الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تغير المناخ يضع اليابان في "كابوس خريف حار"

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في مشهدٍ غير اعتيادي ومقلق، تعاني اليابان حاليًا من درجات حرارة مرتفعة في فصل الخريف، وتتوالى التحذيرات من استمرار هذه الموجة الحارة في الأيام المقبلة. بعد أن شهدت اليابان صيفًا قياسيًا من حيث ارتفاع درجات الحرارة، حيث تجاوزت الحرارة العظمى في بعض الأيام 38 درجة مئوية، يبدو أن فصل الخريف لم يبدأ بعد في البلاد، ويحذر الخبراء من أن الأيام المشمسة الباردة والمعتادة في نهاية فصل الصيف لم تحل بعد، إذ وصفوها بأنها "غير طبيعية".

شهدت اليابان صيفًا حارًا قياسيًا هذا العام، حيث تم رصد درجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية في أوائل أغسطس، بحسب وسائل إعلام محلية.

بناءً على قياسات في 15 موقعًا بجميع أنحاء البلاد، من يونيو إلى أغسطس، كان صيف اليابان هو الأكثر حرارة منذ عام 1898، عندما بدأت الوكالة الأرصاد الجوية جمع البيانات.

وشهدت طوكيو 22 يومًا خلال هذا العام تجاوزت فيها درجات الحرارة 35 مئوية، وهي تعتبر مقياسًا للطقس "شديد الحرارة" وذلك بسهولة تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 16 يومًا والذي تم تسجيله العام الماضي. حتى مدينة سابورو، أقصى مدينة رئيسية في البلاد والتي تستضيف مهرجانًا للثلج كل فبراير، شهدت ثلاثة أيام متتالية تجاوزت فيها درجات الحرارة 35 درجة مئوية في أواخر أغسطس.

وكانت شركة القطارات في هوكايدو ألغت الرحلات خوفًا من أن تتلف الحرارة المسارات، في حين طُلب من بعض الطلاب الدراسة عن بُعد، بدلًا من حضور الدروس في فصول دراسية بدون مكيفات هواء.

إلى جانب ذلك، توقعت الوكالة بأن فصل الشتاء المقبل سيكون أكثر اعتدالًا ويشهد قلة في الثلوج مقارنة بالأعوام السابقة، ما يعني تراجع عائدات قطاع سياحة التزلج بشكل كبير، وهذا يضاف إلى خسائر اقتصادية ولوجستية كبيرة تكبدتها اليابان بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف.

وتشير التقديرات إلى أن تكاليف موجة الحر الشديد التي تعرضت لها اليابان هذا الصيف تخطت عشرات المليارات من الينات، بسبب الأضرار المباشرة على البنية التحتية وقطاعات النقل والطاقة، فضلًا عن الخسائر الكبيرة للقطاع الزراعي. بالإضافة إلى تكاليف العلاج الطبي لحالات الإصابة بضربة الشمس التي ارتفعت بشكل كبير هذا الصيف.

وتشير أحدث الدراسات العلمية إلى أن تغير المناخ نتيجة الاحتباس الحراري يساهم بشكل كبير في تكرار وشدة ظاهرة موجات الحر المداري.

تؤكد النماذج المناخية على أن ارتفاع درجة حرارة سطح البحر يسبب زيادة انبعاثات الحرارة إلى الغلاف الجوي، ما ينتج عنه ارتفاع معدلات الحرارة خلال فترات أطول.