التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الكوري الشمالي جيم جونج أون، اليوم الأربعاء، بقاعدة فوستوتشني الفضائية البعيدة في أقصى الشرق الروسي، إذ ناقش الزعيمان تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ما يضمن حصول موسكو على الأسلحة من بيونج يانج، التي ستحصل في المقابل على تكنولوجيا إطلاق الصواريخ.
وقال الرئيس الروسي، إنّ لقائه مع نظيره الكوري الشمالي بقاعدة فوستوتشني الفضائية - أحدث موقع لإطلاق الصواريخ الفضائية في روسيا يقع وسط غابات شرق روسيا - "يُجرى في وقت يحتفل فيه البلدان بمرور 70 عامًا على العلاقات بين موسكو وبيونج يانج".
وأوضح الرئيس الروسي أن المباحثات مع نظيره الكوري الشمالي تركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين، وأعلن بوتين استعداد موسكو لمساعدة بيونج يانج في بناء أقمار صناعية، قائلًا: "شاهدنا معًا كيف تتطور قاعدة فوستوتشني الفضائية".
معلومات عن قاعدة فوستوتشني الفضائية
تجدر الإشارة إلى أن قاعدة فوستوتشني الفضائية دخلت الخدمة في عام 2016، وتقع في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا، على مسافة ليست بعيدة عن الحدود الروسية مع الصين، وعلى بُعد نحو 1500 كيلومتر من ميناء فلاديفوستوك.
وتم الإطلاق الصاروخي الأول في قاعدة فوستوتشني الفضائية عام 2016، عندما انطلق صاروخ "سويوز-2". وكان آخر إطلاق لصاروخ "سويوز" الذي حمل المركبة الفضائية المنكوبة "لونا " التي اصطدمت بالقمر.
وأمر بوتين ببناء قاعدة فوستوتشني الفضائية، لتقليل الاعتماد على قاعدة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان، التي نالت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وكانت هناك ذات يوم قاعدة سوفيتية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات تُعرف باسم "سفوبودني 18" على بُعد بضعة كيلومترات فقط من مجمع فوستوتشني، وتم إغلاق تلك القاعدة عام 1993.
ووصل بوتين وكيم إلى قاعدة فوستوتشني الفضائية، موقع إطلاق الصواريخ الفضائية الروسية، اليوم الأربعاء، وتصافحا وتحدثا لفترة وجيزة قبل أن يتفقدا المبنى.
دلالات لقاء فوستوتشني
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن لقاء بوتين وكيم في فوستوتشني يسلط الضوء على المخاوف الغربية، بشأن تطوير القدرات الصاروخية لكوريا الشمالية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أحدث صاروخ كوريا الشمالية الباليستي العابر للقارات "هواسونج- 18 "، هو أول صاروخ باليستي عابر للقارات يستخدم الوقود الصاروخي الصلب، أثار الجدل حول الروابط الروسية المحتملة مع التطوير الدراماتيكي للصواريخ في الدولة المسلحة نوويًا.
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية عن ليف إريك إيسلي، الأستاذ بجامعة إيوا في سول، إن موقع لقاء بوتين وكيم في فوستوتشني بحد ذاته مهم.
وقال إيسلي: "إن الاجتماع في الميناء الفضائي الشرقي لروسيا استفزازي بشكل خاص، لأنه يشير إلى أن بوتين يعرض تكنولوجيا إطلاق الأقمار الصناعية على كيم، وهو ما يُمثل انتهاكًا للعقوبات المفروضة على بيونج يانج".
وترى "سي. إن. إن" أن موسكو تحتاج إلى إمدادات جديدة من الذخيرة والقذائف بعد أكثر من 18 شهرًا من الحرب في أوكرانيا، التي تركت جيشها مدمرًا، في حين أن كوريا الشمالية، التي واجهت سنوات من العقوبات الدولية بسبب برنامجها للأسلحة النووية، لا تزال تفتقر إلى العملة الصعبة والغذاء وتكنولوجيا الصواريخ.
واستبقت كوريا الشمالية لقاء رئيسها مع نظيره الروسي في قاعدة فوستوتشني الفضائية، بإطلاق صاروخين باليستيين قصيري المدى، للمرة الأولى خلال وجود كيم خارج البلاد، حسبما قال خبراء لـ"سي. إن. إن".
ونقلت الشبكة الأمريكية، عن "أنتي باندا" الزميل في برنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها إطلاقًا لصواريخ باليستية مع وجود "كيم" خارج البلاد.
وأضافت: "بدءًا من عام 2019، بدأ كيم بشكل عام في عدم التدخل بشكل كبير في الاختبارات والتمارين، مع إجراء العديد من عمليات الإطلاق دون حضوره الواضح".
وأوضح إريك إيسلي أن كوريا الشمالية ربما تنوي "إظهار أن الجيش يحافظ على استعداده من خلال القيادة والسيطرة دون انقطاع".
وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية، ذكرت في أبريل الماضي، أن كيم شدد أيضًا على دور الأقمار الصناعية العسكرية كوسيلة لحماية السلامة الوطنية والاستقرار الإقليمي وتحدث عن قيمتها الاستراتيجية عند نشر القوة العسكرية بشكل وقائي.