الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رفع بروكسل الحظر عن الحبوب الأوكرانية.. قرار يثير الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد علاقات دول الاتحاد الأوروبي أزمة غير مسبوقة؛ بسبب خلاف حول قرار رفع الحظر عن الحبوب الأوكرانية، إذ تهدد عدة دول بفرض حظر خاص على هذه الواردات، رغم معارضة بروكسل، ما ينذر بانقسام خطير داخل الاتحاد، ويعرقل جهود تصدير الحبوب الأوكرانية.

وتتصاعد التوترات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حول قرار بروكسل برفع الحظر عن تخزين وبيع الحبوب الأوكرانية ذات الأسعار المنخفضة في الدول المجاورة، فقد أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي يوم الجمعة، أن بولندا ستقوم بحظر استيراد المنتجات الزراعية من أوكرانيا اعتبارًا من منتصف الليل، بعد أن علم أن الاتحاد الأوروبي قد قرر رفع الحظر الذي فُرض في شهر مايو لحماية المزارعين في عدة دول أعضاء.

وسوف تعيد المجر ورومانيا وسلوفاكيا فرض حظرها الخاص وتستعد لـ"معركة شرسة في بروكسل"، وفقًا لما صرح به رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان، في مداخلة تلفزيونية.

تأتي هذه الخطوات كتنفيذ لتهديد مورافيتسكي منذ الثلاثاء، إذ أكد أن بولندا "لن تسمح للحبوب الأوكرانية بأن تغرقنا"، وتجري الانتخابات العامة في بولندا الشهر المقبل، وحاول الحزب الحاكم تصوير المعارضة على أنها أدوات في يد الاتحاد الأوروبي.

وفي إحدى فعاليات الحملة الانتخابية في بلدة إيلك، صرح مورافيتسكي قائلًا: "ما سنفعله الآن هو تمديد هذا الحظر، على الرغم من عدم موافقة المفوضية الأوروبية". واتهم "حزب المنصة المدنية" المعارضة بأنها ذهبت إلى بروكسل "على ركبتيها، تتوسل للحصول على موافقة ما".

وفي شهر مايو الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا مؤقتًا على استيراد القمح والذرة وبذور اللفت وبذور دوار الشمس من أوكرانيا إلى بولندا وبلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، مُتجاوزًا الحظر الذي فرضته بالفعل تلك الدول، وكان المزارعون في هذه الدول الخمس أعضاء في الاتحاد الأوروبي، يحتجون على التعطيل الذي تسببت فيه الصادرات الأوكرانية في السوق المنظمة بدرجة كبيرة، بعد أن رفعت بروكسل الرسوم الجمركية عن كييف لمساعدة جهود الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في الحرب.

كان الحظر يسمح بنقل المنتجات الأوكرانية عبر الدول الخمس، ولكن لا يمكن بيعها أو تخزينها هناك، وكان من المفترض أن ينتهي الحظر في يونيو، ولكن تم تمديده حتى منتصف سبتمبر.

وفي الأسبوع الماضي، أصر زيلينسكي على أن ينتهي الحظر، معتبرًا أي شيء آخر خيانة لـ"القيم الأوروبية"، وهدد بتقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية ضد الاتحاد الأوروبي للتحكيم.

وأوضح أوروبان أن الاتحاد الأوروبي قد برر أصلًا "ممرات الحبوب" عن طريق الادعاء بأن المنتجات الأوكرانية ستُطعم الجياع في إفريقيا، ولكنها انتهت بالفعل بالشراء بأسعار رخيصة من قبل المضاربين الأوروبيين بدلًا من ذلك.

قال أوروبان: "الأطفال الفقراء في إفريقيا لم يروا رغيف خبز" من هذه الحبوب، مطالبًا بالإشارة إلى أنه يمكن للحبوب الأوكرانية أن تمر عبر المجر، ولكن "لا يمكن أن تبقى هنا، لا يمكن أن تبقى في أوروبا".