وصل الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، إلى روسيا صباح اليوم، استعدادًا لقمة متوقعة وتحظى باهتمام كبير مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ظل تحذيرات من الولايات المتحدة، بأن الزعيمين قد يبرمان صفقة أسلحة. حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي".
ومن المتوقع، أن يبحث الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، عن دعم حلفائه المقربين في مواجهة ما يسميه بتهديدات الغرب والولايات المتحدة، الموجهة إلى بلاده، وبحث إمكانية تزويد كوريا الشمالية بأسلحة نووية وصاروخية، بحسب يون سوك يول، الرئيس الكوري الجنوبي.
وتأتي زيارة "كيم" في ضوء تطور العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونج يانج، واهتمام روسيا بتعزيز علاقاتها مع كوريا الشمالية.
تحديات وفرص
بعد عام ونصف العام من الحرب الروسية الأوكرانية، استنزفت موسكو عسكريًا أمام أوكرانيا والمساعدات العسكرية الغربية، وبدأت تبحث عن داعمين آخرين لتزويدها بالأسلحة، مثل الصين وكوريا الشمالية. وفي هذا الصدد قالت حكومة الولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إن مثل هذا الاجتماع، المتوقع أن يجري في شرق روسيا البعيد، قد يتم كجزء من جهود روسيا لإيجاد موردين جدد للأسلحة التي تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا.
فيما أشار جيون ها كيو، المُتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، يوم الثلاثاء، إلى أن الجيش يراقب عن كثبٍ ما إذا كانت كوريا الشمالية وروسيا ستبدآن مفاوضات بشأن صفقات أسلحة مشتركة وتبادل التكنولوجيا.
وتحتاج روسيا بشدة إلى إمدادات جديدة من الذخيرة والقذائف، في حين تفتقر كوريا الشمالية، التي تعاني من سنوات من العقوبات الدولية بسبب برنامجها للأسلحة النووية، بالإضافة إلى، المال والغذاء لتكنولوجيا الصواريخ، حسبما ذكرت "سي إن إن".
زيارة نادرة
تعتبر زيارة "كيم" لروسيا، هي الزيارة الخارجية الأولى له منذ تفشي وباء كورونا عام 2019، والتي ترتب عليها إغلاق حدود كوريا الشمالية بشكل كامل منعًا لتفشي الوباء بين المواطنين، كما أنها الرحلة العاشرة لـ"كيم" منذ توليه حكم البلاد في عام 2011، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".
بالإضافة إلى ذلك، فإن رحلات الزعيم الكوري الشمالي السابقة، بما في ذلك الأولى مع بوتين، جاءت في عامي 2018 و2019، حيث شارك "كيم" في سلسلة من المحادثات الثنائية بهدف تعزيز برامج الأسلحة النووية والصاروخية لـ بيونج يانج.
ومن أجل تعزيز التعاون العسكري، زار وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بيونج يانج في يوليو، في محاولة لإقناعها ببيع ذخيرة مدفعية لموسكو، وبحث إمكانية تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة بمشاركة الصين.
وفضل "كيم" استقلال قطاره المدرع خلال رحلته إلى روسيا -كما فعل أبوه من قبله- ولكن السفر بالسكك الحديدية يُمثل نحو نصف رحلاته الخارجية، إذ إن ثلاثًا من الرحلات التي أجراها كانت بالطائرات، واثنتان كانتا بالسيارة إلى المناطق منزوعة السلاح.
تهديد أمريكي
حذّر جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، كوريا الشمالية من إمداد روسيا بالأسلحة، وهدد سوليفان بيونج يانج بأنها "ستدفع الثمن"، إذا مضت قدمًا لتنفيذ مثل هذه الخطوة، حسبما ذكرت شبكة "فوكس نيوز".
وأضاف سوليفان أن توفير الأسلحة لروسيا لن يكون له مردود طيب على كوريا الشمالية و"سيدفعون ثمن ذلك"، حسبما ذكرت "رويترز"، وأشار إلى أن أمريكا ستواصل دعوة كوريا الشمالية إلى الالتزام بمسؤوليتها، بعدم تزويد روسيا بالأسلحة.
وتخضع بيونج يانج بالفعل لعقوبات فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة؛ بسبب برنامج بيونج يانج للأسلحة، ولكن قد يؤدي الاجتماع المرتقب بين "كيم" و"بوتين" إلى حصول كوريا الشمالية على التكنولوجيا اللازمة لتطوير أسلحتها التي حرمتها منها تلك العقوبات لعقدين من الزمن.