مجهزة بمدفع رئيسي بعيار 100 ملم، يحل محل المدفع الرئيسي بعيار 76 ملم.
ويبلغ طول السفينة الجديدة ما يقرب من 147 مترًا وعرضها 18 مترًا، بينما يبلغ طول الفرقاطة 134.1 متر وعرضها 15.2 متر، وتملك "054A" القدرة على الحركة بسرعة أكبر ومدى أبعد، وهي أصعب في الكشف، ما يجعلها أفضل في المهام المضادة للغواصات، ويمكن استخدامها كمرافقة لحاملة الطائرات.
تأخر في قدرات الغواصات
ولاحظ المحللون الغربيون أن الصين تتأخر في الحرب المضادة للغواصات، التي تعتبر حيوية لحماية عمليات حاملات الطائرات على مسافات طويلة، ونقل التقرير عن خبير عسكري صيني، إن الفرقاطة الجديدة يمكن أن تعمل كـ"مدمرة صغيرة"، وستخضع الفرقاطة الجديدة لاختبارات بحرية بعد اكتمال البناء، ويجري تجهيز اثنتين من السفن في حوضي بناء السفن بشنجهاي وقوانجتشو.
محرك أقوى للمقاتلة الشبحية
تجري الصين اختبارات طيران على نطاق صغير لمقاتلتها الشبحية "J-20" المجهزة بمحركات جديدة من طراز "WS-15".
وفي يوليو، طارت الطائرة باثنين من محركات "WS-15" المصنوعة محليًا، ويحل المحرك الجديد محل المحرك الأقدم WS-10C، ويهدف إلى إعطاء "J-20" المزيد من الدفع والسرعة والقدرة على التحليق فوق سرعة الصوت دون استخدام حارقات مستهلكة للوقود، ومدى أطول.
وهذا يضع قواعد الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية واليابان وجوام، ضمن نطاق المقاتلة "جي 20"، ونقلت وسائل إعلام صينية رسمية عن خبير، إن محركات أكثر قوة على الأرجح قيد التطوير أيضًا.