الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأوضاع في "درنة" المنكوبة.. "نقص الخبرة" يفاقم جهود الإنقاذ

  • مشاركة :
post-title
الأوضاع كارثية في مدينة درنة جراء الإعصار المدمر "دانيال"- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تعيش ليبيا، وبالأخص مدينة درنة، واقعًا صعبًا ومريرًا، إثر الإعصار المدمر "دانيال" الذي ضرب البلاد يوم الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل وفقدان الآلاف، وجاءت ضربة الطبيعة القوية غير المسبوقة، وسط سنوات من انهيار البنية التحتية.

وانهار سدّان في مدينة درنة، ما ساهم في زيادة أعداد القتلى بصورة كبيرة، في حين أرجع مسؤولون ليبيون، الصعوبات التي تواجه البلاد حاليًا إلى "نقص الخبرة" في التعامل مع مثل هذه الكوارث، بحسب وكالة "فرانس برس".

وفي حين ارتفع عدد ضحايا الفيضان إلى نحو 6 آلاف شخص، وتجاوز عدد المفقودين 10 آلاف شخص، وفقًا لبيانات الصليب الأحمر الدولي، لا تزال تزداد احتمالية ارتفاع حصيلة الوفيات والتي قدرت بـ 20 ألفًا، وفقا لتصريح رئيس بلدية درنة المدينة الأكثر تضررًا، ما يزيد الوضع سوءا في البلد الذي يعاني منذ العديد من السنوات.

الوفيات قد تصل إلى 20 ألفا

وقال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، في ​​تصريحات له أمس، إن الوفيات في كارثة الفيضان قد تصل إلى 20 ألفًا. وبلغت كمية الأمطار على المناطق الشرقية من ليبيا أعلى مستوى لها منذ 40 عامًا.

وذكر طارق الحراز، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التابعة للحكومة، المعين من قبل مجلس النواب في شرق البلاد، إن "عدد المدفونين في مدينة درنة بلغ 2090، منهم 1100 دفنوا دون تحديد هويتهم".

جهود مصرية

 وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتقديم الدعم الفوري والإغاثة لدولة ليبيا، أقلعت 3 طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية، الثلاثاء، متجهة إلى ليبيا ومحملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والتي تشمل كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية وأطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من الهلال الأحمر.

وأعلنت الرئاسة المصرية أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي شهد اصطفاف معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية لمنكوبي الإعصار في ليبيا وكذلك ضحايا الزلزال في المغرب". وقال الرئيس المصري إنه "يتابع أعمال التنسيق بين الجهات المعنية بشأن تقديم المساعدات للأشقاء في ليبيا والمغرب، مؤكدًا حرصه على توفير الاحتياجات التي ستقدم تيسيرًا أو تسهيلًا لتخفيف الكارثة.

10 مليارات دينار للطوارئ

في غضون ذلك، أعلن مجلس النواب الليبي، اليوم الخميس، عن تخصيص ميزانية طوارئ للمدن المنكوبة جراء الفيضانات بقيمة 10 مليارات دينار ليبي.

وقرر البرلمان الليبي، خلال الاجتماع الطارئ الذي عقده لبحث تداعيات كارثة الفيضانات التي ضربت البلاد جراء العاصفة دانيال، تخصيص 2 مليار دولار لمجابهة التداعيات الكارثية من الفيضانات في مدينة درنة من جراء العاصفة دانيال.

وطالب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الحكومة، اليوم الخميس، بإعادة الوضع إلى طبيعته خلال ستة أشهر، بعد ما حل بمناطق في شرق ليبيا من دمار عندما اجتاحها الإعصار دانيال هذا الأسبوع.

نداءات بالمساعدة في جمع الجثث

ووفقًا لوكالة الأنباء الليبية "وال"، بات الوضع الحالي في منطقة "مرتوبة" التي يتم فيها استقبال الضحايا متأزمًا، ويحتاج إلى تكثيف الجهود والدعم البشري رغم جهود الهلال الأحمر الليبي وفرق الإنقاذ الدولية والمحلية.

وبسبب وصول جثث بأعداد كبيرة إلى شواطئ المناطق الساحلية المحاذية لدرنة، يحتاج المتطوعون المسؤولون عن تكفين الجثث إلى عدد أكثر من المتطوعين ووعدد كبير من أكياس الموتى والأكفان ودعم أكبر لحفر المقابر. وأطلق أهالي منطقة مرتوبة، أمس الأربعاء، نداءً إلى الجهات والمواطنين كافة لمساعدتهم على جمع الجثث ودفنها التي تصل تباعًا من مدينة درنة ومدن أخرى.

دول أخرى ضحايا للعاصفة

ووصف خبراء، العاصفة دانيال التي ضربت أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا وأسفرت عن سقوط 27 قتيلًا على الأقل بأنها "شديدة للغاية، من حيث كميّة المياه التي تساقطت في غضون 24 ساعة". واجتاحت العاصفة اليونان 5 سبتمبر الجاري، وكانت العاصفة الأقوى على البلاد منذ عام 1930.

وأدى سقوط الأمطار الغزيرة في اليونان إلى مصرع 11 شخصًا على الأقل، فضلاً عن فقدان آخرين والتسبب في أضرار مادية ضخمة، حيث تسبب الإعصار في عاصفة ممطرة استمرت 3 أيام وسط البلاد، بحسب تقارير صحفية محلية.

توجهت العاصفة دانيال إلى الحدود المصرية صباح اليوم الاثنين 11 سبتمبر 2023 ولكن بتأثير أقل بالمقارنة مع تأثيرها على ليبيا.