في وقت تتشابك فيه الصراعات الدولية والإقليمية بين الصين وأمريكا، عقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اجتماعًا مع نائب الرئيس الصيني، هان تشينج، خلال قمة الأمم المتحدة في نيويورك، بحثًا عن إنهاء الخلافات والتوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويأتي ذلك استكمالًا لسلسلة الاجتماعات التي يعقدها البلدان لإنهاء التوتر والخلافات، حيث التقى وزير الخارجية الصيني، وانج يي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، في مالطا أمس الأول، عقب أشهر من اجتماعهما الأخير في فيينا. وجاء اجتماعهما في مالطا بعد زيارة العديد من المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى إلى بكين في الأشهر الأخيرة، وقبيل اجتماع "وانج" مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بعدما أكدت وسائل الإعلام الصينية أن وزير الخارجية سيطير إلى روسيا اليوم. حسبما ذكرت شبكة "سي إن بي سي".
أهداف القمة
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الهدف من اللقاء هو "الاستفادة من التفاعلات عالية المستوى التي شهدتها بلادنا أخيرًا؛ للتأكد من أننا نحافظ على قنوات اتصال مفتوحة، وأن نظهر أننا ندير مسؤولية علاقة بلدينا". مُضيفًا، أن "الدبلوماسية المباشرة هي أفضل طريقة للتعامل مع المجالات التي نختلف فيها، وكذلك أفضل طريقة لاستكشاف مجالات التعاون بيننا"، وأكد بلينكن، أن "الولايات المتحدة ملتزمة بذلك".
تعليق الصين
قال هان تشينج، نائب الرئيس الصيني، إن علاقات بين بكين وواشنطن تواجه "صعوبات وتحديات" تتطلب من كلا البلدين إظهار "مزيد من الإخلاص" وبذل جهود إضافية لـ"التقاء في منتصف الطريق". وأشار إلى أهمية احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما طالب تشينج بإزالة "العقبات" التي تعرقل التعاون بين الجانبين.
السياق الأوسع
يأتي اللقاء في ظل تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك حقوق الإنسان والديمقراطية والأمن والتجارة والمنافسة التكنولوجية، كما يأتي بعد يوم من اجتماع مستشار الأمن القومي، جاك سوليفان، مع وزير الخارجية الصيني وانج يي في مالطا، حيث ناقشا سبل تحسين العلاقات بين بلديهما. كذلك، يأتي قبيل احتمال عقد قمة بين بايدن وشي في نوفمبر على هامش مؤتمر التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، والتي لم يتم تأكيدها رسميًا بعد.
تحسن العلاقات
أعلن البيت الأبيض عن "تحسن" في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، رغم أنه اعترف بعدم تحديد أي موعد للمفاوضات بين الرئيسين، جو بايدن وشي جين بينج، التي أكدت واشنطن سعيها إليها. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين: "لا علم لي بأي شيء بهذا الشأن، حتى الآن لا يوجد لدينا أي موعد لعقد لقاء بين الرئيس بايدن والرئيس شي".
وأشار إلى أن بايدن "كان يتحدث أكثر من مرة أنه ينتظر بفارغ الصبر محادثة جديدة، ولقاءً جديدًا بالرئيس شي"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
مضيفًا، أن "ذلك سيحدث في الوقت المناسب، ونحن لم نتوصل إليه بعد"، وقال كيربي، إن هناك تحسنًا في العلاقات الأمريكية الصينية، مشيرًا إلى أن "الوضع يتطور نحو الأفضل، والرئيس على قناعة بأن من المهم الحفاظ على الشعور بضرورة الحوار".
