تنفق بولندا، الداعم الأكبر لأوكرانيا في حربها مع روسيا، أموالًا طائلة على بناء ترسانتها العسكرية في محاولة لتعزيز دفاعاتها، في إشارة إلى المخاوف الأمنية المتزايدة في أوروبا، وسط توقعات الخبراء بدخول الحرب مرحلة جديدة من التصعيد، بحسب موقع "إنسايدر" الأمريكي.
أكبر قوة برية في أوروبا
قبل أيام، قال ماريوس موسكوفسكي، وزير الدفاع البولندي، إن الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي ترغب في امتلاك أكبر قوة برية في أوروبا، بما في ذلك مضاعفة قواتها الدفاعية إلى 300 ألف فرد، لمواجهة التهديد الذي تشكله روسيا، على حد زعمه.
وخلال مؤتمر صحفي في مايو الماضي أضاف "موسكوفسكي": "هدفنا إنشاء جيش بولندي قوي، لمنع أي معتدٍ للتجرأ على مهاجمة وطننا".
تشير التوقعات إلى أن بولندا، التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي في عام 1999، من المقرر أن تنفق 3.9% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، وهو ما يقارب ضِعف ما ينفقه حلف شمال الأطلسي "الناتو" البالغ 2%.
إنفاق عسكري يتجاوز 2%
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن 11 دولة عضوًا فقط حققت هدف الـ2٪، ورفعت كل من فنلندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا إنفاقها بما يتجاوز 2%.
ووقّعت بولندا صفقتين بقيمة 6 مليارات دولار لشراء نحو 350 دبابة M1 Abrams من الولايات المتحدة، بحسب "إنسايدر".
كما وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على شراء بولندا لـ96 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز AH-64E Apache بقيمة 12 مليار دولار، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
وكذلك تزويد الجيش البولندي بمروحيات أباتشي بمدفع M230 عيار 30 ملم، وصواريخ هيدرا-70 عيار 2.75 بوصة، وصواريخ هيلفاير، فيما تم تجهيز M1 بمدفع 120 ملم ومدفع رشاش عيار 50 ومدفع رشاش 7.62 ملم.
مدفعية ودبابات وطائرات
بالإضافة إلى ذلك، تنفق وارسو نحو 10 مليارات دولار على 18 منصة إطلاق من طراز HIMARS "هيمارس"، وهي قاذفات صواريخ طويلة المدى يصل مداها إلى ما يزيد قليلًا على 180 ميلًا، ويمكن للمنصة حمل ستة صواريخ من طراز GMLRS أو صاروخ واحد من طراز TACMS.
وبحسب الموقع الأمريكي، طلبت بولندا أيضًا 1000 دبابة K2 Black Panther من كوريا الجنوبية، ذات مدفع أملس عيار 120 ملم، يمكنه إطلاق نحو 10 طلقات في الدقيقة الواحدة، كما أن لديها مدفع رشاش Browning M2 50 ومدفع رشاش 7.62 ملم لكل 19FortyFive.
وتمتلك بولندا أيضًا ما يقرب من 700 مدفع هاوتزر K9، ذات مدفع ذاتي الدفع يصل إلى 25 ميلًا.
وهذه المعدات جزء من صفقة قد تصل قيمتها إلى 14 مليار دولار لكوريا الجنوبية، في إطار دعم وارسو بالمدفعية ودبابات وطائرات إلى بولندا، بما في ذلك الطائرة المقاتلة FA-50.
رسالة شديدة اللهجة
وخلال عرض للاحتفال بيوم الجيش البولندي نظمته وارسو في أغسطس الماضي، شاركت مقاتلات من طراز FA-50 المجهزة بمدفع ثلاثي الماسورة عيار 20 ملم، التي يمكنها حمل صواريخ جو-جو من طراز AIM-9 Sidewinder وصواريخ جو-أرض من طراز AGM-65 Maverick.
وبحسب تقديرات الخبراء، كان الهدف من مشاركة مقاتلات FA-50 في عرض الاحتفال بيوم الجيش البولندي في وارسو، هو إرسال رسالة إلى موسكو حول القدرات الدفاعية لبولندا.
وباعتبارها الجارة الأقرب لكييف، كانت وارسو حليفًا رئيسيًا في دعم أوكرانيا، وهي من أكثر الدول التي تضغط من أجل إمداد جارتها بالأسلحة، كما أنها أول دولة تعهدت بتقديم دبابات "ليوبارد" ألمانية الصنع إلى أوكرانيا.
كانت موسكو أعربت عن انزعاجها من انخراط وارسو في الحرب الروسية الأوكرانية، وحذرتها من مغبة نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا.
وقبل أشهر، واجهت بولندا اتهامات ألمانية بالتورط في تفجير خط أنابيب "السيل الشمالي" أو "نورد ستريم" الذي يمرر الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق.