بينما تسعى كييف لمد أمد الهجوم المضاد، رغم التوقع بطقس سيئ هذا الخريف، أكدت موسكو استعدادها العودة إلى طاولة المفاوضات، فور التخلي عن "مرسوم زيلينسكي" الخاص بالحظر التشريعي على المفاوضات، لكنها حتى ذلك الوقت ستواصل القتال. في المقابل أصدر الرئيس الأوكراني قرارًا بإعادة النظر لكن في اعتمادات اللجان الطبية العسكرية المتعلقة بلياقة الجنود للخدمة العسكرية، في إشارة بدت ردًا لاختياره متابعة القتال.
نظرية سيئة
شدّدّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن روسيا لا يمكنها وقف القتال إذا كانت تصد هجومًا مضادًا تشنه كييف، واعتبر خلاف ذلك "نظرة سيئة" لا تناسب موسكو.
قال الرئيس الروسي، خلال كلمة له، اليوم الثلاثاء، بمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الروسية: "من جهات عديدة، يقول لي الأشخاص الذين نتحدث إليهم، والذين يتوسطون أو يرغبون في التوسط "هل أنت مستعد لوقف الأعمال العدائية؟" ولكن كيف يمكننا وقف الأعمال العدائية إذا كان الجانب الآخر يشن هجومًا مضادًا؟.. ما هي الأمور التي يمكن أن نوقفها؟.. سوف يقومون بهجوم مضاد، وسنقول "لقد توقفنا"، هذه نظرية سيئة".
وأكد بوتين أنه "من أجل بدء عملية السلام، يتعين على نظام كييف أولًا رفع الحظر التشريعي على المفاوضات". مضيفًا أنه يتعين على مسؤولي كييف أيضا "الإعلان عن استعدادهم لذلك. هذا كل شيء! وبعد ذلك سنرى"، بحسب ما نقلته وكالة (تاس) الروسية.
موقف روسيا الرسمي
وفي تقدير وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فإن "الأوكرانيين يتهربون من المحادثات"، وكلما "تأخرت" كييف في المفاوضات مع موسكو، أصبح من "الصعب" التوصل إلى اتفاق في وقت لاحق، بحسب ما نقلته قناة "روسيا 1" التلفزيونية.
أكد لافروف على هامش منتدى الشرق الاقتصادي: "هذا هو موقفنا الرسمي".
وقبل نحو عام، فرضت كييف حظرًا على التفاوض على المستوى التشريعي، وتمسكت بأن السلام لا يمكن تحقيقه إلا بشروط أوكرانيا وعودة أراضي البلاد إلى حدود عام 1991، بعودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا.
ووصفت روسيا "خطة السلام" التي اقترحتها أوكرانيا، حينها، بأنها منفصلة عن الواقع، ولا تأخذ بعين الاعتبار الحقائق على الأرض، بسيطرة قواتها على العديد من المناطق في أوكرانيا.
قرار زيلينسكي الجديد
ووقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، مرسومًا ينص على مراجعة جميع القرارات التي اتخذتها اللجان الطبية العسكرية منذ 24 فبراير 2022 المتعلقة بمدة أهلية ولياقة الجنود للقتال.
وفقًا للقرار، ستعمل اللجان الطبية العسكرية، ومجموعات العمل للتحقق من صحة القرارات التي اتخذتها لجان الخبراء الطبية والاجتماعية واللجان الطبية العسكرية فيما يتعلق بتحديد الإعاقة والاعتراف بعدم اللياقة للخدمة العسكرية خلال النظام القانوني للأحكام العرفية في أوكرانيا، الذي تم تقديمه بموجب مرسوم رئاسي بتاريخ 24 فبراير 2022، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية "أوكرينفورم".
وأمهل القرار مجموعات العمل ثلاثة أشهر للتأكد من صحة القرارات التي اتخذتها لجان الخبراء الطبية والاجتماعية واللجان الطبية العسكرية فيما يتعلق بتحديد الإعاقة، والاعتراف بعدم اللياقة للخدمة العسكرية أثناء فترة الأحكام العرفية، بحسب "أوكرينفورم" الحكومية الأوكرانية.
الهجوم المضاد مستمر
وتعتزم أوكرانيا متابعة القتال حتى بعد طقس بارد وممطر، قريب، يصعب فيه القتال، بعد ما صرّح بذلك كيريلو بودانوف، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، الأحد الماضي، بحسب ما نقلته وكالة "أوكرينفورم" المحلية الحكومية.
ويعوّل الرئيس الأوكراني على أسلحة أكثر قوة من الشركاء الغربيين تنضم إلى ترسانة بلاده من شأنها تسريع وتيرة الأعمال الهجومية.
وقبل أيام، أقر الرئيس الأوكراني، في مؤتمر صحفي بالعاصمة، كييف، بأن التفوق الجوي الروسي "يوقف" الهجوم المضاد الذي تشنه قواته منذ أشهر، مبديًا أسفه لبطء المساعدات العسكرية الغربية، ومطالبًا بأسلحة بعيدة المدى. بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقدّر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أنه من السابق لأوانه تلخيص نتائج الهجوم المضاد، إذ لا يزال أمام الجيش الأوكراني نحو شهر ونصف الشهر لمتابعة العمليات القتالية بنشاط قبل أن تبدأ الظروف الجوية السيئة، ويصبح الطقس أكثر برودة ويبدأ هطول الأمطار. وفق ما نقلته وكالة "أوكرينفورم" المحلية الحكومية.