الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هشام سليم.. ولد نجما ورحل فارسا

  • مشاركة :
post-title
هشام سليم

القاهرة الإخبارية - ايمان بسطاوي

"حاضر رغم الرحيل، وباقٍ رغم فناء الجسد" هكذا الفنان هشام سليم ما زال يسجل حضورًا في القلوب، بعطره الباقي في النفوس، وصفاته الحميدة ومواقفه النبيلة مع كل من تعامل معه، ليغادر الدنيا بجسده ولكن تبقى روحه خالدة في النفوس. 

 رغم مرور 365 يومًا على وفاة هشام سليم، إلا أن حزن فراقه ما زال ينهش أحباءه، ويمزق قلوبهم، فيأتي يوم رحيله ليفتح جرحًا غائرًا لم يلتئم بعد، حيث تحل اليوم 22 سبتمبر الذكرى الأولى لوفاته بعد صراع مع المرض. 

ولد هشام سليم، نجمًا واستمد شعاع ضيائه من وقوفه أمام كبار النجوم منذ عمر الصبا، فلم يستند على شعبية ونجاح والده الراحل صالح سليم، فشق طريقه في الحياة بنفسه وأطل على الشاشة لأول مرة أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فيلم "امبراطورية ميم" عام 1972، حيث لم يتجاوز عمره الـ 14 عامًا، وبعد ثلاث سنوات من عمله الأول معها، جدد الوقوف أمامها في فيلم "أريد حلًا" عام 1975، الذي يعد من أهم أفلام السينما التي ساهمت في تغيير قوانين الأحوال الشخصية. 

فاتن حمامة مع هشام سليم في فيلم "امبراطورية ميم"

شكلت موهبة هشام سليم وأداؤه وحب الكاميرا لوجهه، دافعًا أمام المخرج يوسف شاهين ليستعين به في فيلم "عودة الابن الضال"، ليثبت أقدامه أمام كبار النجوم، مثل الفنان الراحل محمود المليجي وشكري سرحان، والمطربة الكبيرة ماجدة الرومي، في تجربة استثنائية لها بالسينما، حتى أنها نعته عند رحيله بكلمات يكسوها الحزن وتعكس صدمتها قائلة: "هشام الزمن الجميل، كم أوجعت قلبي اليوم، برحيلك المبكر، بالأمس فقط كنا وكان يوسف شاهين وكان "عودة الابن الضال" يزرعني وإياك أملًا نديا على دروب الحياة، فكيف حدث وانقلب بنا الدهر هكذا، فأضحى الألم مع الأيام يطوي آلامًا والخوف يطوي مخاوف؟ "عودة الابن الضال" الذي عشته أنا واقعًا مريرًا، في سلسلة حروب لبنان الفتاكة ونسخة طبق الأصل عن هذا الفيلم الجميل.. عشته أنت نضالًا لحياة أفضل وفن أجمل وعائلة أكثر تماسكًا.. يا زميلي وصديقي لا كلام أجده معبرًا بما يكفي عن حزني اليوم، وأتساءل في صمت، أمضيت أنت أم مضى الزمن الجميل الذي عشناه ومعه ضحكاتنا وقهقهاتنا البريئة؟ أرحلت أنت أم رحل إلى الأبد معك بعض من قلبي الطفولي؟! أيجب أن أترحم عليك وأنت، يا زميلي وصديقي، في حضن الرب؟ أم أترحم على من تحرقه دموعه عليك اليوم؟".

ماجدة الرومي وهشام سليم

قدم هشام سليم، للسينما سجلاً حافلاً من الأعمال التي وصلت 60 فيلمًا، نوّع فيها بين شخصياته، ورغم موهبته الكبيرة التي كان يطوعها في تقديم أدوار أبهرت الجميع ولكنه كان يؤكد أنه يتعجب من رد فعل الناس على أدواره، قائلاً: "أتعجب من رد فعل الجمهور على أدواري وإعجابهم بموهبتي وكأنني لأول مرة أمثل".

رغم أن الشاشة الكبيرة سجلت أول حضوره وكانت سببًا في شهرته وتعرف الجمهور عليه ولكنه غاب عنها منذ 2007 ولأكثر من 14 عامًا، وركز في الدراما التلفزيونية التي بدأها عام 1988 بمسلسل " الراية البيضاء"، ثم توالت الكثير من الروائع وكان من أبرزها شخصية "عادل سليم البدري" في مسلسل "ليالي الحلمية" الذي حقق نجاحًا منقطع النظير في أجزائه المختلفة ليشارك بداية من الجزء الثاني وحتى السادس، ليختم حياته بمسلسل "هجمة مرتدة" مع الفنان أحمد عز، مع حضور مسرحي على خشبتها بعرض "شارع محمد علي" مع شريهان وفريد شوقي والتي قدمها مطلع التسعينيات.

على مدار 64 عامًا قضاها في حياته، حيث ولد يوم 27 يناير عام 1958، ولكنه حرص على أن يصنع لنفسه مكانًا بين الكبار، فولد نجمًا ورحل فارسًا، ليبقى اسمه وفنه خالدًا رغم الغياب.