الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حلفاء الأمس وأعداء اليوم.. جورجيا تتهم أوكرانيا بالتآمر عليها

  • مشاركة :
post-title
احتجاجات مؤيدة لأوكرانيا في العاصمة الجورجية تبليسي

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تتأرجح جورجيا بين روسيا والاتحاد الأوروبي، إذ تتعارض رغبة الشعب الذي يميل أغلبه إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والحكومة التي ترجح كفة موسكو.

وأمام الاحتجاجات المتتالية التي شهدتها شوارع العاصمة تبليسي، اتهمت جورجيا مسؤولاً أوكرانيًا كبيرًا بالتآمر للإطاحة بالحكومة الجورجية من خلال تنظيم احتجاجات حاشدة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

وقالت أجهزة الأمن إن نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، ونائب وزير الداخلية السابق لجورجيا، جيورجي لورتكيبانيدزه، سعيا إلى زعزعة الاستقرار بهدف الإطاحة بالحكومة بالعنف.

خلاف أوكرانيا وجورجيا

ودائما ما تُتهم جورجيا بالتعاون مع الكرملين، على الرغم من استمرار روسيا في نشر جنودها في المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

دعت كييف مرارا "تبليسي" إلى إطلاق سراح الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، والذي يحمل الجنسية الأوكرانية وهو مستشار مهم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتتهم كييف السلطات الجورجية بـ"قتل" السياسي المريض المسجون وطالبت بنقله إلى عيادة في الخارج، في خلاف دائما بين الدولتين التابعتين للاتحاد السوفيتي سابقًا.

ومن جانبها، تتهم جورجيا أوكرانيا بالقيام بشكل متطرف بالتصعيد في العلاقات الدبلوماسية، ووفقًا للأجهزة الأمنية، من المقرر تنظيم مظاهرات مناهضة للحكومة في أكتوبر وديسمبر عندما تنشر المفوضية الأوروبية قرارها بشأن طلب عضوية جورجيا في الاتحاد الأوروبي.

محاولات الانضمام للاتحاد الأوروبي

وقد اعترف الاتحاد الأوروبي "بالمنظور الأوروبي" لجورجيا في العام الماضي، ولكن على عكس أوكرانيا ومولدوفا، لم تُمنح جورجيا الوضع الرسمي كدولة مرشحة.

وأدى ذلك إلى مظاهرات ضخمة ضد الحكومة في تبليسي، التي تواجه اتهامات بإهمال التزاماتها بالديمقراطية وتقويض الجهود الرامية إلى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.

وتحاول جمهورية القوقاز الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ سنوات، ومع ذلك، فإن الحكومة الحالية لرئيس الوزراء إراكلي غريباشفيلي تتجه بشكل متزايد نحو روسيا مرة أخرى منذ العام الماضي.

يبلغ عدد سكان جورجيا 3.7 مليون نسمة فقط، يريد الجورجيون المؤيدون للغرب أيضًا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لأنهم يخشون أن تتمكن روسيا يومًا ما من الاستيلاء على البلاد بأكملها.

تدهور العلاقات مع روسيا

كانت جورجيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي وأعلنت استقلالها بعد انهياره عام 1991، لكن العلاقات مع روسيا تدهورت وتصاعدت في 2008.

اندلعت الحرب بين جورجيا وروسيا على خلفية الصراع على المناطق الانفصالية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ما دفع روسيا إلى مهاجمتها.

حرب الخمسة أيام

انتصر جنود موسكو في الحرب في خمسة أيام فقط، إذ ساروا لمسافة تصل 40 كيلومترًا من العاصمة تبليسي، وبعد انتهاء الحرب بسرعة، اعترفت روسيا بالمناطق الانفصالية الموالية لروسيا كدول مستقلة.

وعلى الرغم من أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لا تزالان تابعتان لجورجيا بموجب القانون الدولي، إلا إن تبليسي لم تعد تسيطر على الدولتين اللتين تدعمهما روسيا.

وتعمل النزاعات الإقليمية على الأراضي الجورجية، في إبعادها عن "الناتو"، إذ إن موسكو على دراية أن بلدًا يعاني من مثل هذا الوضع الأمني ​​غير المستقر لا يمكن أن ينجح في الاقتراب من الاتحاد الأوروبي.

بقاء "الحلم الجورجي"

ستجرى انتخابات برلمانية في جورجيا، العام المقبل، وترغب موسكو في ضخ مزيد من الأموال لدعم الاقتصاد من أجل بقاء الحزب الحاكم "الحلم الجورجي"، من خلال تعزيز قطاع السياحة الجورجي، من خلال عودة الرحلات الجوية المباشرة مع موسكو، ما يساعد في إعادة انتخاب الحكومة.

وتدرك روسيا أن التقارب مع جورجيا ممكن فقط إذا ظل حزب "الحلم الجورجي" في السلطة.