تواجه الخدمة الوطنية للصحة في بريطانيا تحديًا هائلًا في ظل الإعلان عن إضراب وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بأنه "أكبر انسحاب يشهده النظام الصحي الوطني البريطاني" من قبل الأطباء والاستشاريين، مما يثير مخاوف بشأن سلامة وحياة المرضى. حذرت الهيئة الصحية البريطانية من أن هذا الإضراب سيؤدي إلى إلغاء مواعيد كشوفات طبية وعمليات جراحية أكثر من أي وقت مضى، مما يعرض حياة المرضى للمزيد من المخاطر.
وبحسب ما أشارت الجارديان، نقلًا عن الهيئة الصحية البريطانية، يعتبر هذا الإضراب الجاري في إنجلترا، حيث سيضرب الاستشاريون في الثلاثاء والأربعاء، والأطباء المقيمون في الأربعاء والخميس والجمعة، أكبر انسحاب يشهده النظام الصحي الوطني البريطاني على الإطلاق، ومن المتوقع أن تضطر المستشفيات إلى إلغاء عدد أكبر من المواعيد والعمليات من أي وقت مضى.
ويحذر المسؤولين الصحيون من أن المرضى الذين يواجهون أكبر خطر، هم الذين تم إلغاء عملياتهم بالفعل بسبب الإضراب، والآن يواجهون إمكانية إلغاء مواعيدهم المعادة جدولتها. ومن بين هؤلاء المرضى تزايد أعداد مرضى السرطان، الذين من المتوقع أن يكونوا أكثر تأثرًا من الإضرابات السابقة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، تعتزم الحكومة إطلاق خطط لفرض قوانين جديدة على الأطباء والممرضات الذين يضربون عن العمل، بهدف ضمان توفير المستوى الأدنى من التغطية الصحية، إذ ستتضمن هذه القوانين الخدمات الصحية العاجلة والطارئة والمرتبطة بالمستشفيات، وسيُمكن بموجبها صاحب العمل من إصدار "إشعار عمل" يُلزم الأطباء والممرضات بالعمل أثناء الإضراب، بهدف الحفاظ على "مستويات الخدمة اللازمة والآمنة". وفي حال استمرار الأطباء في الإضراب، فإنهم قد يواجهون خطر فقدان وظائفهم.
وأشارت رابطة الطب البريطانية، التي تمثل الأطباء، في بيانها يوم الاثنين، إلى أنها قد كتبت رسالة إلى ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، وستيف باركلي وزير الصحة، مشيرة إلى أنه "يمكن تجنب الإضرابات إذا قدمت الحكومة عرضًا معتبرًا يمكننا تقديمه لأعضائنا". وأضافت أنه تمت "محادثات بناءة" بين زعيم لجنة الاستشاريين في رابطة الطب البريطانية وممثلي الحكومة بشأن كيفية تسوية الخلاف.
وأكدت الرابطة أن التوصل إلى اتفاق أصبح ضروريًا الآن، وقالت: "نسعى للحصول على حزمة رواتب لعام 2023/24 تفوق معدل التضخم لمدة 12 شهرًا، والتي تضمن عدم تآكل رواتبنا بشكل أكبر، هذا ليس مختلفًا عن التسوية في أسكتلندا بالنسبة للأطباء المقيمين، ويدل على أن هذا الأمر قابل للتنفيذ".
وبحسب الجارديان، فإنه ومن المتوقع أن يتجاوز عدد العمليات والمواعيد الملغاة بسبب الإضراب المليون خلال الأيام المقبلة، وفقًا للهيئة الصحية البريطانية، التي تمثل نظام الرعاية الصحية في إنجلترا وويلز وشمال أيرلندا، وتضطر العديد من المستشفيات إلى إلغاء العمليات بشكل منتظم، حيث تم إلغاء بعضها مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الأحيان يصل عدد الإلغاءات إلى ثلاث مرات.
ومن المتوقع أن يتأثر بشكل خاص مرضى السرطان، ويوجد "مخاطر واضحة" لتدهور صحة بعض المرضى كلما انتظروا لفترة أطول. وفي هذا السياق، قالت سافرون كورديري، نائبة الرئيس التنفيذي لمقدمي الخدمة إن إضرابات هذا الأسبوع ستضع الخدمة الصحية الوطنية في "منطقة مجهولة".
وقالت لوسائل اعلام محلية: "فقط الحكومة التي تجلس مع النقابات يمكنها إنهاء هذا الإضراب. "
وقال ماكس بلين، المتحدث باسم رئيس الوزراء: "هذه الإضرابات المنسقة ستشكل تحديًا كبيرًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية والمرضى، الذين سيشهدون تعطل رعايتهم بشكل كبير".
وقال المتحدث إن ستيف باركلي، وزير الصحة، كان منفتحًا على المناقشات حول "العناصر غير المدفوعة" لمخاوف الجمعية الطبية البريطانية، لكن لا توجد خطط "لإعادة النظر" في صفقة الأجور.