الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في عهد السيسي.. مصر لاعب رئيسي بمشروعات الطاقة الإقليمية

  • مشاركة :
post-title
مشروعات الألواح الشمسية في مصر أحد الركائز الأساسية لتأمين إمدادات الكهرباء

القاهرة الإخبارية - Mahmoud Nabil

وضعت مصر قدمين راسختين كلاعب رئيسي في مجال إنتاج الطاقة وتصديرها، متجاوزة مرحلة عصيبة من "العوز"، لتصل إلى مكانة رفيعة على المستويين الإقليمي والدولي في إنتاج الطاقة بمختلف أشكالها ومصادرها.

وفي سبيل تحقيق مستهدفها الرئيسي المتمثل في تذليل الصعوبات التي واجهتها البلاد بملف الطاقة، كانت بعض المشروعات التي جرى تنفيذها خلال الفترة من 2014 وحتى الآن، بمثابة علامات فارقة، أسهمت في سد الاحتياج المحلي، والانطلاق في حقبة جديدة من العمل والتعاون المشترك مع جيرانها بمنطقة الشرق الأوسط في ملفات الطاقة المختلفة.

محطة الضبعة

وُضعت أولى لبنات المشروع بالتوقيع على عقد مع الجانب الروسي، يتضمن إنشاء 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور، والذي يتميز بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف، بالإضافة إلى العمر الافتراضي الكبير الذي يصل إلى أكثر من 60 عامًا، مقارنة بالمحطات الحرارية والتي يقدر العمر الافتراضي لها نحو 3 أعوام.

وحسب بيانات الرئاسة المصرية، تبلغ الطاقة الإنتاجية للمفاعل الواحد 1200 ميجاوات، ومن المتوقع دخول الوحدة الأولى الخدمة عام 2024.

جانب من عملية إنشاء محطة الضبعة

وتخضع عملية التشغيل لمعايير أمان صارمة على صعيدي البيئة والأمان النووي، إذ تم تصميمها لتقاوم خطأ المشغل البشري، مع إنشاء وعاء الاحتواء الخرساني، والذي يتحمل اصطدام طائرة تجارية بوزن 400 طن وبسرعة 150 مترًا / ثانية.

حقل ظُهر

يظل حقل ظُهر من أهم مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي الجاري تنفيذها في مصر، إذ صنفته الشركات العاملة في مجال النفط والغاز الحقل كأكبر كشف غاز بالبحر المتوسط، وواحد من أكبر الاكتشافات بشكل عام على المستوى العالمي.

واكتُشف الحقل، الذي يقع في منطقة شروق بالبحر المتوسط، والتي تبعد نحو 200 كيلومتر شمالي بورسعيد، في عام 2015 من قِبل شركة "إيني" الإيطالية.

حقل ظُهر

ويعتبر هذا الحقل من أكبر الحقول المكتشفة في البحر الأبيض المتوسط، متجاوزًا حقل غاز "ليفياثان" الإسرائيلي، إذ يصل الاحتياطي المؤكد إلى 30 تريليون قدم مكعب، وهو ما يجعله مساهمًا كبيرًا في مضاعفة ثروة مصر من الغاز الطبيعي.

ووفقا للخطة، سيُصَدّر جزءٌ من الغاز المستخرج من حقل ظهر المصري إلى أوروبا ودول الشرق الأوسط.

وتبلغ مساحة الحقل 100 كم²، ويصل أقصى عمق فيه إلى 4131 مترًا، ويبلغ احتياطي الغاز المقدر في الحقل 30 تريليون قدم مكعب، أي ما يعادل حوالي 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطي، وبذلك يصبح الكشف الغازي الواقع ضمن منطقة امتياز شروق أكبر كشف يتحقق في مصر ومياه البحر المتوسط.

جانب من منشآت الحقل
حقل ريفين

بدأ الإنتاج من حقل ريفين، الواقع بمشروع شمال الإسكندرية، مع نهاية الربع الثالث من 2019، بمعدل إنتاج مبدئي يبلغ 350 مليون قدم مكعب غاز يوميًا.

ويضم مشروع شمال الإسكندرية 5 حقول، يفوق إنتاج "ريفين" حجم الأربعة الأخرى، والتي تشمل ليبرا، وتورس، وجيزة، وفيوم.

ويستهدف مشروع تنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل، تنمية الاحتياطيات المكتشفة بالمياه العميقة من الغاز الطبيعي والمتكثفات، والتي تقدر بنحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغازات بالحقول الخمسة.

مخطط لمشروع شمال الإسكندرية
مجمع إنتاج البنزين

يمثل مشروع مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول، أحد المشروعات الاستراتيجية في إطار خطط التنمية بمنطقة صعيد مصر.

ويعد المشروع الذي تم تنفيذه في ديسمبر 2021، أكبر مجمع بترولي في الوجه القبلي، إذ يُقام على مساحة 20 فدانًا، ويهدف إلى إنتاج 800 ألف طن / سنويًا من البنزين بجميع أنواعه، للمساهمة في تغطية احتياجات محافظات الصعيد، وتقليل مخاطر عملية الإنتاج، وتوفير تكلفة نقل المواد البترولية من الشمال إلى الجنوب.

كما يهدف المشروع لتعظيم الاستفادة من أصول شركة أسيوط بضخ استثمارات جديدة في محافظات الصعيد، وتأمين إمدادات البنزين، وتقليل استيراده من خارج البلاد، لتوفير النقد الأجنبي للمشروعات الأخرى.

مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول
مجمع إنتاج السولار

يهدف مشروع مجمع التفحيم وإنتاج السولار بمصفاة تكرير السويس لتصنيع البترول، والذي بلغت تكلفته الاستثمارية 1.77 مليار دولار، إلى تعظيم الطاقات الإنتاجية من المنتجات البترولية عالية القيمة بمواصفات عالمية، خاصةً البوتاجاز والسولار.

ويتيح إنتاج السولار، وفق المواصفات الأوروبية "Euro 5"، الحد من الاستيراد وتوفير وقود عالي الجودة يتناسب مع محركات السيارات الحديثة، وذلك من خلال استغلال المازوت وتحويله إلى منتجات بترولية عالية القيمة.

وإجمالًا، وضعت هذه المشروعات وغيرها من جهود الحكومة المصرية في ملف الطاقة، نهاية لحقبة من "العوز" عاشتها البلاد، لتضع مصر قدميها على مسار التنافس، كقوة إقليمية ناشئة في مجالات الطاقة بشكل عام، والغاز الطبيعي على نحو الخصوص.