الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارثة الفيضانات بليبيا.. أسعار النفط تقفز لأعلى مستوياتها في 10 أشهر

  • مشاركة :
post-title
عمال الإنقاذ التابعون للهلال الأحمر الليبي في مدينة البيضاء التي ضربتها الفيضانات

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ارتفعت أسعار النفط العالمية، أمس الثلاثاء، للمرة الأولى منذ ما يقرب من 10 أشهر، فوق 92 دولارًا للبرميل، مع استعداد سوق الطاقة لانقطاع الإمدادات، بسبب الفيضانات الكارثية في ليبيا، حسب ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية في تقرير لها.

وقفز خام برنت بنسبة 2% تقريبًا إلى أعلى مستوى له، أمس الثلاثاء، عند 92.38 دولار للبرميل، وهذا هو أعلى مستوى منذ 17 نوفمبر 2022، وفقًا للشبكة.

وارتفعت أسعار النفط الأمريكي بنسبة 2.3% إلى 89.29 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى أيضًا منذ نوفمبر الماضي.

ضغوط على التضخم

وتوقعت الشبكة أن هذا الارتفاع الأخير في أسعار النفط سيؤدى إلى رفع الأسعار عند المستهلكين، وإضافة المزيد من الضغوط على التضخم.

ووفقًا لأوبك، أنتجت ليبيا نحو مليون برميل من النفط يوميًا في أغسطس، وألقى المحللون باللوم على تأثير الفيضانات القاتلة في ليبيا، التي ستؤدي إلى تعطيل صادرات النفط مُؤقتًا من تلك الدولة العضو في منظمة أوبك.

وقال مات سميث، كبير محللي النفط للأمريكتين في شركة كبلر: "لدى ليبيا عدد من الموانئ غير القادرة على التصدير، وهذا شيء آخر يضيف إلى الجانب المتصاعد من أسعار النفط الخام".

وتأتي الفيضانات الليبية بعد أسبوع واحد فقط من قيام روسيا والمملكة العربية السعودية برفع أسعار النفط، من خلال الإعلان عن خطط لتمديد تخفيضات الإمدادات.

توقعات بارتفاع أسعار البنزين والديزل

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أمس الثلاثاء، إنها تتوقع أن يبلغ متوسط أسعار البنزين بالتجزئة 3.69 دولار للجالون، خلال الربع الرابع من هذا العام. هذا أعلى من 3.57 دولار سابقًا.

كما رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لأسعار الديزل والنفط للربع الرابع من هذا العام والربع الأول من العام المقبل.

وإذا صدقت هذه التوقعات، فإن أسعار الطاقة ستستمر في تعقيد الجهود التي تبذلها البنوك المركزية لترويض التضخم.

وتوقع الاقتصاديون أن يُظهر تقرير التضخم في مؤشر أسعار المستهلك، اليوم الأربعاء، تسارع مكاسب أسعار المستهلك في أغسطس، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى القفزة الأخيرة في أسعار الغاز بالصيف. وقال سميث: "سيؤدي هذا إلى إثارة المخاوف التضخمية من جديد".

أسباب فيضانات ليبيا

وحتى الآن، لقى ما لا يقل عن 5300 شخص حتفهم جرّاء الفيضانات الكارثية التي اجتاحت شمال شرق ليبيا، ودمرت السدود وجرفت عددًا لا يحصى من المنازل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية، نقلًا عن وزارة الداخلية الليبية.

والأمطار، التي اجتاحت عدة مدن في شمال شرق ليبيا، هي نتيجة نظام الضغط المنخفض القوي للغاية، الذي جلب فيضانات كارثية إلى اليونان، الأسبوع الماضي، وانتقلت إلى البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تتطور إلى إعصار استوائي يعرف باسم الإعصار المداري "ميديكين".

وتأتي العاصفة القاتلة في عام غير مسبوق من الكوارث المناخية والظواهر الجوية المتطرفة التي حطمت الأرقام القياسية، من حرائق الغابات المدمرة إلى الحرارة الشديدة، فبينما ترتفع درجات حرارة المحيطات حول العالم بشكل كبير بسبب التلوث الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فإن درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط أعلى بكثير من المتوسط، وهو ما يقول العلماء إنه أدى إلى هطول الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة.