الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصين ترسل حاملة طائرات و39 مقاتلة لتايوان.. لماذا الآن؟

  • مشاركة :
post-title
بحار تايواني يرصد فرقاطة صينية قرب الجزيرة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أرسلت الصين حاملة طائرات وعشرات الطائرات الحربية إلى المنطقة المحيطة بتايوان، في واحدة من أكبر عملياتها ضد الجزيرة منذ أشهر.

يأتي هذا التحرك في الوقت الذي تتهم فيه بكين الولايات المتحدة وكندا بـ"التحريض على الصراع"، من خلال الإبحار عبر مضيق تايوان، وفي الوقت الذي يدعو فيه الرئيس الصينى شي جين بينج، إلى الاستعداد القتالي العسكري "الشامل" لجيش التحرير الشعبي.

حاملة طائرات و39 مقاتلة صينية

وأعلنت تايوان، اليوم الإثنين، أنها رصدت حاملة طائرات صينية و39 مقاتلة على مقربة منها، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تأكيد بكين تأهب قواتها مع عبور سفينتين حربيتين أمريكية وكندية مضيق الجزيرة.

وأوضحت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت بين الأحد وصباح الإثنين، 26 طائرة و13 سفينة حربية، كانت تنشط في محيط الجزيرة، بينما تمّ رصد 13 طائرة إضافية في الساعات الأولى من اليوم.

وأشارت الوزارة إلى أنها رصدت كذلك حاملة الطائرات "شاندونج" على مسافة 60 ميلًا بحريًا، جنوب شرق الأطراف الجنوبية للجزيرة، وهي تُبحر شرقًا وتتجه نحو غرب المحيط الهادئ لمهام تدريبية.

حالة تأهب عالية

وكانت الصين أعلنت السبت، أن قواتها في حالة "تأهب عالية"، مع عبور سفينتين أمريكية وكندية مضيق تايوان.

واتهمت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، الولايات المتحدة وكندا بمحاولة "إثارة التوترات واستعراض عضلاتهما العسكرية على عتبة الصين. وحذرت واشنطن من أن هناك "حدودًا لصبر بكين"، وقالت إنه كلما أبحرت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل متكرر عبر "مياه الصين" زادت فرصة حدوث "صراع مباشر".

وأكدت البحرية الأمريكية أن عبور السفينتين "يظهر التزام الولايات المتحدة وحلفائها وشركائنا بأن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة" أمام الملاحة.

كما يأتي التحرك الصيني قرب تايوان، بعد أيام قليلة من تفقد الرئيس شي جين بينج، قاعدة لجيش بلاده في الشمال الشرقي، ودعوته إلى تحسينات "شاملة" في الاستعداد القتالي.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، إن "شي" حث على بذل الجهود لتحسين مستوى الاستعداد القتالي وتعزيز تدريب الموضوعات الرئيسية والصعبة وبناء قدرات قتالية جديدة.

ضغوط صينية عسكرية

وزادت الصين في الأشهر الماضية من وتيرة ضغوطها العسكرية على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، خصوصًا من خلال المناورات والطلعات الجوية.

في المقابل، زادت واشنطن وحلفاؤها الغربيون في الآونة الأخيرة من التشديد على أهمية ضمان "حرية الملاحة"، وعززوا لهذا الغرض من عبور قطعهم البحرية لمضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، بهدف التأكيد أنهما ضمن المياه الدولية وليس ضمن نطاق التحكم الصيني.

وتثير هذه الخطوة غضب الصين، التي ترى أن الجزيرة الخاضعة لحكم ذاتي هي جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتحذر من مغبة أي شكل من أشكال "المعاملات الرسمية" بين واشنطن وتايبيه. وتتعهد باستعادة السيطرة على الجزيرة، وبالقوة إن لزم الأمر.

مساعدات أمريكية لتايوان

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وافقت على إقرار مساعدات على شكل اعتماد عسكري مباشر لتايوان، الشهر الماضي، بموجب برنامج مخصص عادة للحكومات الأجنبية ذات السيادة، ما فاقم توتر العلاقات بين واشنطن وبكين.

وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، يعتقد بعض المحللين أن هذا النشاط يمكن أن يكون علامة على مناورات جديدة لاستهداف تايوان، إذ تشير "شاندونج" إلى إمكان إطلاق رحلات جوية مقاتلة من السفن، كما رأينا في المناورات التي أجريت في وقت سابق من هذا العام، ردًا على رئيسة تايوان تساي إنج وين، خلال لقائها كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي.

وقال محللون في ذلك الوقت، إن هذه المناورات كانت المرة الأولى التي يتم فيها رصد طائرات "جيه-15" حول تايوان.

ولم تكن طائرات "جيه-15" من بين الطائرات التي رصدتها تايوان، يومي الأحد والإثنين. وعبرت جميع الطائرات الـ26 التي تم رصدها، أمس الأحد، باستثناء طائرة واحدة، خط المنتصف، وهو حدود فعلية في مضيق تايوان. كان الخط حتى السنوات الأخيرة، بمثابة حاجز كبير ولم يتم عبوره إلا في مناسبات نادرة ومهمة.

استراتيجيات جديدة

وأظهرت خرائط التوغلات في منطقة الدفاع الجوي، التي قدمتها تايوان، مسارات طيران غير عادية، مع بقاء مقاتلات "جيه-16" على الجانب التايواني من الخط لفترات طويلة من الزمن.

وتشير المسارات إلى استمرار جيش التحرير الشعبي في تطبيق استراتيجيات جديدة، بعد إجراء تطويق جوي كامل للجزيرة الرئيسية في تايوان، الشهر الماضي.

ونقلت "الجارديان" عن دوان دانج، المراقب المستقل لبحر الصين الجنوبي، إن مرور مجموعة السفن الحربية وحاملة الطائرات "شاندونج" عبر مضيق تايوان إلى جانب توغل المقاتلات يشير إلى أن الصين ربما تبدأ جولة جديدة من المناورات حول تايوان.

وقال دانج: "أتوقع أن تقوم الصين بتصعيد أنشطتها العسكرية حول تايوان في الأشهر المقبلة، بهدف استراتيجي للتأثير على الرأي العام في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية بتايوان، المقرر إجراؤها يناير المقبل".