لم يمض على عملية أذربيجان العسكرية في إقليم ناجورنو كاراباخ، إلا يومًا واحدًا، حتى تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، بعد الموافقة على طلب العاصمة باكو بإنهاء القتال وتسليم الأسلحة.
وقد قَبِلَ الأرمن في إقليم ناجورنو كاراباخ، اقتراحًا روسيًا متمثلًا في فرقة حفظ السلام الروسية بشأن وقف إطلاق النار، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
شروط وقف إطلاق النار
وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية، أن الانفصاليين الأرمن في ناجورنو كاراباخ، وافقوا على شروط لوقف إطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية، بعد تعرضهم لهزائم في أرض المعركة على يد جيش أذربيجان.
ويعني اتفاق وقف إطلاق النار حلّ قوات الانفصاليين وسحب كل الأسلحة الثقيلة، بحسب ما ذكرته "إنترفاكس".
ويقال أيضًا إنهم وافقوا -على ما يبدو- على إجراء مفاوضات مع باكو حول دمج المنطقة في أذربيجان بعد هجومها أمس.
عملية مكافحة الإرهاب
أسفر الهجوم الأذري، أمس الثلاثاء، عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، الذي أطلقت عليه أذربيجيان "عملية مكافحة الإرهاب".
وبحسب وزارة الدفاع في باكو، فقد تم إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين، لكن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أكد استخدام أذربيجان للقوات البرية بهدف التطهير العرقي للسكان الأرمن.
أرمينيا غير راضية
من جانبها نقلت وكالة الأنباء الأرمينية "أرمنبريس" عن بيان رسمي: "بـأن الوضع الحالي، والإجراءات التي اتخذها المجتمع الدولي لإنهاء الحرب غير كافية".
كانت الدولتان السوفيتيتان السابقتان تتقاتلان حول ناجورنو كاراباخ لعقود من الزمن، وتم انتهاك وقف إطلاق النار بشكل متكرر بعد الحرب الأخيرة في عام 2020، التي احتلت فيها أذربيجان، أجزاء كبيرة من ناجورنو كاراباخ.
خسائر بشرية
ووفقًا للسلطات الإقليمية، قُتل 27 شخصًا وأصيب أكثر من 200 آخرين في الهجمات الأخيرة، وهزت الانفجارات المنطقة المحيطة بالعاصمة كاراباخ "ستيباناكيرت".
وقال جيجام ستيبانيان، مفوض حقوق الإنسان في ناجورنو كاراباخ، إنه تم نقل أكثر من 7000 ساكن من 16 بلدة إلى بر الأمان من القصف الأذربيجاني، وتمثلت إحدى المشكلات الرئيسية في إجراءات الإخلاء النقص الهائل في الوقود الناجم عن الحصار الأذربيجاني للمنطقة منذ شهر.
اتهامات متبادلة
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأذربيجانية قالت إن الهجمات ستقتصر على الأهداف العسكرية، إلا أن وسائل الإعلام الأرمينية، ذكرت أن البنية التحتية المدنية تعرضت للقصف أيضًا.
صراع على الأنقاض
ومنذ الصراع الذي استمر 6 أسابيع عام 2020، مخلّفًا أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهدنة توسطت فيها روسيا، عقد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، والرئيس الأذري إلهام علييف، عدة اجتماعات نظمتها موسكو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، غير أنه لا يوجد تسوية للأزمة بصيغة نهائية حتى الوقت الراهن.
وتسبب الصراع بين البلدين في وفاة ما لا يقل عن 30 ألف شخص حتى الآن، بالنزاع الدائر حول إقليم قرة باغ، الذي يقع على الأراضي الأذربيجانية لكن معظم سكانه من الأرمن، ويشمل الخلاف ترسيم الحدود وعودة السجناء وإنشاء "ممرات" تجارية تمر عبر أراضيهما.
وخاضت الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان حربين على الإقليم، المعترف به كجزء من أذربيجان، لكن يغلب الأرمن على سكانه، واستعادت أذربيجان في 2020 أجزاءً من أراضي الإقليم كانت خسرتها في صراع مع انهيار الحكم السوفيتي أوائل التسعينيات.