تصاعدت التوترات السياسية في إسرائيل، اليوم الاثنين، في أعقاب تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، التي اتهم فيها منظمي الاحتجاجات الأمريكيين ضد "التعديلات القضائية" بالتواطؤ مع جهات معادية لإسرائيل، وهو ما تسبب في جدل واسع داخل المجتمع الإسرائيلي، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.
مظاهرات حاشدة وحراسة مشددة
جاءت تصريحات "نتنياهو" لدى مغادرته مطار اللد "بن جوريون" في تل أبيب متجهًا إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الـ78 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ستجري زيارته لعدة أيام وسط حراسة مشددة بسبب تظاهرات ستنظم من قبل يهود أمريكا ضده.
وصباح اليوم، توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى سان فرانسيسكو في أول رحلة له إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه في أواخر ديسمبر، سيلتقي فيها بعدد من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد أشهر من تجاهل البيت الأبيض دعوته بسبب تطرف حكومته.
وأجلت إدارة" بايدن" دعوة لزيارة البيت الأبيض وسط الاحتجاجات الحاشدة والمعارضة الشرسة لمحاولة حكومة نتنياهو للإصلاح القضائي، والتي حذرت واشنطن منها مرارًا وتكرارًا.
ومن المتوقع أن يتوجه بعد ذلك إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب القناة الإسرائيلية.
تدمير سمعة إسرائيل أمام المجتمع الدولي
ويعتزم اليهود الأمريكيون الاحتجاج على "التعديلات القضائية" للحد من سلطة المحكمة العليا في كل من كاليفورنيا ونيويورك، يوم الجمعة المقبل، تزامنًا مع خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تنظيم التظاهرات داخل وخارج تل أبيب، الهدف منه تدمير سمعتها، معتبرًا أنه ليس بالأمر العادي أن تنظم مثل هذه التظاهرات أمام مقر الأمم المتحدة، وأنه لم يفعل ذلك حينما كان في المعارضة، وفقًا للتقارير الإسرائيلية.
من جانبه، اتهم بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو، المعارضة الإسرائيلية التي يقودها يائير لابيد، رئيس وزراء إسرائيل السابق، وبيني جانتس، وزير الدفاع المنتهية ولايته، بدعم الاحتجاجات، مؤكدًا أنهم تجاوزوا جميع الخطوط الحمراء وأصبحوا قوة معارضة لدولة الاحتلال.
وفي رد فعل قوي، قال زعيم المعارضة لرئيس الحكومة: "إنه لا يمكن أن يُلقى على أي شخص مسؤولية تدمير صورة إسرائيل أمام العالم أكثر من نتنياهو نفسه"، مُشيرًا إلى أن سياسته في الأشهر الأخيرة ساهمت في تصاعد التوتر مع إيران.
التنظيم والتمويل
وصرح نتنياهو بأن تلك الاحتجاجات "جيدة التنظيم والممولة جيدًا"، تهدف إلى إحراج إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بمعاقبة النشطاء الذين خططوا لتظاهرات أثناء زيارته إلى نيويورك بسحب استثماراتهم من إسرائيل وفرض عقوبات عليهم، بحسب "جيروزاليم بوست".
ويستعد عشرات الآلاف من الإسرائيليين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في تظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية خلال تواجده في نيويورك، والتي تم تنظيمها من قبل حركة UnXeptable التي يديرها مجموعة من المغتربين الإسرائيليين بالتعاون مع "حركة الاحتجاج في إسرائيل".
نتنياهو ديكتاتور هارب
ومساء الأحد، عرض متظاهرون من مجموعة UnXeptable لافتة مكتوبًا عليها "نتنياهو ديكتاتور هارب، ديكتاتور هارب"، مع صورة ظهر فيها في زي السجين، على جدار سجن كاليفورنيا سيئ السمعة.
جدير بالذكر أن مدينة نيويورك هي موطن لأكبر جالية يهودية في العالم، وقادة المدينة من المؤيدين بقوة للجالية اليهودية وإسرائيل، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ويوم الثلاثاء الماضي، اتشح مقر مبنى الأمم المتحدة في نيويورك برسالة احتجاجية مكتوب عليها "لا تصدقوا رئيس الوزراء المجرم"، تزامنًا مع جلسة التماس للمحكمة العليا للطعن في قانون "ذريعة المعقولية" الذي مرره البرلمان الإسرائيلي منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، كجزء من "التعديلات القضائية" التي تهدف إلى "تسييس القضاء" بحسب تقارير إسرائيلية.
واجتذبت الاحتجاجات المناهضة لـ"التعديلات القضائية" مئات الآلاف من الأشخاص لمدة 37 أسبوعا متتاليًا، من العديد من قطاعات المجتمع الإسرائيلي بما في ذلك الأكاديميين وقادة الأعمال والمهنيين القانونيين والخبراء العسكريين والأمنيين وجنود الاحتياط وأعضاء المؤسسة الأمنية وأعضاء الحكومة المعارضين، وقطاع التكنولوجيا الفائقة.