شنّت أذربيجان هجومًا واسع النطاق لاستعادة منطقة ناجورنو قرة باخ التي تقع على الأراضي الأذربيجانية، لكن أغلب سكانها من الأرمن، وبرر الجيش في باكو ذلك بانتهاكات أرمينيا المزعومة لوقف إطلاق النار القائم.
وبحسب المعلومات المحلية، قُتل أكثر من 20 شخصًا حتى الآن في القصف الأذربيجاني لمنطقة ناجورنو قرة باخ، بينهم مدنيان، نتيجة الهجوم الإرهابي واسع النطاق الذي شنته أذربيجان، بحسب "دي تسايت" الألمانية.
وأصيب ما لا يقل عن 138 شخصًا في منطقة الصراع في جنوب القوقاز، من بينهم 29 مدنيًا، وتم نقل السكان من ستة أماكن إلى بر الأمان من القصف الأذربيجاني.
ويرفض الجانب الأرمني هذه الادعاءات باعتبارها ذريعة ملفقة، وتتقاتل أرمينيا وأذربيجان على منطقة ناجورنو قرة باخ الحدودية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
ألمانيا تطالب بوقف فوري للقصف
تدعو الحكومة الألمانية إلى وضع حد للهجوم، وقال المستشار أولاف شولتس (الحزب الديمقراطي الاشتراكي) على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "إن أرمينيا وأذربيجان في وضع حرج للغاية الآن، ولهذا السبب من الواضح جدًا لنا أن أعمال الحرب هذه يجب أن تنتهي على الفور، ويتعلق الأمر بالعودة إلى طريق الدبلوماسية ومحاولة إيجاد حل سلمي متفق عليه بين الطرفين".
وفي أول رد فعل لها، خاطبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الحكومة الأذربيجانية مباشرة، قائلة: "يجب على أذربيجان أن توقف القصف على الفور وتعود إلى طاولة المفاوضات، ومن المهم حماية السكان المدنيين في ناجورنو قرة باخ".
وقالت بيربوك: "هذه أيضًا مهمة الجنود الروس المتمركزين هناك لا يمكن تحقيق السلام الدائم بين أذربيجان وأرمينيا إلا على طاولة المفاوضات".
أمريكا استخدام القوة غير مقبول
وأدانت الحكومة الأمريكية الهجوم. ودعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن أذربيجان إلى إنهاء هجماتها على الفور.
وقال بلينكن إن العملية تؤدي إلى تفاقم 'الوضع الإنساني الصعب بالفعل في كاراباخ وتقوّض احتمالات السلام، واستخدام القوة أمر غير مقبول.
تركيا تدعم أذربيجان
من ناحيته دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن موقف أذربيجان.
وقال في المناقشة العامة إن تركيا تدعم الخطوات الرامية إلى حماية السلامة الإقليمية لأذربيجان، وأنه يأمل في نهاية سريعة للتطورات في المنطقة".
إيران تعرض الوساطة
وعرضت الحكومة الإيرانية التوسط، ودعا متحدث باسم وزارة الخارجية إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020 بين أذربيجان وأرمينيا، وكلا البلدين يقعان على الحدود مع إيران.
وقبل بضعة أيام فقط، حذّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من اندلاع حرب في المنطقة.
حرب الأسابيع الـ6 في 2020
ومنذ الصراع الذي استمر 6 أسابيع عام 2020، مخلّفًا أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهدنة توسطت فيها روسيا، عقد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، والرئيس الأذري إلهام علييف، عدة اجتماعات نظمتها موسكو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، غير أنه لا يوجد تسوية للأزمة بصيغة نهائية حتى الوقت الراهن.
صراع على أنقاض الاتحاد السوفيتي
وتسبب الصراع بين البلدين في وفاة ما لا يقل عن 30 ألف شخص حتى الآن، بالنزاع الدائر حول إقليم قرة باغ، الذي يقع على الأراضي الأذربيجانية لكن معظم سكانه من الأرمن، ويشمل الخلاف ترسيم الحدود وعودة السجناء وإنشاء "ممرات" تجارية تمر عبر أراضيهما.
وخاضت الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان حربين على الإقليم، المعترف به كجزء من أذربيجان، لكن يغلب الأرمن على سكانه، واستعادت أذربيجان في 2020 أجزاءً من أراضي الإقليم كانت خسرتها في صراع مع انهيار الحكم السوفيتي أوائل التسعينيات.