الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على خطى التاريخ.. الملك تشارلز في فرنسا لتوطيد 120 عاما من الصداقة

  • مشاركة :
post-title
الملك البريطاني تشارلز وزوجته كاميلا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

توطيدًا للعلاقات التاريخية بين الدولتين الكبريين في أوروبا، بدأ العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث، اليوم الأربعاء، زيارته إلى فرنسا، لمدة ثلاثة أيام سيحظي خلالها بأعلى مظاهر التكريم كصديق لفرنسا.

تأتي زيارة الملك تشارلز لفرنسا بعد ستة أشهر من إرجائها، للاحتفال بإعادة إطلاق الصداقة الفرنسية - البريطانية بعد توترات مرتبطة بـ"بريكست" شابت علاقات البلدين الممتدة منذ عام 1903، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي مارس الماضي كان ينتوي الملك تشارلز أن تكون فرنسا هي أول دولة يقوم بزيارتها بعد تنصيبه ملكًا لبريطانيا، إلا أنه تم إرجاء الزيارة الملكية في آخر لحظة بسبب المظاهرات العنيفة التي كانت تشهدها باريس؛ احتجاجًا على إصلاح النظام التقاعدي، وفي النهاية قام بزيارة برلين.

وبعد عودة الهدوء إلى شوارع العاصمة الفرنسية، يكون الوقت قد حان مجددًا لـ"الوفاق الودي" أو "التوافق الفرنسي – البريطاني" الذي يحتفل بمرور 120 سنة على قيامه في أبريل المقبل، خاصة أنه لم تُسمع سوى أصوات قليلة معارضة للعشاء الفاخر الذي يقام مساء في قصر فرساي، رمز الملكية المطلقة لـ"ملك الشمس" لويس الرابع عشر.

رغم ذلك ندّد النائب الفرنسي ألكسيس كوربيير، اليساري المتشدد، على قناة عامة بـ"الاستخدام المسيء" من قِبل الرئيس إيمانويل ماكرون لما وصفه بـ"رئاسة متمادية"، و"كل الحيل" لتجسيدها، خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، وتأتي في إطار من تقارب العلاقات بين بريطانيا وفرنسا بعد مرحلة أولى من إعادة التواصل، كما قال قصر الإليزيه.

احتفاء فرنسى بملك بريطانيا

خلال قمة في مارس الماضي، طوى الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صفحة عدة سنوات من التوتر الثنائي المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وملفي صيد الأسماك والمهاجرين.

من أجل إعادة التواصل هذه، أعدت الجمهورية مراسم احتفالية ضخمة لزيارة الملك تشارلز الثالث البالغ 74 عامًا وزوجته كاميلا (76 عامًا) في مطار أورلي من قِبل رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن.

ويستقبلهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت عند قوس النصر، حيث ستُضاء شعلة الجندي المجهول، قبل عبور جادة الشانزليزيه، على أن يُنظم عرض جوي.

ويسلك الملك والرئيس الفرنسي "أشهر جادة في العالم" على متن سيارة "سيتروين دي إس 7" مكشوفة، يواكبها 136 من خيالة الحرس الجمهوري وصولًا إلى قصر الإليزيه، حيث يعقدان لقاءً ثنائيًا.

وخلافًا لاحتفالات 8 مايو 1945، سيتمكن الجمهور من الاقتراب من الحواجز، وفق مصادر أمنية.

محطة أخرى مهمة في الزيارة، هي العشاء الرسمي في قصر فرساي، ما يذكر بوالدة تشارلز الملكة إليزابيث الثانية الراحلة، التي دعيت إلى غداء في هذا المكان الفخم عام 1957، وعادت إلى فرساي في 1972.

السير على خطى إليزابيث 

وأكد الإليزيه أن الملك كان حريصًا على فكرة "السير على خطى والدته"، وسيزور غدًا الخميس، أيضًا سوق الزهور التي أحبتها إليزابيث الثانية، وأعيدت تسميتها باسمها عام 2014. وفي فرساي، تقيم الجمهورية عشاءً فخمًا جدًا أعده أشهر الطهاة.

من خلال دعوة تشارلز الثالث إلى فرساي، يسير إيمانويل ماكرون أيضًا على خطى الجنرال ديجول، الذي جعل من هذا القصر بطاقة اتصال دبلوماسي فعلية، ويوجه رسالة قوية إلى بريطانيا.

في عام 1957، بعد سنة على أزمة قناة السويس، أو في عام 1972 حين انضمت بريطانيا إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية، أو في 2023، "في كل مرة أردنا فيها الاحتفال بعلاقة مميزة مع إنجلترا، كان هناك حفل استقبال في فرساي"، وفق ما يؤكد المؤرخ فابيان أوبرمان.

ويبدأ الملك الذي ينوي ترسيخ صورته على الساحة الدولية بعد سنة على اعتلائه العرش، غدًا الخميس، الشق السياسي من زيارته بخطاب يلقيه أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، وهي سابقة لعاهل بريطاني.

كما سيركز على الموضوع الأقرب إليه، وهو البيئة، على طاولة مستديرة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، ثم الجمعة المقبل في بوردو، في منطقة تضررت بشدة من الحرائق عام 2022، التي تضم كثيرًا من البريطانيين.

ويقدم له الرئيس ماكرون نسخة أصلية من كتاب "جذور السماء" للكاتب رومان جاري الذي يتمحور حول حماية الكوكب والفيلة في إفريقيا، وكذلك ميدالية تكريمًا لنضاله حول هذا الموضوع.

وفي هذه المناسبة، تمت تعبئة ثمانية آلاف شرطي اليوم، وسيتم نشر ما يصل إلى 12 ألف عنصر الجمعة، خاصة أن الزيارة تتزامن مع زيارة البابا فرنسيس إلى مرسيليا.