في ظل زيادة التوترات بين الصين واليابان، بسبب انخراط طوكيو في تحالف ثلاثي مع كوريا الجنوبية، وأمريكا، بهدف مواجهة التحديات الأمنية المشتركة في منطقة المحيط الهادئ، وكبح النفوذ الصيني، استغلت اليابان قمة "آسيان" التي عقدت اليوم، من أجل تعزيز تعاونها الأمني مع دول المحيط الهادئ لمواجهة تهديدات بكين في بحر الصين الجنوبي، كما قال رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا في القمة.
وكانت التوترات قد تزايدت مؤخرًا، في بحر الصين الجنوبي، بعد إصدار الصين "الخريطة القياسية"، التي تدعي فيها سيادتها على أجزاء من البحر، ما قوبل بالرفض من جيرانها، مع اتهامات بمحاولة التوسع بشكل غير قانوني.
خلفية النزاع
يعتبر بحر الصين الجنوبي منطقة استراتيجية واقتصادية ذات أهمية كبيرة، حيث يمر عبره ثلث التجارة البحرية العالمية، ويحتوي على ثروات طبيعية كالنفط والغاز والمخزون السمكي، وهناك ست دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، هي الصين، وتايوان، وفيتنام، والفلبين، وماليزيا، وبروناي، تختلف بشأن السيادة على أجزاء من جزر باراسيل، وسبراتلي، وسكاربره شول وغيرها من المناطق، حسبما ذكرت وكالة "كيودو" للأنباء.
من جهتها، ترى الصين أنها صاحبة الحق في سيادة ثلاثة أرباع بحر الصين الجنوبي، استنادًا إلى خط التسعة شرط التاريخية، وتقوم بإجراءات عسكرية وإقامة منشآت اصطناعية في المنطقة، ومن جهة أخرى، ترفض الدول الأخرى مزاعم الصين، وتستشهد بالقانون الدولي للبحار، وتطالب بحقها في المسافة المائية لـ 12 ميلًا بحرية كماء إقليمية، و200 ميلًا بحرية كمنطقة اقتصادية خالصة.
وفي عام 2016، أصدرت هيئة تحكم دولية حكمًا يؤكد أن مزاعم الصين لا أساس لها من الصحة، وأنها انتهكت حقوق الفلبين في الملاحة والموارد. لكن الصين رفضت قبول أو تطبيق هذا الحكم.
اليابان ترفع مستوى العلاقات مع "آسيان"
أعلنت اليابان ورابطة دول جنوب شرق آسيا "آسیان" اليوم، رفع علاقاتهما إلى مستوى "شراكة استراتيجية شاملة" لتعزيز التعاون في مجالات الأمن البحري وغيرها في ظل تزايد نفوذ الصين في المنطقة النامية بسرعة.
وجاء رفع مستوى العلاقات، الذي أُعلن في قمة جاكرتا، بالتزامن مع كشف رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا عن خطة بلاده لتطوير الموارد البشرية لحوالي 5 آلاف شخص، في دول "آسيان" في مجالات تشمل السلامة البحرية والرقمنة خلال الثلاث سنوات المقبلة، وقال "كيشيدا" في خطاب ألقاه على هامش "آسیان": "ستنمو أمتنا مع أعضاء آسیان من خلال تعزيز التعاون التقني معهم".
وخلال القمة، تعهد رئيس الوزراء الياباني أيضًا بالعمل مع نظرائه نحو قمة خاصة مقرر عقدها في ديسمبر في طوكيو للاحتفال بالذكرى الخمسين لصداقتهم، التي بدأت في عام 1973 بإنشاء منتدى حول المطاط الصناعي، حسبما قالت الحكومة اليابانية.
توترات بين واشنطن وبكين بسبب فوكوشيما
بعد إعلان اليابان تصريف المياه المعالجة لمحطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ، نشب خلاف كبير بين طوكيو وبكين، إذ أعلنت الصين رفضها للخطوة اليابانية، واتهمتها باختيار خطة التصريف الأقل تكلفة، ما قد يتسبب في تفاقم مخاطر ما أسمته بكين بـ"التلوث النووي" إلى باقي العالم.
واتهمت الصين اليابان، بتعريض حياة الشعوب للخطر، ثم يتفاقم الخلاف بين البلدين، مع بدء عملية التصريف فعليًا، منذ أيام، رغم تصريح وكالة الطاقة الذرية أن تصريف المياه من محطة فوكوشيما "آمن".
رد صيني
وردًا على ذلك، قررت بكين مقاطعة المنتجات البحرية اليابانية، لعدم ضمان سلامتها وصحة تناولها، إذ أنها قد تسبب مخاطر صحية لمواطنيها، كما قاطع المواطنون الصينيون مستحضرات التجميل اليابانية، حسبما ذكرت شبكة "جلوبال تايمز" الصينية. وفي المقابل، ظهر رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا وبعض المسؤولين في فيديو، وهم يتناولون الأسماك من المحيط الذي تم فيه تصريف المياه النووية، في إشارة للعالم إلى أن الأسماك آمنة لتناولها.
