تسبب زلزال المغرب المدمر في سقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، كما خلف أضرارًا بمبانٍ تاريخية ولا سيما في مراكش، أقرب المدن إلى مركز الزلزال، حيث تصدعت المنازل التي كانت تقع على تلال شديدة الانحدار، فيما تعرض ما صمد منها لدمار جزئي، وأيضًا سقطت مئذنتا مسجدين بينما انهارت العديد من البيوت التقليدية.
ويعد الزلزال القوي الذي ضرب مناطق عدة بقوة تفوق 7 درجات على مقياس ريختر، في وقت متأخر من يوم الجمعة،هو الأقوى بالمغرب منذ قرن.
حصيلة ضحايا زلزال المغرب
ووفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية المغربية، ارتفع عدد الضحايا إلى 2012 قتيلا و2059 جريحا حتى الآن. وتسبب الزلزال في وفاة 1293 شخصًا في محافظة الحوز و452 في مدينة تارودانت جنوب غربي البلاد، و191 في مدينة شيشاوة و41 في مدينة ورزازات و15 في مراكش و11 بأزيلال و5 قتلى بأكادير و3 بالدار البيضاء وقتيل واحد بولاية اليوسفية.
وفي مراكش، قضى المئات الليل في الخارج خوفًا من البقاء بمنازلهم خشية حدوث أي هزات أرضية أخرى، كذلك لجأ العديد من الأشخاص إلى الحدائق العامة بعد أن أصبحوا بلا مأوى بسبب الزلزال.
وابتعد الناس عن المباني العتيقة والتي تضرر بعضها وهناك مخاوف من انهيارها، وتجمعت عائلات بأكملها معًا، في محاولة للحصول على قسط من الراحة بعد ليل الجمعة. وشوهد أطفال ومسنون وأشخاص آخرون يجلبون الإمدادات وحقائب الملابس والطعام، استعدادًا لما قد يصبح إقامة طويلة بعيدًا عن منازلهم.
وظلت الرحلات الجوية من وإلى مراكش، وهي مركز رئيسي، تعمل كالمعتاد، على الرغم من أن المطار كان مزدحمًا للغاية طوال الليل حتى يوم الأحد، حيث أمضى العشرات من السياح الليل نائمين على الأرض في الصالة الرئيسية.
تعثر عمليات الإنقاذ
وتسببت الصخور المتساقطة في الطرقات التي تربط مناطق ببعضها البعض، في سدها، ما تسبب في إعاقة وصول فرق البحث وتعثر عمليات الإنقاذ.
ولا تزال فرق الإنقاذ تكافح للعثور على ناجين وسط أنقاض المنازل المنهارة في القرى الجبلية النائية، وجاء معظم الضحايا في المناطق الجبلية الواقعة إلى الجنوب، وفقًا لـ"رويترز".
حداد وطني
أعلن المغرب، أمس السبت، الحداد الوطني لمدة 3 أيام، على أرواح ضحايا الزلزال مع تنكيس الأعلام الوطنية فوق جميع المباني الحكومية، كما وجّه الملك محمد السادس تعليماته لوزﯾر اﻷوﻗﺎف واﻟﺷؤون اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ بأداء ﺻﻼة اﻟﻐﺎﺋب، بجميع ﻣﺳﺎﺟد اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ، ﺗرﺣﻣًﺎ ﻋﻠﻰ أرواح ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﻛﺎرﺛﺔ، وفقًا لوكالة الأنباء المغربية الرسمية.
ووجه الملك محمد السادس بتشكيل لجنة وزارية لوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ أﻗرب وقت، إلى جانب اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص المتضررين ولا سيما اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ واﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ھﺷﺔ"، إضافة إلى التكفل الفوري بكل الأشخاص دون مأوى جراء الزلزال.
اختفاء قرى
ومن جهته، قال وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، أمس السبت، إن عددًا من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال اختفت نهائيا، مضيفًا أن عددًا من الأحياء القديمة وبعضها تاريخي في مدينة تارودانت تضررت بشكل كبير.
وذكر "وهبي"، خلال مداخلة هاتفية مع التلفزيون المغربي، أن السلطات تعمل على إيواء السكان غير القادرين على العودة لمنازلهم في المناطق المتضررة، وتسعى للتغلب على انهيار الطرق في محيط تارودانت، مشددًا على أن أولويتهم توفير الخدمات الأساسية.
القرية الأكثر تضررًا
وتعد قرية تنصغارت بمنطقة أسني القريبة من مركز الزلزال، والواقعة على جانب وادٍ يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير، هي الأكثر تضررًا من أي قرية أخرى حتى الآن في المناطق الريفية جنوبي مراكش.
وقال المسؤولون إن معظم الوفيات، وقعت في تلك المناطق، وفقا لصحيفة "هسبريس" المغربية.