يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، تهديدان رئيسيان لإعادة انتخابه رئيسًا في 2024، وذلك بين المشاكل القانونية التي يواجهها نجله هانتر، والتي يحاول مجلس النواب إثبات تورطه بها، وبين التصور السائد على نطاق واسع في الشارع الأمريكي، بأن الرئيس الديمقراطي البالغ 80 عامًا أكبر من أن يتمكن من الوفاء بمدة رئاسية جديدة.
اتهام هانتر بايدن الجديد
اتهم المدعون الفيدراليون هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي، أمس الخميس، بثلاث جرائم، بينها تهمتان تتعلقان بالإدلاء بتصريحات كاذبة مزعومة أثناء شراء أسلحة، والثالثة لحيازته أسلحة وهو مدمن على المخدرات، إذ وجه المستشار الخاص ديفيد فايس لائحة اتهام إلى هانتر بايدن، بسبب شرائه مسدسًا في عام 2018، وامتلاكه لمدة 11 يومًا.
وتشمل التهم الموجهة لنجل بايدن، الإدلاء ببيانات كاذبة بشأن نموذج الأسلحة النارية الفيدرالية وحيازة سلاح ناري كشخص محظوز، إذ أنه في أثناء شرائه مسدسًا من طراز كولت كوبرا من متجر أسلحة في ديلاوير، كذب في نموذج فيدرالي عندما أقسم أنه لا يستخدمه، وأنه لم يكن مدمنًا على أي مخدرات غير مشروعة، رغم أنه كان مدمنًا على الكوكايين خلال وقت الشراء.
وتنص لائحة الاتهام على أن هانتر بايدن، قدم بيانًا مكتوبًا، على النموذج 4473، أكد فيه أنه لم يكن مستخدمًا غير قانوني للسلاح (المسدس)، أو مدمنًا لأي منشطات أو مخدرات أو أي مادة أخرى خاضعة للرقابة، على غير الحقيقة، ويعتبر الكذب على نموذج ATF، أو امتلاك سلاح ناري كمستخدم للمخدرات، جريمة فيدرالية.
ولم يتضح متى سيمثل هانتر أمام المحكمة، إذ تظهر الملفات أنه تم إصدار استدعاء له أمس الخميس، للمثول أمام المحكمة لأول مرة بشأن التهم.
السجن
وبحسب "سي إن إن"، يمكن أن تنتهي هذه الدراما العائلية الحزينة بشأن الإدمان، إلى دخول نجل الرئيس إلى السجن، رغم أن التحقيقات المنفصلة بشأن التهرب الضريبي والمعاملات التجارية الأجنبية لم تؤد بعد إلى توجيه اتهامات من المحامي الأمريكي في ديلاوير ديفيد فايس، الذي تم ترقيته في وقت سابق من هذا العام إلى منصب مستشار خاص لضمان الاستقلال عن وزارة العدل الأمريكية.
وقالت الصحيفة، إن فايس لم يجد أي أساس لتوجيه تهم جنائية إلى هانتر بايدن بسبب تعاملاته التجارية الخارجية، كما أنه لم يعثر على أي صلة مباشرة بين المصالح التجارية للابن ومواقف الأب السياسية، ورغم ذلك يخطط الجمهوريون في مجلس النواب لتكثيف البحث عن المزيد من الأدلة أثناء التحقيق الذي أذن به رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ويتذكر الديمقراطيون، أن مكارثي تفاخر في عام 2015 بأن التحقيقات الشاملة التي أجراها مجلس النواب، والتي ركزت على هيلاري كلينتون أضرت بها سياسيًا، والمتعلقة بقضية وفاة السفيرة الأمريكية في بنغازي، عندما كانت وزيرة للخارجية، وأشارت "سي إن إن" إلى أن الجهود التي يبذلها الحزب الجمهوري اليوم بربط بايدن بابنه قد يكون لها تأثير مماثل.
قناعة الأمريكيين
حتى لو لم يكن هناك ما يربط بايدن بملايين الدولارات التي حصل عليها هانتر وأفراد عائلته من مصالحهم في الصين وأوكرانيا، فإن معظم الأمريكيين يشككون في الأمر، إذ يعتقد 61% من الأمريكيين أن بايدن كان له بعض التورط في المعاملات التجارية لابنه أثناء عمله نائبًا للرئيس، بحسب استطلاع أجرته SSRS، أواخر أغسطس، قبل صدور لائحة الاتهام المتعلقة بالسلاح.
ومن غير الواضح ما إذا كانت قضايا هانتر بايدن، ستكون عاملًا مؤثرًا خارج مجموعة الناخبين الذين يكرهون بايدن بالفعل، في حين قد تكون المخاوف بشأن الاقتصاد أكثر تأثيرًا في نهاية الأمر.
السنّ الكبير
وقالت "فوكس نيوز"، إن عمر بايدن، كان موضوع محادثات مائدة العشاء في جميع أنحاء أمريكا هذا الصيف، كما كتب ديفيد إجناتيوس هذا الأسبوع مقالًا في واشنطن بوست، يدعو بايدن إلى التنحي في أسرع وقت ممكن لإعطاء شخص آخر فرصة للفوز في الانتخابات المقبلة.
ويرى ثلث الديمقراطيين والناخبين فقط، المسجلين في استطلاع سي إن إن، أن بايدن يجب أن يكون مرشح الديمقراطيين في انتخابات 2024، في حين يرى الثلثان الآخران، أنه يجب الدفع بمرشح مختلف.
وتزايدت التكهنات حول صحة الرئيس الأمريكي، بعد تصرفاته الغريبة خلال مؤتمر صحفي عُقد في فيتنام، الأسبوع الجاري، إذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو له وهو يقول للحضور: "سأقول لكم شيئًا، أنا لا أدري ماذا بشأنكم، ولكنني سأذهب إلى الفراش"، وعندها أمسكت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، بالميكروفون لمقاطعة إعلان بايدن، ولتقول بشكل مفاجئ: "هذا ينهي المؤتمر الصحفي".