الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القوة الشرائية والإنفاق الخفي.. ميزانية الدفاع الصينية تقترب من الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
الجيش الصيني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

كانت المعلومات الأخيرة التي كشف عنها السيناتور الأمريكي دان سوليفان سببًا في لفت الانتباه إلى ميزانية الدفاع السنوية في الصين، ما يشير إلى أنها قد تكون أعلى كثيرًا مما كان مقدرًا في السابق، وفي حين أن بعض المصادر ، مثل معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تقدر الميزانية العسكرية للصين لعام 2022 بنحو 290 مليار دولار، فإن رقم "سوليفان" البالغ حوالي 700 مليار دولار أعلى بكثير، بل إنه ينافس ميزانية الدفاع الأمريكية لعام 2023 التي تزيد قليلاً على 800 مليار دولار، وذلك بحسب تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية.

عوامل مختلفة أهمها التكلفة

وبحسب المجلة الأمريكية، ينشأ هذا التناقض من عوامل مختلفة يتعين أخذها في الاعتبار عند تقييم الإنفاق العسكري الصيني، وإحدى النقاط الرئيسية التي أثارها الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، بالجيش الأمريكي، هي الاختلافات الكبيرة في التكلفة المحلية بين الصين والولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال، انخفاض الأجور في الصين يعني أن تكلفة إنتاج الأفراد العسكريين لديها أقل بكثير من تلك الموجودة في الولايات المتحدة.

القوة الشرائية

بالإضافة إلى ذلك، فإن القوة الشرائية لميزانية الدفاع الصينية أعلى بكثير بسبب التفاوت في التكاليف، وعند التعديل في ضوء هذه الاختلافات، فإن حتى التقدير الأدنى الذي يبلغ 290 مليار دولار يعني ضمنًا زيادة كبيرة في القدرة الشرائية، فضلاً عن ذلك فإن ميزانية الدفاع الرسمية في الصين لا تشمل كافة النفقات ذات الصلة، وهي لا تشمل القوات شبه العسكرية، وخفر السواحل العسكري، ومشتريات الأسلحة الأجنبية، ومبادرات الدمج العسكري والمدني، وهناك أيضًا نقص في المعلومات فيما يتعلق بتكاليف البحث والتطوير والاختبار والتقييم في الصين، والتي تشكل أهمية بالغة لتقييم قدراتها العسكرية.

الإنفاق العسكري الخفي

وبأخذ كل هذه العوامل في الاعتبار، فإن تقديرات "سوليفان" التي تبلغ 700 مليار دولار تشير إلى وجود قدر كبير من الإنفاق العسكري الخفي، ومن المرجح أن يرتبط جزء كبير منه بمبادرات الدمج العسكري المدني.

تفوق أمريكي

ورغم أن الولايات المتحدة تحتفظ حاليًا بتفوقها في القدرات والإمكانات العسكرية، فإن جهود التحديث التي تبذلها الصين تعمل بسرعة على سد هذه الفجوة، حيث إن مشتريات الصين من المعدات المتقدمة آخذة في الارتفاع، كما تعمل على تحويل ميزانيتها العسكرية نحو أنظمة الأسلحة الحديثة، مثل الصواريخ والطائرات والسفن الحربية، ويستلزم هذا التحول تغييرًا في التفكير الاستراتيجي لصانعي السياسات والاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين.

التخطيط المختلف

علاوة على ذلك، فإن التخطيط لمؤسسة عسكرية صينية تتمتع بموارد مماثلة لتلك الموجودة في الولايات المتحدة يتطلب نهجًا مختلفًا عن التخطيط لمؤسسة ذات موارد أقل بكثير، ويتركز الإنفاق العسكري الصيني في المقام الأول في منطقة المحيط الهادئ، في حين تتمتع الولايات المتحدة بحضور عسكري عالمي.

وبحسب المجلة الأمريكية، لمعالجة هذه المشكلات، من الضروري إجراء تقديرات مثل تقديرات "سوليفان" المتاحة للجمهور، كما أن الشفافية في النفقات العسكرية أمر بالغ الأهمية، ويتعين على الولايات المتحدة أن تتعاون مع الدول المعنية الأخرى للدعوة إلى قدر أكبر من الشفافية في الميزانية العسكرية للصين، ومن شأن الانفتاح في هذا الصدد أن يعزز الثقة ويساعد في تقييم توازن القوى المتطور في منطقة المحيط الهادئ الهندية وخارجها.

واختتمت المجلة تحليلها بأن الحجم الحقيقي للإنفاق الدفاعي الصيني يمثل قضية معقدة بسبب عوامل مختلفة تؤثر على التكاليف والنفقات، وسوف يكون توضيح هذه الأرقام والدعوة إلى الشفافية أمرًا أساسيًا في فهم ديناميكيات القوة العسكرية العالمية في السنوات المقبلة.

وسوم :سياسة