الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"جزر أوكيناوا".. بين الرفض الياباني للقواعد الأمريكية ورعب التهديد الصيني

  • مشاركة :
post-title
أمريكا والصين - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تغير الرأي العام في اليابان تجاه القواعد العسكرية الأمريكية بجزر أوكيناوا الجنوبية، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع الصين وصدمة الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وتضم الولايات المتحدة نحو 30 ألف جندي في أوكيناوا، موزعين على عدة قواعد في جميع أنحاء الجزيرة الرئيسية ووسط مناطق سكنية مكتظة.

وحافظت واشنطن على وجود عسكري كبير، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما استولت القوات الأمريكية على الجزر بعد 3 أشهر من المعارك الوحشية، التي قتلت ربع سكان أوكيناوا، حسبما ذكر موقع "صدى أمريكا".

أسباب الرفض

تُشكل أوكيناوا 1% فقط من مساحة الأرض اليابانية، لكنها تستضيف 70% من جميع القواعد العسكرية الأمريكية في البلاد، ولطالما كانت مصدر توتر مع المقيمين المحليين، حسبما أوضحت يوكو شيما، رئيسة تحرير صحيفة "ريوكيو شيمبو" في أوكيناوا، التي شنت حملة لإغلاق المنشآت العسكرية.

وأضافت "شيما": "الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 و70 عامًا لديهم ذكريات معركة أوكيناوا في الحرب العالمية الثانية، التي نُقلت إليهم من والديهم وشاركوا في حملات ضد القواعد في الماضي، لذلك، فهم يشعرون بقضية قوية".

وأدى اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، عام 1995، على يد 3 من جنود مشاة البحرية الأمريكية إلى احتجاجات كبيرة تطالب بإغلاق القواعد.

اتجاهات متغيرة

تظهر استطلاعات الرأي أن نحو 70% من المقيمين يرون أن أوكيناوا تتحمل عبئًا غير عادل، لذلك هناك دعوات متكررة لاستضافة المزيد من قواعد أمريكية في جزيرة هانش. ولكن يبدو أن هذه الآراء تتغير، إذ أصبح الشباب يميل إلى اتخاد رؤية أقل سلبية للحضور اﻷمريكي، حسبما قالت "شيما".

وأضافت: "على الرغم من عدم وجود دعم كبير للقواعد العسكرية الأمريكية، يشعر الشباب بأنه لا يوجد شيء يمكننا فعله بشأن القواعد العسكرية الأمريكية، لأنها موجودة بالفعل وأنها ضرورية أيضًا للدفاع عن اليابان".

توترات تايوان

يُشعر سكان أوكيناوا بتاريخهم المؤلم بقوة، بالإضافة إلى أن جغرافيتها تضعها في خط المواجهة للتوترات الجيوسياسية المتصاعدة. كما تقع تايوان على بُعد بضع مئات من الكيلومترات غرب أوكيناوا.

وأكدت رئيسة تحرير صحيفة ريوكيو شيمبو، أنه في الفترة الأخيرة، زادت الصين من التدريبات العسكرية حول تايوان، خلال العام الماضي، التي ترى بكين أنها جزء من أراضيها. وأثارت التدريبات مخاوف من أن تطلق الصين عملية غزو، ويخشى سكان أوكيناوا أن تنجر جزرهم إلى أي صراع أوسع.

وأضافت: "هناك احتمالية كبيرة أن تصبح أوكيناوا هدفًا، لأن هناك قواعد عسكرية أمريكية هنا حاليًا. لذلك لا يجب أن تصبح هدفًا، وبعبارة أخرى يجب أن نسعى إلى تحقيق المثل الأعلى لتخفيف عبء القواعد العسكرية، مع تعزيز الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام بين دول شرق آسيا".

واتفقت الولايات المتحدة واليابان على نقل قاعدة فوتنما الجوية، وهي واحدة من أكثر المنشآت إثارة للجدل شمال العاصمة، إلى منطقة نائية من الساحل في هينوكو على الساحل الشرقي لأوكيناوا، ويجري حاليًا بناء مدرج جديد في خليج هينوكو، لكن تأخر الانتقال بسبب التحديات القانونية، إذ يقول النقاد إن الانتقال لن يفشل في تخفيف العبء على أوكيناوا وسيدمر النظام البيئي الهش للشعاب المرجانية في المنطقة.

الدعم المحلي

لا بد لليابان وأوكيناوا من أن تكون مستعدة للتعامل مع الصين المزعزعة للاستقرار، وهذا يعني الترحيب بالحضور العسكري الأمريكي، حسبما قال قادة في أوكيناوا. فيما أكدت شمجيرى، عضو برلمان في أوكيناوا، أن التهديد للأمن من جانب الصين أصبح أكثر تجسدًا، وفي دیسمبر، أبحرت الصین حاملة طائرات "لیاو نینج"، خلال مضیق قرب جنوب جزیرة أوكيناوا.